ونحن نحتفل اليوم (الخميس) بعيد الأم .. تحية خاصة لكل أمهات السودان وتحية أكثر خصوصية لأمي الحنونة “عائشة محمد طه” نسأل الله أن يمتعها بالصحة والعافية وطول العُمر .. “عائشة” “بت ود طه” “بت آسيا”.. فكلمة أمي أول كلمة نطقنا بها، ونحن نتعلم مبادئ الكلام والنطق، فكم كانت أحلى وأجمل كلمة، دعوني اليوم أحدثكم عن أمي، وقبل أن أحدثكم عنها لابد أن أؤكد لكم أن أمي من أجمل نساء العالم جمالاً ونقاءً وصفاءً.. إذا تحدثت أجبرتك بالجلوس لكي تستمع لحديثها لأنه أعذب الحديث.. تخرج منها وقد استفدت من كلماتها، لأنها هي مدرسة الحياة تتعلم منها كيف تحترم الكبير وتوقر الصغير.. تتعلم منها الصبر والحكمة وكيف أن الناس كلهم عندها سواسية لا تفرق بينهم بالمعاملة.. تتعلم منها متى تتحدث ومتى تصمت.. فالصمت عندها كلام.. هذه هي أمي. ألم أقل لكم إن الله قد حباني بأجمل أم.. صفاءً ونقاءً وجمالاً؟، لذلك تجدوني عيد بعد عيد اذكركم وأعيد لكم هذه الصفات الجميلة التي تتمتع بها أمي.
تعلمت من أمي الكثير ومازلت انهل من فيضها وحنانها .. تعلمت منها الحكمة والصبر والصمت والعفو والتسامح والكرم والجود بالموجود، تعلمت منها كيف أن الحياة لا تستقيم على حال واحد، يوم لك وآخر عليك .. يالها من امرأة عظيمة، شربت من حنان والدها “ود طه” صاحب السيرة العطرة و”النيمة الظليلة” وأمها “آسيا بت ود قمر” المرأة الصبورة، نهلنا من بحرهم العذب وكم أنا فخورة بهما، وفخورة أيضاً بجدتي لأبي “بت بامسيكا” التي تعلمنا منها قوة الشخصية والرأي السديد وهي حفيدة “علي ود نقد” أمها “فاطمة بت علي ود نقد” لهم جميعاً الرحمة والمغفرة.
(بت علي ود نقد قصبة مريقا
وياشتيل عمك بشير الفي السبيقا).
التحية كل أم كافحت، علمت وربت أبناءها بالحلال فهي مدرسة وهي التي تحت أقدامها الجنة.
التحية لكل من كتب عن الأم، شعراً وقصة أدباً ونثراً، ومن بين كل ما كتب اخترت هذه الكلمات من رائعة مربي الأجيال للراحل “بابا فزاري” هدية لأمي ولكل الأمهات:
أمي يا أجمل كلمة بقولها
يا أحلى نشيد يا نغمة جميلة
أمي جناح من رحمة ونور
أمي حنان وأمل وزهور
أمي حنينة زهورها نحن وهي جنينة
بتربينا وبترعانا وتسعد بينا
تخلي حياتنا تملي جميلة
أمي الرحمة دوام قدامها
أمي الجنة تحت أقدامها
أمي عظيمة وأمي كريمة
ونور عينينا وأحلى نشيد.