الديوان

ميدان الاعتصام بالخرطوم ساحة مطالب ومبادرات خلّاقة

الخرطوم _ المجهر
مع إطلالة كل يوم جديد، يشهد ميدان الاعتصام بالقيادة العامة للجيش السوداني، سلسلة من الأفكار والمبادرات، التي حصدت –ولاتزال تحصد- الرضا والاستحسان من الكثيرين.
مبادرات وسط ميدان الاعتصام:
المبادرات التي انطلقت في ساحة الاعتصام وسط الخرطوم، أكدت قدرة الشباب في ابتكار وسائل جديدة لمعالجة التشوهات التي حدثت في ذلك البلد، الذي عانى من ويلات الحرب والأزمات الاقتصادية.
في ميدان الاعتصام الذي دخل شهره الثاني، يتسابق الثوار والمنظمات الطوعية لإنتاج وتنفيذ الأفكار التي تهدف لبناء سودان ما بعد ثورة 19 ديسمبر، التي أطاحت بالرئيس المخلوع “عمر البشير”.
تم تدشين عدد من المبادرات الرامية لإصلاح الحياة الاجتماعية والواقع التعليمي، وخاصة بالنسبة للأطفال المشردين الذين أجبرتهم الحروب والوضع الاقتصادي الضاغط على النزوح والتشرد.
اللافت ضمن هذه المبادرات كان إنشاء مدرسة باسم (الشهيد أحمد الخير) داخل ميدان الاعتصام، لتعليم الأطفال فاقدي السند، وهم من الفئات المهمشة والضعيفة في المجتمع السوداني.
“أحمد الخير”، هو معلم ينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه الراحل الدكتور “حسن الترابي”، وكان ناشطًا ضد حكم الرئيس المخلوع “عمر البشير”، وقضى تحت التعذيب داخل المعتقل بمدينة خشم القربة شرقي السودان.
“الطيب عثمان” وهو أحد المشرفين على المدرسة، يقول إن الهدف من الفكرة هو تكريم الشهيد “أحمد الخير”، والإسهام في إزالة ومحو أمية الأطفال فاقدي السند، والعمل على إدماجهم في المجتمع.
المدرسة مفتوحة في ساحة الاعتصام (الجزيرة مباشر)
المدرسة المفتوحة في ميدان الاعتصام:
إلى جانب مدرسة الشهيد “أحمد الخير” هناك (المدرسة المفتوحة) التي كانت تنشط أصلا في تعليم الأطفال المشردين، أو من يُعرفون في السودان بـ(الشماسة)، وفق ما قاله الناشط المتطوع “فارس النور”.
“فارس” أشار إلى أن المدرسة المفتوحة ليست وليدة اليوم وأنها تعود لأكثر من أربع سنوات، إذ أسستها منظمة (مجددون) لتعليم المشردين، واختارت أن تكون فصولها تحت الأشجار وفي الهواء الطلق.
الناشط لفت إلى أنه تم تخصيص وجبة غذائية للمشردين لتحفيزهم على الانخراط في الدراسة لافتاً إلى أن المدرسة المفتوحة قامت بتأهيل عدد منهم، وأعادت (32) طفلاً إلى أسرهم، بعد تدريبهم، كما منحت مشاريع إنتاجية للبعض منهم.
رفع الحس الوطني وزيادة التكافل الاجتماعي:

مدير منظمة (مجددون) “فارس النور”، يقول لموقع (الجزيرة مباشر) إن استمرار الاعتصام عزز فكرة نقل المدرسة المفتوحة إلى محيط القيادة العامة للجيش، مشيرًا إلى أن ذلك منح الأطفال المشردين فرصة تلقي التدريبات من عدد من الناشطين.
“فارس” يؤكد أن هذا الأمر رفع الحس الوطني لديهم لدرجة أنه حينما طلب المدرِّبون من المشردين رسم الأشياء التي تدور في أذهانهم، قام غالبية الدارسين برسم علم السودان، أو مدخل القيادة العامة للجيش حيث يُقام الاعتصام.
فارس يوضح أن المشردين يقومون بأدوار أخرى، بجانب تلقيهم التدريب والتعليم، مشيرًا إلى أن فكرة تحويل المدرسة الخاصة بهم إلى ساحة الاعتصام، جعلت الكثير من السودانيين يلتفتون إليهم، وأعلن كثيرون تكفلهم بدعم فكرة تعليم المشردين وتأهيلهم.
وفقًا للإحصائيات الرسمية، تقدر أعداد المشردين في الخرطوم بنحو (6) آلاف، أغلبيتهم من الأطفال، لكن منظمات طوعية تشير إلى أن أعدادهم تزيد عن ذلك بكثير.
المدرسة المفتوحة في قلب ساحة الاعتصام بالخرطوم- الجزيرة مباشر
حلقات التلاوة في ساحة الاعتصام:
حينما تتجول داخل ميدان الاعتصام في محيط القيادة العامة للجيش السوداني، ستجد نفسك مُحاطًا بعشرات الخيام المنصوبة لإقامة وراحة المعتصمين، وستجد مثلها من المسارح المشيّدة للمخاطبات السياسية وبث الحماس في نفوس المعتصمين.
هناك ستقع عينيك على ساحة مخصصة لحلقات تلاوة القرآن الكريم، وسترى تجمُّعًا لعشرات الفتيات يقمن بالتلاوة الجماعية للقرآن الكريم.
“منصور عبد اللطيف”، وهو أحد المشرفين على الجوانب التربوية في الاعتصام، يقول إن الميدان يضم عددًا من الساحات المخصصة لتلاوة القرآن، حيث ينخرط مئات المعتصمين من الجنسين في التلاوة.
“منصور” أشار إلى أن هناك محاضرات في الوعظ والإرشاد تُقدّم داخل الميدان، بما في ذلك الإرشاد النفسي، وتأهيل المتضررين من عمليات الاعتقال والتعذيب داخل معتقلات النظام البائد.
“عبد اللطيف” أوضح في حديثه أن غالبية المعتصمين يحرصون على أداء الصلاة في جماعة، كما يحرص كثيرون منهم على المشاركة في حلقات تلاوة القرآن الكريم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية