شهادتي لله

درس الجزائر .. مجاناً للمعارضة السودانية !!

المعارضة في الجزائر معارضة مسؤولة ووطنية وجديرة بالاحترام ، فقد رفضت بقوة تدخل “فرنسا ” – المستعمر السابق – في شأن الثورة الجزائرية ضد الرئيس “عبد العزيز بوتفليقة” ، وقالت : (هذا شأن عائلي) ! ،هكذا رفعوا لافتاتهم وملأوا الشوارع بالملايين ، فذهب “بوتفليقة” بأمر (الملايين) وليس (ألف) و(ألفين) متظاهر !
لم يحصب الجزائريون حجراً واحداً ، ولا وضعوا متراساً واحداً ، ولا أحرقوا (لستكاً) ، ولا ألقت الشرطة علبة بمبان واحدة على المتظاهرين الملايين ، دعك من الرصاص ، وكيف يمكن للشرطة والأمن أن يلقوا بمباناً على (مليون) متظاهر .. لا يمكن ، فالسيول الجارفة لا توقفها السدود .
معارضة الجزائر لم تنتظر قنوات (الجزيرة) و(العربية) و(الحدث) لتقود لها ثورتها ، وتُضخّم أعدادها ، وتعدّل زوايا الصورة ، ليبدو الحشد أكبر ، والمساحات مزدحمة بالثوار ، كما كشف فيديو سقط سهواً في الأسافير لأحد مراسلي قنوات (الثورة) ، وهو يطلب وقف التصوير ، لأن بالصورة فراغات .. لابد من ملئها بالبشر !!
رغم كل هذا التحايل والتحامل والتضامن (الأجنبي) ، لم تشهد الخرطوم طيلة ثلاثة شهور مظاهرة تضم عشرة آلاف شخص .. دعك من مليونيات الجزائر الظافرة المنتصرة !!
بالأمس أعلن رئيس أركان الجيش في الجزائر الفريق “قايد صالح” طلبه من المجلس الدستوري إعلان شغور منصب رئيس الجمهورية وفقاً للمادة (102) من الدستور الجزائري ، وبالتالي فإنه بعد موافقة المجلس على ذلك ، سيصبح رئيس مجلس الأمة رئيساً للجمهورية لمدة (45) يوماً يعتبر خلالها رئيس الجمهورية مستقيلاً ، ثم يستمر رئيس مجلس الأمة رئيساً لمدة (90) يوماً تجرى خلالها الانتخابات العامة .
هنا في السودان ، معارضتنا متأخرة ، ومتخلفة عن ركب العالم الحضاري ، سلوكها عدواني ومظاهراتها خارجة عن العرف المجتمعي والسلوك العام : (الكوز ندوسوا دوس ) .. وقائمة من شعارات الكراهية والبذاءة والإسفاف ، وهو ما لا يناسب ثقافة وسلوك السواد الأعظم من شعبنا الرائع الكريم الشريف .. العفيف .
تعلموا من الجزائر يا معارضة ، لعلكم تتعلمون وتراجعون .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية