ربع مقال

إيران والأمريكان .. هل دقت طبول الحرب .. ؟؟!!

د. خالد حسن لقمان

.. لن تكون أي دولة من الدول حولنا في مأمن من أية مواجهة عسكرية مقبلة ضد إيران .. هذه العبارة ليست لوزير الدفاع الإيراني كما أنها ليست لقائد الحرس الثوري ولا “لعلى خامئني” المرشد العام للثورة الإيرانية .. هذه العبارة القوية نطق بها بالأمس “جواد ظريف” فلأول مرة يتخلى هذا الرجل الذي يشغل حقيبة وزارة الخارجية الإيرانية عن ابتسامته التي يحرص دوماً على إبقائها على شفتيه ويخرج بتعبيراته عن تلك التعبيرات الدبلوماسية في مفرداتها ومعانيها.
إلى هذا المستوى الغاضب والصريح وهذه الخشونة غير المعتادة لـ”ظريف” تكشف عن حجم التوتر الذي وصلت إليه إيران على أعلى مستوياتها بل ومن داخل قلعة دبلوماسيتها التي تمثل آخر معاقل الهدوء والاتزان والتعقل الذي أبقاها طيلة خمسة عقود كاملة على صلة ولو واهية بخصومها ومن يناصبها العداء، ولكن يبدو أن الموقف بالفعل قد وصل إلى مستوى خطير لم يبلغه من قبل بعد أن قامت الإدارة الأمريكية أخيراً وبقيادة الرئيس “دونالد ترمب” بوقف الإعفاءات التي تقدمها الولايات المتحدة للدول التي تشتري النفط الإيراني، وهو الإيقاف الذي بدأ سريانه الفعلي منذ أيام قليلة، وسيقود حتماً وخلال فترة قصيرة جداً إلى تصفير الصادرات الإيرانية من النفط بما يعني حدوث انهيار اقتصادي كامل، وهذا هو سر انفعال “جواد ظريف” وخروجه عن فضائه الدبلوماسي .. الغريب أن الأمريكان لم يكتفوا بذلك بل قاموا بتهديد أي دولة تمضي في التعاون النووي مع إيران، في إشارة إلى الروس الذين قاموا ببناء محطة نووية في “بوشهر” الإيرانية، ولكن الروس لم يمهلوا الإدارة الأمريكية أي وقت للزهو بهذا التهديد، وبعد ساعة زمن واحدة فقط أعلنت موسكو أن التهديدات الأمريكية لإيران لن توقف تعاون روسيا معها في المجال النووي، بل وكما قال البيان الروسي (سنقوم بتوسيع تعاوننا معها في هذا المجال) .. هكذا جاء الرد الروسي سريعاً وغاضباً بما يشير إلى دقة الموقف وخطورته وكذا مستوى التعاون والالتصاق السياسي والعسكري بين طهران وموسكو، وهو أمر يزيد من المخاوف من اشتعال المنطقة برمتها في ظل توقعات بقرب تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران تعمل على شلها تماماً قبل أن يعلن “كوشنر” مستشار الأمن الأمريكي عن تدشين مرحلة صفقة القرن عقب رمضان مباشرة، وفق ما أعلن الرجل ذلك بنفسه قبل أسبوعين .. ماذا يعني هذا ..؟؟ .. هل ستدخل المنطقة بالفعل في حرب تقودها الولايات المتحدة مع بعض حليفاتها العربيات ضد إيران التي هددت بإغلاق مضيق هرمز، ووقف الحركة عبر باب المندب بعد أن اعتبرت و(على لسان رئيسها “حسن روحاني” ما تقوم به الولايات المتحدة حرباً سياسية واقتصادية ضدها ) ..؟؟!! .. إن حدث هذا (وقد بات منطقياً وقريب الحدوث)، فإن العالم ينتظر وبالفعل المرحلة الأسوأ والأخطر في تاريخه المعاصر في حضور التحالفات الدولية غير المنضبطة بقواعد الحرب الباردة والتي تقودها واشنطن وموسكو بقيادة المتهور المتعالي “ترمب” والمغامر العنيد “بوتن” ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية