ما لم ينصلح حال الاقتصاد والوضع المعيشي للمواطنين فلن تصغي إذن أو يثق أحد في التبشير بالحوار الوطني الذي تعكف عليه الجهات ذات الصلة هذه الفترة، وترتب لتكثيف الإعلام حوله حتى يطلع عليه كل جاهل به أو ناكر أو مستهتر ومشكك، وكل ذلك باعتباره مخرجاً تعول الحكومة والرئاسة على الخروج به من المأزق الحالي، لكن (كيف يستقيم الظل والعود أعوج) لابد أولاً من تقويم الأوضاع والعمل على تسوية مشاكلها ومتطلباتها، فحال بعض القضايا المعيشية وأن خفت وطأتها إلا إنه ما زال قائماً، وحتى يلين جانب الشارع ويهيئ له قبول الحوار وفر له المثل الصيني القائل (اعطني أملاً أعطك مستقبلاً) أو (اعطني خبراً أعطك أمة).
(3)
الحكومة التي أطلق عليها (حكومة الكفاءات) ولا أدري هل الاسم مستحدث فقط وبدعة توصيفية أم ماذا؟ لأن ذات الشخوص هم الحكومة الفائتة أوقتها لم يكونوا أكفاء بالمناصب؟ (ما علينا) المهم في الأمر أن هذه الحكومة شئنا أم أبينا قد تشكلت وأدت القسم للمرة الثالثة (للبعض) بل انخرطت فيما كلفت به، وعليه وحتى تثبت صفة الكفاءة من جهة والشارع الذي رفضها من جهة أخرى، فهي أمام تحدٍ كبير لمجابهة ذلك ولإثبات مقدراتها في امتصاص غضب واحتقان الشارع الذي ينتظر الكثير ولعل أولها تحسين معاشه أو إرجاع الوضع كما كان عليه قبيل أن ينفرط عقد الاقتصاد زهاء السنتين ثم تفاقم للحد الذي دفع بالخروج للشارع والتعبير عن مآل الحال الاقتصادي قبيل أن يتحول إلى احتجاج سياسي ثم ينزلق لفوضى مطالبة بإسقاط النظام. إذن وحتى يستطيع ممثلو الحوار ومهندسوه إقناع الشارع به عليهم أولاً أن يتفرغوا فقط لإصلاح الحال المائل. وهو أمر يقع وزره على رئيس مجلس الوزراء الذي شكل حكومته وفق الكفاءة وأن يقبل التحدي هو الآخر أو فلنقل يوجه حكومته التي أضحت أمام تحدٍ كبير، فإن تضافرت جهود الجميع وأينعت ولو بدرجة مستساغة وقتها فلتحشد وتبشر بالحوار.
(3)
نهاية العام 2017م أجريت استطلاعاً موسعاً حول شخصية العام لصالح صحيفة (مصادر) وشملت العينة فئات مختلفة من مسؤولين وإعلاميين وشخصيات عامة فضلاً عن استطلاع آخر للزملاء استهدف الشارع العام، وأسفرت النتيجة عن حصد أكبر أصوات لوزير الخارجية السابق وقتها البروفسور (إبراهيم غندور) ربما للنجاحات التي حققها في فترته وعلى رأسها ملف رفع العقوبات عن السودان إلى جانب المبادرات في ملفات المتمردين وغيرها مما ظل يضطلع به الرجل ويخلص العمل فيه إلى أن تمت إقالته أبريل من العام المنصرم، ما ترك فراغاً ولغطاً واسعاً. ثم ها هو وعلى خلفية استبيان لقيادات شبابية بالوطني يدور حول من تقترح أن يكون مرشحاً من وجهة نظرك الشخصية لرئاسة الحزب ومرشحاً رئاسياً له في الفترة القادمة أيضاً تصدر بروف (غندور) أعلى الأصوات ولا غرو في ذلك فالرجل يتمتع بكاريزما خاصة تحببه أبداً لقلوب الناس وهذه خاصية نادرة تتوفر لشخص من كافة أطياف المجتمع تجلى ذلك عقب إقالته من قبل رئاسة الجمهورية حيث تغزل فيه عدد مقدر من الإعلاميين. وبما أنه وقد توفر له هذا القبول الكبير وهو ليس بالأمر الهين، فمن الممكن جداً فوزه على منافسيه إن ترشح في 2020 وليته يفعلها.