تقارير

تحالف نهضة السودان ركوب موجة الثورة

شارك في النظام السابق إلى أيام حكمه

الخرطوم ـ المهدي عبدالباري
يبدو أن البلاد تمر بحالة انسداد في الأفق وعدم القبول بالآخر أدى إلى توالد تحالفات وكيانات سياسية جديدة غير راضية بقوى الحُرية والتغيير وترغب في تسيد المشهد السياسي، والانفراد بالتفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي وتتوعده بالمواجهة حال مضى في حواره مع قوى الحُرية والتغيير، وعقد تحالف نهضة السودان أول مؤتمراته الصحفية أمس منذ تأسيسه في عام 2018 م والمكون من كتلة برلمانية وحركات مسلحة ضمت أعضاء بالمجلس الوطني السابق ووزراء ومساعدين للرئيس المعزول “عمر البشير” في النظام المباد ورؤساء أحزاب وحركات مسلحة شاركوا في حكومة المؤتمر الوطني إلى آخر أيام حكمها.
دعا رئيس التحالف “التجاني سيسي” رئيس حزب التحرير والعدالة القومي، خلال حديثه في المؤتمر الصحفي إلى التوافق السياسي بين كل مكونات المجتمع السوداني للخروج من الأزمة الحالية رافضاً الإقصاء وتوعد أعضاء التحالف المجلس العسكري بالمواجهة في حال سلم السُلطة إلى قوى الحُرية والتغيير.

وقال “سيسي” إن التحالف بدأ بكتل برلمانية منذ عام 2015م وعندما طرح النظام البائد برنامج إصلاح الدولة تم إنشاء هذا التحالف، ويضم حزب مؤتمر البجا والحركة الشعبية الثورة الثانية وحزب الأمة المتحد وحركة “دبجو” ولازال بابنا مفتوحاً لكل القوى السياسية، والحركات المسلحة وأطياف المجتمع السوداني. وإن واقع الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة في السودان أمر بدأ منذ الاستقلال تجذر عبر حقب الحُكم التي تعاقبت على البلاد مما انعكس سلباً على استقراره ودول جواره، مضيفاً أن الخلافات في السودان سببها من يحكم السودان الذي يضم تنوعاً وتعدداً إثنياً ودينياً وثقافياً، حيث تناست النخب السياسية كيف يُحكم السودان، مطالباً جميع الجهات والأطراف الداخلية والخارجية بالتوافق حول منظور كلي حول كيف يُحكم السودان، مشيراً إلى أن البلاد تأثرت بما يدور بدول الجوار وأن هنالك كميات كبيرة من الأسلحة تم تهريبها إلى الداخل، بالإضافة إلى الاستقطابات الجهوية والقبلية التي وصلت خشم البيت قلل من الولاء الوطني قد يقود البلاد إلى خطر مدمر، بينما الاسوأ من ذلك هو عدم الثقة بين مكونات المجتمع السوداني والقوى السياسية داعياً إلى التوافق الكلي دون إقصاء للآخر.
وأكد “سيسي” أن ثورة 19/ديسمبر المجيدة التي أسقطت “البشير” لم يشهدها أي بلد في العالم والتي كانت إمتداداً تراكمياً بدأ منذ أكثر من عقدين، إلا أنه بعد سقوط النظام تسيد المشهد السياسي الذين تحالفوا مع قوى الحُرية والتغيير، لكنهم مارسوا الإقصاء لكل من شارك في الحكومة السابقة، منوها إلى أن هنالك تقديرات سابقة واتفاقيات أبرمت بالخارج والداخل، قاموا بها مع النظام البائد أتت بهم إلى سُدة الحُكم تم من خلالها إيقاف نزيف الدم في البلاد، ينبغي على الحُرية والتغيير، عدم تجريم الأحزاب والحركات المسلحة الأخرى لمجرد أنهم شاركوا مع النظام، وإنما عليهم أن يعوا لهذه التقديرات السياسية التي تمت، مبيناً أن قوى الحُرية والتغيير ركزت على المركز وتركت الولايات بالرغم من ذكرها للأقاليم.
الثنائية تقلقنا
وأبدى “التجاني سيسي” قلقهم من ما يدور بين ثنائية المجلس العسكري والحُرية والتغيير، الذي قد يقود البلاد إلى منعطف مدمر إذ لا زال السودان في مأزق، كما أنهم لا يريدون الإقصاء، مجدداً رفضهم للتدخلات الأجنبية معتبراً أن القضية داخلية تحل بأهل السودان لا غيرهم، وأن على السياسة الخارجية أن تبنى على أساس المصلحة.
المجلس العسكري رمز السيادة
اعتبر “سيسي” أن المجلس العسكري الانتقالي رمزاً للسيادة ويصون أمن وسلامة الوطن، لا ينبغي تجاوزه وأن كان لابد من إضافة مدنيين في المجلس السيادي يجب أن يكونوا من الشرق والوسط لأن الشخصيات التي تكون المجلس العسكري الحالي تمثل بقية السودان.
واقترح “سيسي” ثلاثة مستويات للحُكم وهي مجلس سيادي بقيادة عسكرية ومجلس وزراء مستقل ومجلس تشريعي من (300) عضو (20%) منهم امرأة عدا المؤتمر الوطني، بالإضافة إلى مجلس ولائي رقابي من (40) عضواً.
مهام الفترة الانتقالية
وحدد “سيسي” رئيس التحالف (10) مهام لحكومة الفترة الانتقالية، منها تأمين البلاد من المخاطر المحدقة بها وإصلاح معاش الناس، ومحاربة الفساد، ووضع دستور دائم وتهيئة البيئة المناسبة لإقامة انتخابات حُرة ونزيهة، وهيكلة الخدمة المدنية، والعمل على إطلاق الحُريات العامة وفك المعتقلين السياسيين والأسرى من الحكومة والحركات المسلحة. وتقديم المتورطين في جرائم فساد وإبادات إلى محاكمات عادلة وعاجلة.

مشدداً على ضرورة السيادة للعسكريين والالتفاف حول القوات النظامية بكل مكوناتها في المرحلة الانتقالية، وقال إن الظروف غير مواتية لنزع السُلطة من المجلس العسكري في الوقت الحالي، مقراً بوجود انسداد في الأفق بين الأطراف السياسية وأن من غير المقبول أن تتمسك قوى الحُرية والتغيير بـ(5%) وتضييع (95%) بحسب من اتفق عليه، داعياً قوى الحُرية والتغيير إلى عدم الانتقام، مقراً بمشاركتهم مع الحكومة السابقة ولكن لهم الحق في المشاركة مرة ثانية، بينما لا تعترف بهم قوى الحُرية والتغيير للمشاركة في الحكومة الانتقالية أو كوسيط لتقريب وجهات النظر، مديناً الاعتداء على المعتصمين في القيادة الذي سقط فيه عدد من القتلى والجرحى.
وقال “موسى محمد أحمد” نائب رئيس التحالف، ومساعد الرئيس المخلوع السابق إن تكوين التحالف دعت إليه الحاجة من أجل تطوير العمل السياسي والتأسيس له ولمستقبل الأحزاب السياسية لتحمل المسؤولية في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها بالبلاد، والبحث عن وفاق سياسي شامل من أجل السودان، مشيراً إلى أن المرحلة تحتاج إلى التنازل وقبول الآخر للوصول إلى اتفاق داعياً الجميع إلى البحث عن حلول جذرية، مؤكداً فشلهم في الحكومة السابقة قائلاً: (فشلنا ما أتمكنا) مطالباً الاستفادة من هذه التجارب.

من جانبه قال الأستاذ “عبد الله مسار” رئيس لجنة الصناعة السابق بالبرلمان عضو التحالف، إن السودان ليس حكراً على أحد ولنا الحق في المشاركة في أي حكومة قادمة ثانياً وثالثاً ورابعاً، مؤكداً عدم سماحهم للمجلس بتسليم السُلطة لقوى الحُرية والتغيير وأعلن الناطق الرسمي لتحالف نهضة السودان الأستاذ “إبراهيم آدم” وزير الدولة بالضمان الاجتماعي السابق عن تدشين قريب للتحالف يضم كل أطياف السودان السياسية والمجتمعية دون إقصاء لأحد، وأضاف الأستاذ “نهار عثمان نهار” وزير الزراعة الأسبق وعضو حركة “دبجو” أنهم لا يريدون العودة إلى مربع الحرب وحمل السلاح وإنما سيكون سلاحنا المنطق السياسي من خلال المشاركة على الرغم من أن لديهم (12) ضابطاً و(1500) جندي تم دمجهم بالقوات المسلحة حسب الاتفاقيات لوقف الدم في البلاد.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية