*قوى نداء السودان…**تكرار الوصفة العقيمة!!*
*يبدو من بيان قوى نداء السودان القادم للخرطوم من باريس،أن المجموعة لا تزال تفضل إعادة طرح ذات (الروشتة السياسية) القديمة التي لم تثمر دواء من قبل يعزز الديمقراطية والتوافق الوطني الشامل، بل ما هو (أفدح) أن المجموعة اختارت بكامل إرادتها المتصلبة ، إسقاط أهم (أسلوب حضاري) عرف به السودانيون وهو (الحوار)، فهم شطبوا هذا السطر الأهم من ورقة الحل السياسي الذي يطرحه النظام في الخرطوم، وأعلنوا ألا حوار حول النزاعات المسلحة ولا تفاوض مع النظام بشأن الحل السياسي والوفاق الوطني، واتفقوا على استمرار (اعتقال) نفوسهم داخل دعوات (إسقاط النظام) واختطوا لهذا الهدف عدة مسارات داخلية وخارجية، تمثل إصراراً على المشي داخل (غابة شوكية) مظلمة!!.
*رفض مبدأ الحوار من قبل قوى نداء السودان، يطعن في مصداقيتهم أمام المجتمع الدولي الذي يجنح في غالبيته نحو (الحلول الوفاقية) بين طرفي الحكومة والمعارضة، كما أنه يعري اندفاعهم صوب (مغامرة سياسية) مجهولة العواقب في مفهوم الكثرة الغالبة من الشعب في الداخل، فالشعب يفهم أن تبني المعارضة (منازلة) النظام ورفضها الحوار، يفتح الباب أمام تكريس داء (الاصطفاف) والانزلاق،لا سمح الله، نحو مواجهات مريرة ومحزنة بين الطرفين، ويزيد من فرص التدخلات الخارجية التي تسوق معها دائماً الخراب والدمار وانتهاك السيادة الوطنية وتعريضها للخطر الداهم…قد لا يفهم أي مراقب حصيف لموقف قوى نداء السودان،معنى اختيارهم تصعيد المواجهة مع النظام، في حين أن بإمكانهم أن يصلوا لأهدافهم المعلنة على طاولة الحوار والتفاهم دون حاجة لاحتقانات وأنفاس حارة، فهل يعني ذلك أنهم لايأبهون لأي أضرار قد تلحق بالوطن والشعب؟!*
*إذاً يبقى (المختصر المفيد) لمنتدى باريس ،أنه لا جديد فيه لا لغة ولا توجهات، بل هو ذات (المضغ) والتكرار لأسلوب وأطروحات (الكيان الخفي) المسمى بتجمع المهنيين، والذي هو في حقيقته لسان حال اليسار، فقوى نداء السودان وقعت تماماً وغرقت حتى أذنيها في (الفخ)، وقد يكون الخروج صعباً وقد تتصادم الرغبات والأجندة ويضيع الوقت وتلك أقرب وأقوى الاحتمالات!!
*لامفر أمام كلا الطرفين، غير تحكيم صوت العقل وتقديم المزيد من التنازلات، ليس انكساراً ولا هزيمة ، بل لأجل مصلحة الوطن والشعب،فهذا هو ما يتمسك به شعبنا ويرجوه، فاعتبروا يأولي الألباب قبل أن نسقط كلنا في لجة مواجهات لا تبقي ولا تذر!!*
*سنكتب أكثر!!!*