شهادتي لله

لو حاربت الفساد تقعد (مية سنة)!!

{ تحديد مكامن الفساد لا يحتاج إلى (خبراء) ودكاترة ومفوضيات، ولجان، بل يحتاج إلى إرادة سياسية ناجزة.
{ وكلاء نيابات المال العام، والثراء الحرام والمشبوه، ووحدات الأمن الاقتصادي، إذا توفرت لها مظلات (الحماية) السياسية و(السيادية)، فإنها قادرة على كشف بؤر (النهب المصلح)، واسترداد مئات المليارات من الجنيهات.. أموال وعقارات وأصول متحركة.
{ فتشوا في عقودات وعطاءات البناء والتشييد للطرق والجسور، والعمارات الحكومية، والصيانة، واستجلاب الأجهزة والمعدات والأثاثات للوزارات والمؤسسات الحكومية.
{ ابحثوا في مستندات وحسابات الشركات (المستمتعة) بالعطاءات. المكاتبات (الداخلية) بعيداً عن أرانيك (المسجل التجاري) ستكشف الملاك (الحقيقيين) لتلك الشركات المسترخية على (مخدات) المال العام!!
{ أسماء (وهمية) وشخصيات جاءت من (المجهول) تمثل واجهات للتغطية، وأداء أدوار ملاك الشركات وحاملي أسهمها، بينما هم في الحقيقة مجرد (كومبارس)، يمتطون الفارهات، ويقطنون الفيلات، لكن ليس لهم الحق في (التصرف) في (المليارات) إلا بإذن وإشارة!!
{ قبل أيام، استوقفني أمام أحد المحلات التجارية بأم درمان، مواطن من عامة الناس، يبدو أنه يطالع الصحف باستمرار، ويتابع الأحداث، ألقى على مسامعي بضع كلمات ثم انصرف حاملاً كيساً صغيراً به بضع رغيفات وخضروات: (يا أستاذ.. الفساد.. الحكومة دي لو حاربت الفساد.. تقعد مية سنة تاني)!!
{ مظاهرة الفساد (استفزازية) صاخبة، فرغم أننا نعيش في بلد فقير، إلاّ أن مستوى العمران في أحياء “الخرطوم”، حتى الشعبية منها، لا يتناسب مع دولة تعاني عجزاً كبيراً في الميزانية، وجفافاً في الخزينة العامة، وندرة في النقد الأجنبي!!
{ والفساد ليس (حصرياً) على (الحكوميين) فقط، بل لديهم (شركاء) في الأسواق بمختلف الاتجاهات السياسية والألوان الاجتماعية.
{ الفساد لا (لون) له، ولا (حزب) ولا (جهة)، والبنايات الضخمة والحسابات (الدولارية) المترهلة في البنوك لا يملكها أعضاء (المؤتمر الوطني) وحدهم.. هناك آخرون أثروا ثراء فاحشاً يفوق مدخرات أثرياء (الإسلاميين) درجات ومراحل، ولا نعرف لهم تاريخاً، ولا أصلاً سياسياً!!
{ فالذين يستوردون السلع والمواد الغذائية، والأدوية ومستحضرات التجميل، والمعدات الكهربائية والصحية، والمبيدات ومدخلات الزراعة والسيارات والاسبيرات ومواد البناء وغيرها من السلع (بأدنى) الأسعار، و(أضعف) المواصفات، من “الصين” و”كوريا” أو دول عربية وأفريقية، ثم يطرحونها في الأسواق للمواطن السوداني (المسكين) (بأعلى) الأسعار، هم فاسدون.. مفسدون، ينهبون مال الشعب أكثر مما ينهبه (لصوص) العطاءات والمقاولات (الباطنية).
{ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة لحم نبت من سُحت، النار أولى به).
و(السحت) هو الحرام الشامل للربا والرشوة وأكل المال العام و(التطفيف) في الأوزان والأسعار.
{ جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية