الديوان

(خم الرماد).. كلٌ يغني على رغباته

تفاصيل أيام تسبق قدوم الشهر الفضيل

الخرطوم _ رباب الأمين
تبقت أيام معدودة لحلول شهر رمضان الكريم، وكعادته يبتدع الشعب السوداني كثيراً من المُسمَّيات والتقاليد التي ترتبط بهذا اليوم، ولعل من أهمها هو مفهوم (خم الرماد) حيث يتفرغ كثيرون لوداع شهر شعبان واستقبال رمضان بكثير من الأشياء التي سوف يفتقدونها خلال الشهر الكريم.
أيضاً ارتبط هذا المصطلح بجمل كثيرة مثل: (حأسافر في خم الرماد) تدل على تقديس اليوم من قبل البعض، رغم أن مدلول (خم) و(رماد) لم يثبت في مفهوم معين .. (المجهر) سلطت الضوء على هذا المصطلح، وكيفية استقبال بعض الأسر لهذا اليوم الذي يؤمنون بضرورة الاحتفاء به.. فخرجنا بالآتي:
الخرطوم: رباب الأمين
رماد الداخليات:
طالبات الجامعات اللواتي يقطن في الداخليات يشكلن شريحة مهمة في المجتمع، ولأنهن يبتعدن عن أسرهن، فهن يعتبرنه مسك ختام قبل شهر رمضان وإجازات العيد مع ذويهن في الولايات، فيقدسن (خم الرماد) ويمتنعن عن السفر.
“رهام علي” طالبة جامعية تقطن بإحدى الداخليات في الخرطوم ذكرت في حديثها لـ(المجهر) بمجرد قدوم رمضان تستعد طالبات الداخليات إلى السفر، وأخريات يفضلن السفر في أيام الصوم تحججاً بأنهن يردن تقصير الزمن، مبينة بأن معظمهن كاذبات يفضلن البقاء حرصاً على التمتع بالبقاء متجولات في شوارع الخرطوم مع أصدقائهن أو أحبابهن، مشيرة لعدم وجود رقابة في الداخليات، إذ إن الطالبات أحياناً يدخلن في ساعات متأخرة من منتصف الليل في أيام الأعياد المحرمة، لافتة بأنها تسافر قبل يومين من رمضان مخافة أن تصيبها عدوى الرماد مع قدوم شهر رمضان الفضيل.
أما الطلاب الذين يقطنون في الداخليات فيسرعون إلى أسرهم في الولايات، فقد ذكر “عادل إبراهيم” في حديثه لـ(المجهر) بمجرد أن تعلن الجامعة إجازتها الرسمية نحن نسافر في اليوم التالي مباشرة، وليس لدينا علاقة بـ(خم الفساد) واعتبر أن هذا المصطلح يعبر عن الفساد.
وقال: مفروض نستقبل رمضان ونحن في المساجد وليس في الحفلات، مؤكداً أن بعض الشباب يقيمون (حفلات وجلسات صفا) تضرعاً لليلة الرماد.
الإكثار من الأكل والشرب:
“منال عمر” ذكرت في حديثها لـ(المجهر) بأنهم يحتفلون بختام شعبان بالسهر خارج المنزل ويقضون ليلتهم في مائدة العشاء في أحد المطاعم .
أما “سبأ صديق” فقالت لـ(المجهر) إن الأشخاص يأكلون بكميات هائلة في هذا اليوم، كأنهم لا يقابلون الطعام مرة أخرى واختتمت بقولها: (يقضون على الأخضر واليابس).
كذلك اتفقت معها “رقية الأمين” التي قالت ليلة (خم الرماد) هي ليلة (الأكل والشراب)، مشيرة إلى أن الشباب أكثر الفئات احتفالاً بها.
خم البلد:
أستاذ علم الاجتماع “علي صديق” في حديثه لـ(المجهر) استنكر وجود خم رماد مقارنة مع الأعوام السابقة، حيث قال (الشباب مغلوبون على أمرهم بعدم العمل وكثرة العطالة) خاصة وأن البلاد تمر بمنعطف أزمات اقتصادية، مما أثر سلباً على الشباب، فلجأوا إلى تعاطي المخدرات لأنها أقل تكلفة.
لافتاً إلى أن طبقة معينة هي التي تحتفي بخم الرماد وتقدسه، معتبراً أنه فراغ اجتماعي ليس لديه فوائد وهو دليل عدم وعي من المجتمع، وبعض الشباب الذين يقدسون (خم الرماد) فيخمون البلد.

رأى الشرع :
تعجب الشيخ “جلال الدين المراد” من هيئة علماء السودان حول هذا المُسمى، وبدا بفك طلاسم المفهوم، حيث أشار في حديثه لـ(المجهر) بأن هذا المصطلح اختاره الشعب السوداني في الأزمان السابقة، وكان يقصد به (خم الرماد من التكل) حيث تتعاون النساء على خم أتربة مخلفات الفحم، ولم يكن هذا فحسب، بل كان هو اجتماع للسكارى وعشاق الخمر في ليلة الرماد، بحجة امتناعهم عن السكر طيلة شهر رمضان.
مضيفاً بأن رمضان شهر الذاكرين والعابدين، ولا يصح بأن يقضي المسلم ليلته مستقبلاً رمضان بالاحتفال بهذه الأشياء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية