مجرد سؤال؟؟؟
عطلة مدرسية سعيدة
رقية أبوشوك
أمس الأول بدأت العطلة المدرسية بجميع المدارس، فيما يستعد طلاب الأساس الدخول للامتحانات بعد غد الإثنين وطلاب الشهادة الثانوية في العشرين من مارس الجاري ليكتمل بعد ذلك العام الدراسي ويستعد الطلاب لعام دراسي جديد يبدأ يوليو المقبل.
ومابين مارس ويوليو يبقى السؤال … كيف سيقضي الطلاب عطلتهم الصيفية التي تبلغ (4) أشهر؟
هل سيتم قضاؤها في سياحة تلفزيونية والتنقل بالريموت ما بين الفضائيات المختلفة؟ أم سيتم استثمارها فيما يفيد؟ أم سيكون جلّ الوقت بالنسبة (للأولاد) في ميادين كرة القدم والتسابق بالدراجات وسط الأحياء؟
لا شك أن معظم الاسر بدأت الآن في التفكير في كيفية استثمارها،
وهنا لا أنصح الأسر باللجوء لخيار المذاكرة والكتب والكورسات الصيفية استعدادا للعام المقبل … فالإجازة عندما وضعها تربيون مختصون كانوا يعرفون جيدا أهميتها لتجديد الذهن بعيدا عن الدراسة ومن ثم الدخول في العام الجديد بحماس شديد … ولكن عندما نزحمهم من جديد بالتحصيل الأكاديمي فإن هذا سيؤدي إلى إحباطهم وعدم الحماس وهم يدخلون عاما جديدا وربما (يكرهون) المدرسة.
إذن ما هو الحل؟
في الماضي حيث يختلف التعليم عن الآن .. كانت عندما تقترب العطلة المدرسية يتم مدنا بعدد مقدر من الكتب المكتبية وليست الدراسية للاطلاع وتلخيص ما قرأته واستفدت منه وما هو رأيك في الكاتب وماذا تعرف عنه مع إطلاق جملة من التحذيرات من شاكلة (الكتب دي ترجع نظيفة كما هي) و)ذلك حتى يستفيد منها غيرك(.
كنا نتسابق في القراءة ونحكي قصص الكتب فيما بيننا ومن ثم نقوم بكتابة بعض كتب المطالعة نصا كاملا في الكراسات التي تصرف لنا وذلك بهدف تحسين الخط.
فعندما نشاهد أستاذاً في العطلة المدرسية في أول الشارع كنا نترك له الشارع ونتجه لشارع آخر وذلك من باب الاحترام ومن باب أن لا يوبخنا حتى إذا وجد ملابسنا متسخة جراء اللهو في الشوارع.
وبعد انتهاء العطلة المدرسية التي نحسب لنهايتها بالأيام …كنا ندخل العام الجديد وكلنا شوق للمدرسة والدراسة حيث يكون اليوم الأول تقييماً للأعمال التي وجهت لنا من قراءة للكتب و) نقل) أو إعادة كتابة بعض كتب المطالعة، إن صح التعبير، وحينها توزع الجوائز خاصة لأولئك السابقين والمميزين في الشرح واللباقة والخط ويكون ذلك بمثابة حافز لنا جميعا للعطلة القادمة.
هكذا كنا وهكذا كانت العطلة المدرسية
نعم انعكس هذا العمل في أشياء كثيرة تمثلت في حب الاطلاع والقراءة لكل ما هو بالإمكان أن يغذي الأفكار ويغذي (المخ) لذلك كثيرا ما تكون المشاركات في الاحتفالات المدرسية من شاكلة طلاب مفكرين وليس في بداية الطريق … كانت هذه الأشياء والمواهب التي تظهر في المناسبات المدرسية تحدد مستقبل الطلاب والكلية التي يختارونها وعندما تختار تكون قد اخترت وأنت متيقن أنك ستنجح وتتفوق.
فلماذا لا نغرس في أبنائنا هذه الأشياء الجميلة؟ ونغرس فيهم عدم الاعتماد الكبير في التحصيل على الأسرة وخاصة الأم … فمعظم الأمهات عندما يحين موعد الامتحانات تختفي من جميع المناسبات … فقط لتكون قريبة من ابنها أو ابنتها (الممتحنة) وكأنها هي التي (تمتحن) وليس ابنها… بل وتكون(حافظة) لكل المواد أكثر من الأبناء.
من أجل ذلك درجت وزارة التربية والتعليم في إذاعة أسماء أمهات الطلاب المتفوقين مع إعلان النتيجة حيث يعتبر ذلك بمثابة تكريم للأمهات بأن يذاع اسمها مقترنا مع اسم ابنها أو ابنتها وتأكيد في نفس الوقت على الدور الكبير الذي تقوم به الأم… ومن هنا نرفع التمام لكل أمهات السودان اللائي أحببن التعليم وسعين بكل ما أوتين من قوة بأن يحتل الأبناء أرفع المناصب.
وأخيرا عطلة مدرسية سعيدة بعيدة عن الضوضاء وإزعاج الأبناء وطلباتهم.