الديوان

الإعلامي “عمر الجزلي”.. شاعر صاحب ديوان « مغارة الأحزان»

من زاوية أخرى

الخرطوم : المجهر
أكد الإعلامي الدكتور “عمر الجزلي” اهتمامه الكبير بالشعر الدارجي والفصيح، وقال إن عدداً قليلاً من أصدقائه يعرفون حقيقة علاقته بالشعر من بينهم الرئيس الأسبق المشير “جعفر محمد نميري” الذي أرسل له رسالة خاصة قبل رحيله بسنوات يشيد فيها بشعره الذي ظل يستمع إليه في السجلات الخاصة، وقد كتب “نميري” في الرسالة « سر فيما آمنت به وعرفناك عليه، فقد عرفناك فخيم العبارة، رخيم الصوت، دقيق الألفاظ، أنيق المظهر، حسن المنظر، ما زلت كما كنت تشدو وتصدح مترنماً في أعيادنا القومية، لا أجد ما أختم به خطابي إلا قول الشاعر: “إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفاً أن نبتدئ بالأذى من ليس يؤذينا ».
وقال “الجزلي” إنه عرف الشعر منذ أن كان صغيراً وإنه حتى الآن ما زال محباً للشعر بألوانه المختلفة يطلع عليه ويستمتع به، وبمكتبته عدد كبير من الكتب الأدبية والدواوين التي اطلع عليها يومياً مثل: (كتاب الأغاني وخزانة الأدب ومعجم الأخطاء الشائعة وعصر المأمون والألسنية والمستطرف في كل فن مستظرف).
وأشار “الجزلي” إلى أنه يقرأ “للعقاد وطه حسين وود الرضي ومعاوية نور وعبد الله الطيب ود. الزين عمارة” ويستمع إلى الأغاني الرومانسية والموسيقى الكلاسيكية وإلى “فريد الأطرش” « يوم بلا غد » و”عبد الحليم” «حبك نار » و”أم كلثوم” «فات المعاد » أو “عثمان حسين” «أنا والنجم والمساء »، كذلك يستمع يومياً لقراءة الشيخ “عبد الباسط عبد الصمد” أو “عوض عمر”.
أول أبيات كتبها “الجزلي” كانت في مدرسة بيت الأمانة الوسطى بأم درمان، وفي الثانوي نشر أشعاره في جريدته الحائطية « الميناء »، دون أن يكتب اسمه فيها وأبرز أشعاره كتبها في حوش الإذاعة، وكل الأشعار التي قدمها طوال الـ(20) عاماً الماضية في برنامجه « أوتار الليل» هي من إنتاجه الخاص، ولا يعرف هذا السر إلا عدد قليل من الإذاعيين منهم “معتصم فضل وعبد العظيم عوض وذو النون بشرى”.
ويعترف “الجزلي” بأن أجمل حلقات برنامجه «أسماء في حياتنا» كانت حلقة مع الشاعر “حسين بازرعة”، عندما حكى له عن أسرار عشقه وقصة ريدته القديمة غير المعروفة للناس، فبكى “بازرعة” وطلب مني إيقاف التسجيل وبكى معه لمدة ساعة كاملة، وندم على تجديده لأحزانه، وكان يتمنى أن يستضيف بالبرنامج الشاعر “عبد الباسط سبدرات”.
قد يكون من أسباب إخفاء “الجزلي” لتجربته الشعرية أنه يريد أن يظهر بموهبة واحدة فقط، وسبب آخر هو أنه كان يرى أنه محسود ومعاقب على نجاحه في المجال الإعلامي، وإنه دائماً يرد على الأعداء والحساد ببيت الشاعر “إدريس جماع” :« هو كالعود ينفح العطر للناس ويفنى تحرقاً واشتعالاً ».
يميل شعر “الجزلي” إلى الحُزن والعاطفة النبيلة لذا اسمى ديوانه «مغارة الأحزان »، وهو يحتوي على قصائد «هجين» بين الفصحى والدارجية كتب في مقدمته :«قلمي وصوتي حدا وتحنان أردده )..
في حُب قومي وتقديس أوطاني »
ويحتوي الديوان على قصائد وطنية منها قصيدة “يا أزمان العروبة التائهة التافهة الضائعة”، إضافة إلى قصائد غنائية كان يتمنى أن يغنيها “أحمد المصطفى” وقصيدة “ظالمني” التي أعجب بها “إبراهيم عوض” «الذري» وقصائد لحنها “الكابلي” وقصيدة «زمن الودار» التي منحها لـ”عثمان حسين”:
«يا أيام يا ما مشينا بالأحزان ياما ….
كم دروباً بدت بالفرحة والآمال …
لكن يا ما شقينا وقاسينا محال وراه محال ..
ما أصلو جرتق بهجة كان منظوم شالتو الأجيال »
# أبرز القصائد العاطفية بالديوان ؟
= «الحُب والصدى»
« يا سر أيامي ويا عمر الزمان الآتي ….
أسألكم أين أنا من صروف الليالي
هل لديكم حديث جديد عن صباباتي ؟
فأنا للحُب قد هتفت وكتبت كل أشعاري..
وسطرت في الجمال غالي رسالاتي ».
# من الكتابات الجميلة؟
= “مقاطع الملل” :
« يا صحابي اليوم قد سئمت الدنيا وزيفها …
سواد هي تعتيم هذه الدنيا كلها …
ولا ندري إلى أين مسيرها ومصيرها ؟
قد مللت الأصباح والأمساء والأمل البعيد !!!
وهفت نفسي إلى تلك القبور الزاوية ..
لتنام آلامي وتسكن تلك الحياة الذاهبة»
# من القصائد التي يعتز بها ؟
= « غربتي بعد وضياع كأنه الانتهاء..
قاس هو البعاد يا سيدة الجرح الحزين ..
قاس هو البعاد ..
لكنك أنت يا عميقة العينين
ما تزالين عندي الحكاية الأغلى
تلك التي أبحر من أجلها لا بقى وتبقى » .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية