*جرى نقاش بيني وبين ضابط عراقي كبير أيام العدوان الأمريكي على العراق بعد غزوة الكويت…وقد ابتدر الضابط حديثه بإشادة فاضت إعجاباً بموقف السودان وشعبه الرافض للعدوان الأمريكي (وتدويل) النزاع بين العراق والكويت وإسقاط (الحل العربي)،وكان الرجل سألني عن علاقة حزب البعث السوداني بنظام الإنقاذ؟ فأجبته بأنه في صف المعارضة، فتعجب كثيراً ورد بقوله:(لو كنت مكان حكومتكم لسحلتهم في الشوارع)… اعترت الرجل (صدمة) تجاه معارضة البعثيين السودانيين لنظام الإنقاذ، لكنني أفهمته أن معارضة النظام في السودان،أمر مألوف…وسألته عن المعارضة في العراق ،فضحك من سؤالي وقال:( هنا لا يجرؤ أحد على ذلك…فبغداد ليست مثل الخرطوم!!).
*معارضون سودانيون في بلاد المهجر يتباكون على الديمقراطية وحقوق الإنسان في السودان وهنالك يرونها (مصلوبة) أمام أعينهم ولا يستطيعون التفوه بكلمة واحدة ضد الحكومات هناك التي لا تفهم في هذه الحقوق ولا الديمقراطية، وما هو مضحك أن يتعارك سودانيون مع إخوة لهم في بلد عربي لأنهم تفاخروا بالحرية المتاحة هنا ولا مثيل لها في ذلك البلد…وبعد أيام تم اعتقال المعتدين وإيداعهم السجن لأنهم تعاطوا السياسة بالشجار مع إخوانهم، ففهموا أن الحرية بالفعل (تتبختر) مزهوة فقط في الخرطوم!!*
*ما يثير العجب أكثر أن نسمع ونشاهد مواطنين من دول عربية ،يشاركون في هذا (الضلال) ويسيئون لبلادنا ونظام الحكم القائم وينالون من قياداتنا بساقط القول وسفه الكلام ويذرفون الدمع السخين على الديمقراطية والحرية هنا، كأنما هذه الحرية قد (تدفقت أنهاراً عذبة) في بلدانهم، ويشبه هذا (الزفر)، ما يصدر من أفواه إعلاميين عرب يعملون في فضائيات وإذاعات وصحف عربية وأجنبية..ونحن كنا سنعذرهم لو أن واحداً منهم كان (شجاعاً) وانتقد حكومة بلده أو نادى بإطلاق الحريات والديمقراطية هناك…هذه الشجاعة تعتريهم فقط تجاه السودان فخسر وخاب مسعاهم!!
*المواطن البحريني الذي أساء لرئيس السودان،هو واحد من هذا الصنف الإعلامي (البائس) ،تطاول علينا وانتفخ كالهر أمام الأسد ،ولكن عندما وقف أمام المحكمة (ارتجف وخاف وأنكر)،وهو يتمتم قائلاً:(يا ليتني لم أكتب!!)…لكن انتصرت العدالة في البحرين واقتصت منه ونال عقابه ليكون عظة لأي متنطع غيره!!*
*سنكتب أكثر!!!*