شهادتي لله

ثم ماذا بعد مواكب (الأحد) ؟!

إلى متى تستمرّ حالة الشدّ والجذب بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتّغيير، تحيط بها حالة عامّة من الترقب والانتظار والضيق في أوساط الشعب السوداني.
قوى الحرية دعت إلى مواكب مليونية نهار أمس (الأحد)، وهدفها الضغط على المجلس العسكري للرّضوخ إلى شروطها بشأن تشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي، وأهمّها حيازة (قحت) على غالبية عضوية مجلسي السيادة والتشريع و(كل) مجلس الوزراء!.
المجلس العسكري، لم يعترض مواكب الأمس، ولم يأمر قواته الأمنية بتفريقها، فاكتفت القوى الأمنية بمراقبة الحشود ومتابعتها، في رسالة بليغة ومهمّة موجهة للداخل والخارج، رغم أنه كان قادراً على فضّ تلك الحشود خلال ساعة زمن، فهل تحترم قوى الحرية قرار المجلس بعدم فضّ المواكب، وتبدأ مرحلة جديدة من الحوار معه ، أم تعود لغرورها وضلالها القديم الذي انتهى إلى فضّ اعتصام القيادة الذي لم يكن هناك من مبرّر لاستمراره شهرين، فكانت النتيجة خسارة عشرات الأرواح البريئة الطاهرة ؟!.
يجب أن يعود الطرفان للحوار المتوازن، فحشود (الأحد) ليست بندقية على رؤوس أعضاء المجلس العسكري ، ولا ينبغي أن تكون.
لم يخرج الشعب السوداني كُلّه ولا جُلّه ، في حشود الأمس، فنظرة سريعة على مقاطع فيديو التظاهرات توضح أن أعمار المتظاهرين تقلّ في الغالب الأعم عن (20) عاماً، وهذا يعني أن طبقات العمال والموظفين والموظفات (المهنيون بكافة شرائحهم) – رغم أن الدعوة صادرة من تجمع المهنيين – والنساء ربات البيوت والعاملات فوق سنّ العشرين عاماً، لم يكونوا جزءاً من هذه المواكب، وبالتالي فإنها بشكل عام .. (مظاهرات طلابية) لا تمثّل جِماع الشعب السوداني.
و لذا، فإن عودة قوى الحرية والتغيير إلى مربع الغرور والإرهاب السياسي والفكري لمخالفيها في الرأي يعني نهايتها (الثانية).
لا بد من التنازل والتراجع عن الروح الانتقامية والفكرة الإقصائية .. لا بد من الاتفاق على ما يحفظ حقّها كقوى قادت الثورة، ولكنها لم تصنعها أو تشارك فيها وحدها، ما يفرض عليها قبول قوى أخرى لها حق في الثورة .. وحق في الوطن.
في رأيي.. أن خيار (مناصفة) مجلس السيادة مع رئاسة الفريق ” البرهان” ، هو الخيار الأفضل والأقرب لوجدان الغالبية من الشعب الصامت، فطرح المبادرة الإثيوبية القائل بضم شخصية (ثامنة) محايدة، فيه الكثير من دسّ السمّ في الدسم، لأنّ المفروض أنّ الشخصيات (السبع) التي ترشحها (قحت) هي نفسها شخصيات قومية ومحايدة .
المواكب لن تحلّ أزمة، ونظام “البشير” لم يسقط بالمواكب وحدها، بل بتدخل الجيش، فهل يعقلون؟.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية