حوارات

الناطق باسم حزب التحرير ولاية السودان “إبراهيم عثمان أبو خليل” لـ(المجهر)

*التغيير قاده الشباب ضد ظلم الإنقاذ، بيد أن التغيير الحقيقي يتم على أساس الإسلام لجهة أنه يؤسس لعدالة راسخة
*مجموعة “عبد الحي يوسف” لم تقدم طرحاً، ورفعت شعارات لتحقيق كسب سياسي واستمالة البسطاء
*الفريق “حميدتي” ليس سياسياً وصنعه “عمر البشير” لحمايته وفرض على المشهد
*أمريكا ظاهرياً تساند الثورة ، وعبر عملائها تدعم المجلس العسكري ، ولن تسمح لقوى الحرية والتغيير باستلام السلطة بشكل كامل

حوار / الطيب محمد خير

قال الناطق باسم حزب التحرير ولاية السودان “إبراهيم عثمان إبراهيم”، إن الصراع الدائر على السلطة في السودان هو صراع بين أوربا وأمريكا ،مبيناً خلال هذا الحوار أن الحرية والتغيير يشكل الذراع الأوربي في اللعبة، بينما المجلس العسكري يمثل الجانب الأمريكي ، وأضاف إنهم لا يتوقعون أن تتم محاكمات حقيقية للذين أفسدوا ، وشدد “أبو خليل” على أنهم لن يدخلوا أي من التحالفات السياسية التي تتشكل الآن، واصفاً ما قدمته مجموعة دولة الشريعة والقانون بقيادات د.”عبدالحي يوسف” بأنه شعارات ولكسب البسطاء، وهو ذات ما كانت تفعله الإنقاذ، معتبراً المجلس العسكري بأنه امتداد للنظام السابق ولا فرق بينهما، هذا وغيره من الإفادات ..

= أين أنتم من التحالفات السياسية التي تعج بها الساحة الآن؟
الحزب لديه رؤية واضحة ومفصلة ومطروحة في الساحة لكل الأحزاب والجماعات، إما اتفقوا معنا حولها وأصبحت هي الرؤية الملزمة للجميع للأخذ بها، وإما (لا) ، لكن فكرة التحالفات غير موجودة عندنا في الحزب ولا نتحالف مع أي مجموعة من المجموعات ولدينا فكرة واضحة.
= ما سبب رفضكم التحالف مع الآخرين؟
هذه تحالفات غير حقيقية، إنما تحالفات تكتيكية ظرفية أملتها ضرورة وقتية ولا تقوم على فكرة محددة وواضحة، وإنما هي ردة فعل، ونحن رؤيتنا لطريقة الحكم واضحة لا تقبل أي انحراف لا نتعامل بردود الأفعال وإنما من منطلق مبدئي ونحن لسنا برغماتيين نتلون مع الظروف وخطنا واضح هو إقامة دولة الخلافة ، والذين يقودون هذه التحالفات هم من محترفي السياسة بالمعايير الغربية وليس الإسلامية ، وما عندهم شغل غيرها.
= ما هي رؤيتكم التي تلزمون الآخرين بإتباعها وأنتم ترفضون رؤاهم؟
رؤيتنا أن القضية ليست الوصول للسلطة بأي وسيلة وثمن وإنما بطريقة معينة.
= هل الانتخابات هي إحدى وسائلكم للوصول للسلطة؟
ما يعرف بالانتخابات الديمقراطية ليست إحدى وسائلنا للوصول للسلطة، لأننا نعتبر الديمقراطية نظام كفر ، ونتبع الطريقة التي اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم للوصول للسلطة، ونرى أنها هي الطريقة الأمثل لإتباعها للوصول للسلطة ، وأي طريقة غيرها نعتبرها غير شرعية.
= لا تؤمنون بالديمقراطية وهي الوسيلة المشروعة للحكم كيف تصلون إليه بطريقة سلمية ؟
نعم، لا نؤمن بالديمقراطية لكن الانتخابات لا مأخذ لنا عليها ويمكن الناس تخوض انتخابات، لكن نرفض خوضها في ظل نظام ديمقراطي .
= فسر لنا هذا التناقض؟
النظام الديمقراطي له دستور وقوانين تحكمه، وأنا لمن أخوض انتخابات في ظل نظام ديمقراطي يعني أنا ملزم بالالتزام بقوانينه ودستوره وأنا أعتبرها مخالفة للإسلام .
= يعني لن تشاركوا في وضع الدستور ؟
نحن لدينا دستور جاهز وظللنا نقدمه منذ الاستقلال، لكن للأسف ظل حبيس الأدراج ولا يناقش لأن كل الأنظمة مرتبطة بالغرب وهو الذي يحدد لها دساتيرها وقوانينها.
= أنتم جزء من حزب خارجي ؟
نحن امتداد لحزب التحرير حزب واحد يعمل في كل العالم ومعترف به ويعمل حتى في غير العالم الإسلامي ، وفكرته هي الإسلام الذي يجمع ولا يفرق ، ووصفنا بحزب خارجي هذه مرفوضة عندنا إذا كان الناس يتعاملون مع الكافر بالمقابل نحن لا نعتبر تعاملنا مع إخواننا المسلمين تعاملاً مع الخارج لذلك الحزب واحد يعمل في كل العالم الإسلامي لإقامة دولة الخلافة لأن الأمة الإسلامية واحدة والوضع الآن وضع غير طبيعي .
= إلى أي مدى التحول الذي تم في السودان يشكل مهدداً لوجودكم كحزب ؟
لا يوجد أي نظام يمكن أن يمنع الحزب من أن يعمل أو يشكل مهدداً لوجوده، وظل يعمل في ظل كل الأنظمة قبل أيام مايو ، ونظام الإنقاذ مارس معنا كل أنواع القمع والترهيب والاعتقال ، في وقت هربت فيه القيادات السياسية للمنافي الاختيارية نحن لم نهرب ، ولن نهرب وسنظل موجودين نعمل في الداخل ونواجه الأنظمة الموجودة بما نستطيع من وسائل .
= هل أنتم حزب مسجل؟
التسجيل لا يهمنا كثيراً، ورغم ذلك تقدمنا بطلب للتسجيل لكن لم نسجل ولم نخطر برفض طلبنا واستمرينا نعمل وتتعامل معنا كل أجهزة الدولة، وأشير إلى أننا في عام (2002) حسب القرار قمنا بإخطار مسجل الأحزاب وظللنا نعمل وأسسنا هذا المقر.
= لكن قانون (2007) اشترط أن يكون الحزب مسجلاً؟
نحن اعترضنا على هذا القانون لأنها اشتراطات نحن نرفضها منها الاعتراف باتفاقية نيفاشا ودستورها .
= ما مصدر تمويل الحزب ؟
كل العضوية لها اشتراكات شهرية ملتزمة بسدادها.
= يعني التنظيم العالمي الذي تتبعون له لا يمولكم؟
لا يوجد تنظيم عالمي موجود في مكان محدد نتبع له ، وقلت لك هو حزب موجود في كل العالم ، صحيح لنا أمير واحد يرأس الحزب لكن الإدارة محلية في كل منطقة موجود فيها، يعني في ولاية السودان الحزب يدار بمجلس الولاية ونسير أمورنا بإرادتنا الذاتية، والأمير يتابع الأنشطة التي يقوم بها الحزب في أي ولاية .
= أين يوجد أمير الحزب ؟
الأمير هو الشيخ “عطا أبو خليل أبو الراشدة “موجود في منطقة الشام، لكنه غير ظاهر لدواعٍ أمنية وهو شخصية معروفة وكان الناطق باسم الحزب في الأردن .
= ما موقفكم من الطرح الذي قدمته مجموعة دولة الشريعة والقانون بقيادة د.”عبدالحي يوسف”؟
هذه المجموعة لم تقدم طرحاً وإنما رفعوا شعارات دون مضامين لكسب سياسي، هذه المجموعة تريد أن تفعل نفس الشيء الذي فعلته الإنقاذ بأخذ مشاعر الناس البسطاء باسم الشريعة التي لم تطبقها ولا ليوم واحد طوال الثلاثين عاماً التي حكمتها.
= هم يطالبون بعدم تعطيل الشريعة الإسلامية؟
نحن نسألهم أين كانت الشريعة الإسلامية مطبقة حتى يطالبوا بعدم تعطيلها ، الشريعة هي ليست تطبيق حدود في ظل نظام غير إسلامي ، ثم الشريعة هي نظام متكامل في كل مناحي الحياة والحدود عقوبة لمن يخرج عن هذا النظام ، والذي يرفع شعار الإسلام يجب عليه أن يبين لنا ما الإسلام الذي يريد تطبيقه على الناس، ويشرح لنا كل سياساته ، أن ترفع شعارات هذه طريقة مرفوضة وغير مقبولة ، بغض النظر عن النوايا، الذين رفعوا شعارات في السابق لم يطبقوا الشريعة ، والذين يرفعون الآن شعار الشريعة مطالبون أن يبينوا ما هي الشريعة حتى لا تكون مجرد شعارات للكسب السياسي.
= هل اتصلت بكم مجموعة الشريعة والقانون بقيادة د.”عبدالحي يوسف”؟
لم يتصلوا بنا وهم يعلمون تماماً نحن لن ندخل في أي تحالف من هذه التحالفات، لذلك لن يتصلوا بنا ، وكل الذين يقودون هذا الخط يدركون طرح الحزب ، وسبق أن اتصلنا بهم وشرحنا لهم الكيفية التي نريد بها تطبيق الشريعة الإسلامية، وموقفنا أن الحزب لا يدخل في أمور غير مبدئية ونحن حزب مبدئي والمبدئية تقتضي أن تلتزم بالإسلام كاملاً غير منقوص.
= كيف ترون التغيير الذي أحدثته الثورة وموقفكم منه؟
هذا التغيير قاده الشباب نتيجة إحساسهم بالظلم الذي مارسته الإنقاذ على كل الشعب، وكان حراكاً طبيعياً لكن ظهرت الأحزاب التي عجزت عن التغيير وركبت الموجة، وادعت أنها تقود الحراك، والشباب لم تكن لهم قيادة، حتى تجمع المهنيين لم تكن له قيادة واضحة ، واعتبر القيادة التي ظهرت أخيراً قيادة غير حقيقية ركبت على ظهر الثورة للوصول لأغراض تريدها هي وليس حل قضايا الناس ، من ناحية أخرى نحن نعتبر التغيير الذي حدث تغييراً للأشخاص ولم يخاطب قضايا الشباب التي ثاروا من أجلها .
= كيف ترى الجدل بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري؟
التفاوض الدائر بينهما يناقش مسائل متعلقة بالكراسي. وإن كان الطرفان صادقين وتهمهما قضايا الناس لتمت معالجتها قبل الدخول في ترتيب أمور إدارة الدولة ، نحن من هنا نطالب المجلس العسكري بالعمل على معالجة وحل الأمور التي ثار الناس من أجلها في مقدمتها معاشهم وتأمينهم وحل قضايا الشباب وغيرها من الأمور التي من أجلها ثار الشعب بعدها فليتجهوا للبحث عن كيف يحكم البلد، وما يحدث الآن لا يبشر بأن الحكم في السودان سيخرج من الدائرة الخبيثة التي ظل فيها منذ استقلاله ، ونحن نرى ما تم تغييراً غير حقيقي.
= ما التغيير الحقيقي الذي ترونه؟
هو التغيير الذي يتم على أساس الإسلام لأن غيره لا يوجد نظام يؤسس لعدالة راسخة ، وما يحدث الآن صراع على كيكة السلطة .
= ما رؤيتكم وتقييمكم للمجلس العسكري ؟
المجلس العسكري في رؤيتنا هو امتداد للنظام السابق ولا فرق بينهما .
= هذه تهمة ظل المجلس العسكري يرفضها دائماً، ما الدليل على ما ذكرت؟
عشان نكون واضحين ما في نظام حكم في العالم الإسلامي غير مستند على قوة عسكرية، ومعروف أن الأحزاب في السودان صنعها الاستعمار البريطاني وهي تخضع لهم ، أما الأمريكان ما عندهم أحزاب في السودان لتصل للسلطة لذلك أمريكا تستند على العساكر للدخول للسودان منذ أيام حكم “عبود” و”نميري” وحتى حكم الإنقاذ ، وأمريكا تعتمد في العالم الإسلامي للوصول للسلطة على العساكر وبشكل خاص في السودان ومصر ، وهي لا تفرط فيهما لذلك ذات السيناريو الذي حدث في مصر يحدث الآن في السودان بإجهاض الانتفاضة ، المهم الأمريكان يعلمون أن لديهم وسيلة في السودان للسيطرة غير العساكر ، والمؤسسة العسكرية عموماً تتبع لأمريكا ، والأحزاب تديرها أوربا واضح من تأييد الأوربيين لتحالف الحرية والتغيير .
= لكن الأمريكان أيضاً يضغطون على المجلس العسكري؟
أمريكا تضغط على المجلس العسكري تبدو في الظاهر أنها تساند الثورة، لكن عبر عملائها في المنطقة مصر والسعودية والإمارات وإثيوبيا تدعم المجلس العسكري، وهذا واضح من السياسة المتبعة ومنفذة ، وسبق أن قلنا إن أمريكا لا يمكن أن تسمح لقوى الحرية والتغيير أن تستلم البلد بشكل كامل،( ده ما بيحصل) وسيستمر العسكر في السلطة وإن استدعي الأمر سينقلبون كما انقلب “السيسي” على “مرسي” وستجرى انتخابات صورية .
= ما موقفكم من فض الاعتصام؟
نحن كحزب نعتبر ما تم عمل قبيح جداً ولا يشبه أخلاق المسلمين لأن هؤلاء الناس عزل، وأقول صراحة إن هذه العمل لا يتم إن لم يكن هناك تأييد له من أمريكا .
= هل ترى هذا العمل تم بإيعاز من الخارج ؟
نعم لا يدخلني في ذلك أي شك إن فض الاعتصام تم بإيعاز من الخارج ومباركة أمريكا تحديداً وهي التي أعطت المجلس العسكري الضوء ليفض هذا الاعتصام مع ضمان أنه لن يحاسب كما حدث مع “السيسي” الذي قتل (4) آلاف في يوم واحد دون أن يحاسب، ولولا أن المجلس العسكري محمي من قبل أمريكا وحلفائها في المنطقة لتغيرت كل الموازين في السودان، لذلك عومت القضية .
= لكن الحرية والتغيير تطالب بلجنة تحقيق دولية؟
هذا الطلب لن يُستجاب له لأنه يعني كشف اللعبة برمتها في السودان، لذلك أمريكا لن تقبل به تحت ستار رفض المجلس العسكري بأن التحقيق الدولي يمس السيادة الوطنية وستطوى القضية بتقديم كبش فداء من بعض العساكر بأنهم خالفوا التعليمات.
= ما الغرض من هذه الخطوة بكل هذه القسوة ؟
هي عملية تمت لتقوية موقف المجلس العسكري على الحرية والتغيير بفقدها للاعتصام كورقة ضغط على المجلس وهذا ما نلحظه الآن، العساكر يتحركون بكل حرية باعتبارهم هم الحكام.
= هل تتوقع أن يستمر العساكر في الحكم؟
رغم ادعائهم أنهم لا يرغبون في السلطة لكن لن يسلموها للمدنيين لأن أمريكا لن تفرض في السودان وتسلمه للأحزاب كحلفاء للأوربيين، هذه هي الحقيقية .
= ما شكل مشاركتكم في الثورة؟
لم نشارك في الاعتصام باعتبار أننا كنا ضمن المتظاهرين، لكن شبابنا كانوا مشاركين في المظاهرات ، لكن كحزب كنا نعمل وسط الشباب في الاعتصام بالتوعية ونبصرهم حتى لا تسرق الثورة ، ونحثهم على التمسك بالأهداف التي قامت من أجلها الثورة، ممثلة في تحقيق نظام حكم عادل، ولن يتحقق ذلك إلا بالإسلام ، لكن للأسف تم التعامل مع كوادرنا بالضرب والتنكيل من قبل قوى الحرية والتغيير بذات قسوة الأجهزة في النظام السابق وتم حبسهم وضربهم وهددوهم بالقتل ومنعوهم حتى من الصلاة .
= ما مضمون التوعية التي قدمتموها في ميدان الاعتصام؟
هدفنا كان ألا تسرق الثورة وتجير الأمور لحزب معين أو جهات بعينها، ونقول للشباب إن قضاياكم لن تحل عبر التنظيمات السياسية الموجودة وهي من جنس النظام السابق والوصول للسلطة عندهم هدف يريدون الوصول إليه بكل السبل ولن تجدوا نظاماً عادلاً يحقق مطالبكم غير الإسلام .
= ما موقفكم من التفاوض الثنائي بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري؟
أنا أعتبر هذا نوعاً من التكتيك من المجلس العسكري وهو يعلم أنه في مرحلة ما سيصل لطريق مسدود في التفاوض لأن الحرية والتغيير تريد السلطة مدنية كاملة ، وبعدها يعود المجلس للقوى السياسية الأخرى التي أقصيت في بداية التفاوض، وهذا ما يحدث الآن ،هناك أحزاب تساند المجلس العسكري وبدأت تدخل في تكتلات في مقابل تحالف قوى الحرية والتغيير وهذا العمل سيضعف موقفها .
= كيف تفسر تعليق الحرية والتغيير للتفاوض وشروطها للعودة؟
أفتكر تعليق الحرية للتفاوض نوع من عدم الذكاء والضعف في قراءة الواقع السياسي بإقصائها لكل القوى السياسية، واعتبرت الثورة ملكاُ لها ، وبدأت تعمل لإدارة المرحلة الانتقالية وحدها وهذا تصور خاطئ أكسبها عداء الأحزاب الأخرى ، فهي لم تدر اللعبة بالطريقة السياسية المثلى ، هذا ما أدخلها في مأزق الآن وهي تتوهم أنها تضغط على المجلس العسكري الذي وجد متنفساً وهو يعمل بحرية ويسعى لعمل تحالفات من خلال لقاءاته مع الأحزاب والإدارة الأهلية وغيرها من القطاعات لتقوية موقفه في مقابل الحرية والتغيير.
= هل سينجح المجلس العسكري في كسب سند شعبي من خلال هذه اللقاءات؟
نعم، نجح وساعده في ذلك أن الناس بطبعها تسأم بسبب تطاول الأزمة وتسعى للمخرج بأي وسيلة، والآن مضى أكثر من شهرين على نجاح الثورة والناس سئمت تعنت الحرية وإصرارها على الانفراد بالسلطة، وهذا جعل شعبيتها تتراجع بعد عملية إغلاق الطرقات في الأحياء، هذا أوجد سخطاً كان خصماً عليها وليس إضافة .
= كيف تقرأ عملية صعود الفريق “حميدتي” في المشهد السياسي؟
“حميدتي” ليس سياسياً، وهو شخص صنعه “عمر البشير” لحمايته، لكن فُرض على المشهد والذي لم يكن له فيه قبل التغيير ، لكن تسلسل الأحداث صعد “بحميدتي” خوفاً حدوث صراع ، واستطاعت أمريكا أن تكسبه لجانبها والفترة التي ساد فيها هي فترة مؤقتة .
= من الذي يقود الدولة الآن برأيك، أم تدار بتناغم بين “حميدتي” و”البرهان” بتبادل الأدوار؟
الذي يقود البلد هو “البرهان”، “وحميدتي” وجوده في المشهد صوري رغم المحاولات التي جرت في بداية الثورة لتصنع منه بطلاً، لكن الأمور كانت مرتبة من قبل الأمريكان قبل نجاح التغيير ليكون “البرهان” هو الرئيس وتم تسويقه بظهوره في ساحة الاعتصام، وهو ذات ما تم “للسيسي” في مصر .
= ما النهايات التي تتوقعها لحالة الاستقطاب التي تنتظم الساحة، وما التغيرات التي ستتبعها في الخارطة السياسية ؟
رؤيتي لنهاية الذي يحدث سيسمحون للمعسكر الأوربي ممثلاً في الحرية والتغيير بتولي السلطة التنفيذية والتشريعية على أن تكون السيادة وهي مربط الفرس من نصيب العسكريين ، وأمريكا لن تفرط في أن تكون القوة الحقيقية في يد غير العسكريين، ووصول الثوار للقيادة العامة للجيش كان عملاً مرتباً له ، لاستخدامهم كرت ضغط على “البشير” ليقبل بالتنحي.
= ما توقعاتكم لشكل الحكومة المدنية التي تتم المطالبة بها؟
هذه واحدة من التضليل الذي يتم للشعب ولتغييبه عما يجرى ، ليس المهم حكومة مدنية أو عسكرية المهم ما الفكرة التي يراد أن يحكم بها ، هي ذات الفكرة السياسية التي كان يحكم بها السودان منذ حكم “أزهري” وحتى “البشير” ، وليس لها مرجعية إلا الغرب، كل الدساتير التي وضعت مستمدة منه وليس من كتاب الله الذي أنزله وبين فيه كل شيء ، لذلك تجدنا نحن ضد هذا .
= من أي زاوية تقرأ الوساطة الإثيوبية والعربية؟
كلها أدوات أمريكية للتحكم في المشهد السياسي السوداني لأن مصدرها الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، وهذه أدوات ظلت أمريكا توجهها وتحركها للتحكم في العالم العربي وأفريقيا.
= ما النهاية التي تتوقعها لهذا السيناريو؟
كلهم يعولون على قبول الحرية والتغيير بما يطرحه المجلس العسكري بمشاركة القوى الأخرى ويستحوذ العسكريون على السلطة السيادية وهم الذين يسيرون البلد .
= برأيك ما المحفز للصراع الدائر حول المجلس السيادي؟
لأنه يمثل السلطة الحقيقية ، وأما غيره (مجلس الوزراء والتشريعي ) ليست سلطة ، وقوى الحرية ظلت تخدع الآخرين بقولها إن المجلس السيادي منصب تشريفي، طيب مادام (كده) لماذا الجدل والصراع عليه ، لأنهم متأكدون أنه هو السلطة ، والصراع الخفي أن أمريكا لن تقبل أن تكون رئاسة هذا المجلس والأغلبية فيه لغير العسكريين وهذا يمثل لها خطاً أحمر.
= ما موقفكم من تحديد الفترة الانتقالية بثلاث سنوات؟
نحن عندنا ما في حاجة اسمها فترة انتقالية، إما حكم أو لا يوجد، لكن الواقع الموجود فرض ذلك، لكن ليست كل الأحزاب السياسية لا تملك رؤية وفكرة واضحة للحكم وهذا غير موجود، فلدى القوى السياسية رؤية ، وواضح لنا ذلك من لقاءاتنا وحوارنا معها .
= إلى أي مدى تتوقع أن تتم محاسبة ومحاكمة حقيقية لكل المفسدين؟
نحن لا ننتظر أن تتم محاسبة ومحاكمات حقيقية بدليل ظهور “البشير” في طريقه للنيابة كأنه خارج من بيته، فهي مسرحية سيئة الإخراج ، لذلك أتوقع أن تكون محاكمات شبيهة بما يجرى في مصر، وهذا يتوقف على من الذي تريد أمريكا أن تقدمه كبش فداء من رموز النظام السابق ، لإسكات وإقناع الشعب السوداني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية