مؤتمر نافع (1)
{ مصدر قوة “نافع” والهيبة التي تحيط بشخصيته (البدوية) يعود لاهتمامه بالمعلومات وقراءة الملفات الخاصة بالأحزاب والأشخاص والدول والحكومات.. وحينما يتحدث في الشأن السياسي الداخلي ينتاب قادة الأحزاب مخاوف وقلق، فالرجل يملك صندوق أسرار لا ينضب.. يفتح ملفات الآخرين بقدر ما يطلبه الموقف والحدث.. وحينما قدمه البروفيسور “بدر الدين” أمين الإعلام في المؤتمر الصحافي أمس الأول.. (تذكر) د. “نافع” أن بيده ملفات عن أشخاص ورموز وآخرين من العامة التي لا يعرف عنها الرأي العام شيئاً من الموقعين على ميثاق كمبالا.
{ استدعى د. “نافع” خزائن أسراره ومعلوماته وأحصى عدد الشيوعيين الموقعين على ميثاق الفجر الذي أضحى كاذباً على قول د. “منصور خالد” في كتابه الصادر في سبعينيات القرن الماضي.. قال د. “نافع” إن الحزب الشيوعي بمهارته في المراوغة وتلوين الأشياء جعل حتى من شخص يُدعى “عبد المنعم الجاك” ممثلاً لجهة هلامية، ورجل آخر اسمه “شمس الدين ضو البيت” – شخصية وطنية وقعت على الميثاق باعتبارها ممثلاً للسودانيين.. وحينما يتحدث د. “نافع” عن “عبد المنعم الجاك” أو “شمس الدين ضو البيت” في مؤتمر صحافي بثته أغلب الوسائط الإعلامية فهو يضفي على هؤلاء أهمية ويجعلهم شيئاً مذكوراً في الساحة مع أن الشارع لم يسمع بهؤلاء من قبل.
{ ربما سعى د.”نافع” لفضح (كوادر) الأحزاب السرية حتى لا يغبشون وعي العامة بادعاء تمثيل شعب لم يفوض أحداً ليوقع نيابة عنه.. مع أن وثيقة كمبالا منحها المؤتمر الوطني (قيمة) لا تستحقها، فالأحزاب ذات (القيمة) تبرأت منها براءة المخابرات الأمريكية من اغتيال وزير الخارجية الليبي السابق “منصور بشير الكيخا” عام 1993م، ولفظتها لفظة الحركة الشعبية للتجمع الوطني الديمقراطي عام 2005م، حينما وقعت الحركة على اتفاق نيفاشا و(تركت) الأحزاب في (السهلة) أو كما قال “البشير” بعد فراق الرابع من رمضان.
صندوق الأسرار الذي فتحه د. “نافع” في المؤتمر الصحافي أزاح الستار عن موقف اللواء “عبد العزيز خالد” رئيس التحالف في الداخل الذي وقع على الوثيقة بمنزل “مناوي” في كمبالا.. وإشارات “نافع” عن (صلاح مناع) الذي ادعى تمثيله لحزب الأمة حيناً والمؤتمر السوداني طوراً آخر، بينما (مناع) حسب إفادات د. “نافع” من قيادات ورموز “مناوي”.. حينما كان حليفاً للمؤتمر الوطني وشريكاً في السلطة.. أغفلت الإفادات مرجعية “مناوي” وعدد من قادته العسكريين والسياسيين بانتماءاتهم السابقة لحزب الأمة مثلما ينتمي أغلب قادة حركة العدل والمساواة للحركة الإسلامية. و”مناوي” و”مناع” و”علي حسين دوسة” ود. “الريح” وغيرهم من مليشيات حركة تحرير السودان، كانوا في سنوات الديمقراطية وحتى النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي محسوبين على حزب الأمة.
{ رفض “نافع” مزج عباءة الحزب بقبعة الحكومة حينما تبرأ من أية إجراءات تتخذها الحكومة في مواجهة الأحزاب التي (نكصت) عن التزامها بالقانون وممارسة النشاط السياسي سلمياً، معتبراً أجهزة الدولة لها تقديراتها في حظر ما شاءت من الأحزاب و(توقيف) ما تعتقد أنه ارتكب جناية في حق نفسه وبلاده.. وجعل حديثه حزبياً داخل حوش المؤتمر الوطني والنبرة التي (تعلو وتهبط) تمليها عليه واجباته الحزبية في إشاعة المعرفة للرأي العام حتى لا يغبش البعض وعي العامة بضلالات وجهالات ثم يدعي كذباً تمثيل الشعب.. نواصل.