رأي

مقاطعة في الزمن الضائع!!!

فتح الرحمن النحاس

*دعا أحدهم لتنفيذ مقاطعة كاملة ضد أي شيء له علاقة بما أسماه (الكيزان).. طلب من الجميع العزوف عن الإعلام الرسمي بفضائياته وإذاعاته وصحفه، لتصاب هذه الأجهزة (بالإفلاس) فيفقد (الكيزان) ما تدره عليهم من أموال ضخمة، وشملت قائمة المقاطعة شركات الإنتاج المختلفة والعلاقات الاجتماعية بين الناس.. لكن يبدو أن صاحب الدعوة للمقاطعة (المضحكة) نسي تضمين القائمة محلات بيع الطعمية والفول والكوارع وبائعات الشاي والقهوة..
ربما هو أيضا نسي الصيدليات والمستشفيات الحكومية العامة والخاصة والعيادات الخارجية الخاصة ومقاطعة الأطباء، إضافة لمقاطعة المدارس العامة والخاصة والخصام مع المعلمين والدروس الخصوصية، وقد يكون فات على هذا (الحالم) أن يضم لقائمته (المسطحة)، المهندسين وشركات المقاولات ومحلات بيع الرصيد وغيرها من مصادر أرزاق الناس!!
دعوة المقاطعة البائسة، توضح بجلاء (الدرك السحيق) من الجهل الذي سقط فيه صاحبها، غير كونه نسي أن مثل هذه الدعوات الفارغة، مكانها المواجهة مع دول (استعمارية) اغتصبت دولاً أخرى أو تعدت على خياراتها وعقيدتها، مثلما كان من دعوات ضد إسرائيل وأمريكا ودولاً انتهكت عظمة سيدنا “محمد” صلى الله عليه وسلم..
صاحب الدعوة للمقاطعة يسجل سابقة في تأريخ البشرية، إذ إن شعوب العالم تكون سمعت لأول مرة في ماضيها وحاضرها، مواطن من دولة يدعو لتنفيذ مقاطعة اقتصادية وحياتية ضد وطنه، بل هو يقدم نفسه قاطعاً لأرزاق شعبه والعياذ بالله.. فهل يا ترى مثل هذا الكائن يمكن أن يوصف بأنه إنسان من بني الإنس، أم ماذا يكون بالضبط؟!
*ونحن نذكره أن أجهزة الإعلام والصحف والتي يظن إثما أنها توفر المال للكيزان، تعيش من عرق جبينها ولا علاقة لها بتمويل حكومي، أما بقية منظومة المرافق والشركات المنتجة، فلم يكتب على مداخلها أنها (كيزانية المنشأ والأهداف).. وهي أرزاق خص بها الله جل وعلا ومقسم الأرزاق أصحابها، وما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها.. ولكنك يا هذا قد لا تفهم تلك المعاني العظيمة.. فالشيطان عندما يتملك إنساناً، يكون قابلاً لكل مفسدة في الأرض!!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية