شهادتي لله

سيدي الرئيس.. أوقف هذه (الرحلات)

} يبدو واضحاً من مراقبة مسيرة جولات المفاوضات بين السودان والجنوب خلال الأشهر الماضية، أن المنهج و(التاكتيكات) المتبعة من وفد حكومة السودان، لم تنجح في تحقيق أي تقدم (حقيقي) يذكر في كافة الملفات، وعلى جميع الأصعدة.
} فشلت أمس الجولة الأخيرة للجنة السياسية الأمنية المشتركة بين الدولتين، وتم رفع الاجتماعات، وأعلن وفد الجنوب صراحة فشل المفاوضات، وعبّر وزير الشؤون القانونية “جون لوك” عن خيبة أمله لعدم إحراز أي تقدم في ملفات “أبيي” و(14 ميل)، والترتيبات الأمنية حول علاقة الجنوب بقطاع الشمال، والمنطقة العازلة على الحدود، وملف البترول، وقال الوزير الجنوبي إنهم يعودون لـ “جوبا” دون الاتفاق على ترتيبات لإنفاذ اتفاقية التعاون بين البلدين!!
} إلا أن وفدنا أكد في بيان أصدره أمس أنه في ما يتعلق بمنطقة “أبيي” تم الاتفاق على كافة نقاط الخلاف، باستثناء تشكيل المجلس التشريعي للمنطقة، حيث طالب الجنوب بأغلبية الأعضاء، فيما اقترحت حكومة السودان أن تكون عضوية المجلس (مناصفة) بين الطرفين، ثم فصّل الوفد أسباب عدم الاتفاق في المحاور الأخرى، مؤكداً التزام حكومة السودان بالاستمرار في التفاوض!! وهو ذات المعنى الذي أكد عليه وفد دولة الجنوب!!
} إلى متى يستمر التفاوض، إذا كانوا كلما اتفقوا على (بند) في جولة، نقضوه في الجولة التالية؟!
} إنه منهج عبثي، وطريق لا يؤدي إلى نقطة وصول وتلاقٍ، ولا معنى – إذن – ولا جدوى من الاستمرار في التفاوض (اللانهائي) دون تدبر المآلات، والتأكد من النهايات.
} يحتاج الرئيس “البشير” بشدة إلى تغيير فكرة وإستراتيجية التفاوض مع جنوب السودان، والبحث عن (مخرج) لهذه الأزمة عبر (طريق مختلف) ووسائل أخرى، و(مفاوض) من خارج هذه (المجموعات) التي أرهقها السفر، وتشابه عليها البقر، وتكاثر عليها الوسطاء والمبعوثون.. سفراء (الفرنجة) والأفارقة.
} نجحت مفاوضات “كامب ديفيد” بين الرئيس المصري “محمد أنور السادات” ورئيس وزراء إسرائيل “مناحيم بيغن” عام 1979م، بعد (12) يوماً فقط، في التوقيع على أهم اتفاقية سياسية غيرت وجه التاريخ في منطقة الشرق الأوسط، بل وأرجاء واسعة من العالم، فكيف (يخدرنا) مفاوضو الحكومة بالأماني الكذوبة، معلنين عودتهم – دون حياء – إلى “أديس أبابا” يوم (13) فبراير القدم، لجولة جديدة من (المفاوضات العبثية).
} سيدي الرئيس.. أرجو أن توقف هذه المهازل.. وأن تتولى بنفسك فتح (المسار) الجديد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية