الديوان

(بت الأرباب) منبع الخير نموذج باهر في خدمة الإنسانية وتنمية وتطوير المجتمع

رحلت وتركت خلفها العلم النافع

الخرطوم – المجهر
{ عندما يرحل شخص ويترك خلفه أثراً جميلاً فإنه حتماً يبقى في الذاكرة وتكون أعماله الصالحة الجليلة حاضرة تتحدث عن سيرته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
وقد قال السلف: (نرحل ولكن يبقى الأثر الصالح الذي نتركه) وعندما نقدم خدمة تعليمية ومعرفية ودعوية لأولئك الذين انقطعوا عن التعليم والتعلم فإن هذا هو الأثر الصالح والعلم النافع الذي ينتفع به.
بالأمس رحلت عن دنيانا  الحاجة (بنت الأرباب)، أم الفقراء والمساكين، إحدى رائدات العمل التطوعي بالسودان وإحدى النساء الفضليات اللائي وضعن بصمات واضحة وعظيمة في مجال خدمة المجتمع والتعليم المستمر، لقد ظلت (بنت الأرباب) تقدم خدمات للمجتمع بولاية نهر النيل، في كافة المجالات الاجتماعية والتربوية الدعوية والصحية والتدريبية والتنموية، إضافة للتعليم المستمر لجميع أفراد الأسرة وشرائح المجتمع في المساحة القادمة، وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة والاحتفال بعيد الأم نسلط الضوء على سيرة هذه المرأة العظيمة ومسيرتها في الأعمال والإنسانية ودورها في المسؤولية المجتمعية والمشروعات التي نفذتها وحققت أهدافها.

من المتمة كانت البدايات
{ مراكز الحاجة (بت الأرباب) لخدمة المجتمع والتعليم المستمر، تقع شمال محلية المتمة بولاية نهر النيل، ولقد تم افتتاح مركز الرحماب في العام ٢٠٠٥على يد وزير المالية الأسبق، “الزبير أحمد الحسن” يرافقه وزير مالية نهر النيل الأسبق، “الزين الحادو” ونائب الدائرة (٨) المتمة، د. “الطيب إبراهيم محمد خير”، والرئيس السابق للهيئة الشعبية لتنمية وتطوير محلية المتمة، “كمال علي مدني”، كما تم افتتاح فرع العبدوتاب عام ٢٠١٤م وفرع الجوير عام ٢٠١٦م.
أهداف ودواعي التأسيس:
المراكز هدفت لمحاربة الجهل والفقر والمرض، من خلال حزمة من البرامج بدأ تنفيذها من العام 2005م من خلال ثلاث مراحل ومازالت مستمرة
وخلالها تم تخريج (١٠٠٠) دارس ودارسة عام ٢٠٠٩ في (١٣) منشطاً، شرَّفها بالحضور نائب والي نهر النيل، كما تم تخريج (١١٤٣) دارساً ودارسة في عام ٢٠١٤. خلال الفترة (٢٠٠٥-٢٠١٩)  تم تخريج (١٢) دفعة شهادة أهلية وثلاث دفعات دبلومات وسيطة (٣) سنوات، وتم استضافة (٢٣) قافلة دعوية طلابية من جامعة أفريقيا العالمية، قوام كل قافلة أكثر من (٥٠) طالباً وطالبة، وتدشين (١٠) مراكز خدمة مجتمع، وافتتاح فرعين لدراسة الشهادة الأهلية بالإضافة إلى المناشط الأخرى.

اسمها زيَّن جامعة أفريقيا:
{ ووفاء لكل هذا العطاء الإنساني، تسابقت عدة جهات لتكريم (بنت الأرباب) من بينها حكومة ولاية نهر النيل ومحلية المتمة واتحاد عام المرأة السودانية ورئاسة الجمهورية وجامعة أفريقيا العالمية.
وضمن تكريمها من قبل أسرة جامعة أفريقيا، أطلقت الجامعة اسمها على قاعة للدراسات العليا، كما أطلق اسمها على المكتبة الإسلامية بمركز الطالبات، وأصدر المجلس العلمي لجامعه أفريقيا قراراً بترفيع مركز الرحماب لكلية للدراسات الإسلامية تبدأ القبول من العام الحالي ٢٠١٩ .
{ تم اختيارها أماً مثالية على ولاية نهر النيل، وتزكيتها وترشيحها من اتحاد عام المرأة السودانية، ومن المدير السابق لجامعة أفريقيا العالمية بروفيسور “حسن مكي” أماً مثالية على مستوى السودان.
أهم شركاء التنمية:
{ مجلس أمناء مراكز (بنت الأرباب) بولاية نهر النيل، وجد تعاوناً كبيراً مع عدة جهات منها جامعة أفريقيا العالمية وجامعة شندي والهيئة الشعبية لتنمية وتطوير محلية المجتمع والهيئة الخيرية الإسلامية، وتعاوناً كبيراً وتوأمة مع (منظمة وابل الخير الخيرية)، هذا بالإضافة لمحلية المتمة بإداراتها المختلفة  باعتبارها واحدة من أهم وأبرز شركاء التنمية الاجتماعية .

مشروعات مستقبلية:
{ وفيما يخص المشاريع المستقبلية المخطط لها، إنشاء (مدينة بنت الأرباب الجامعية) وتضم ثلاث كليات، واحدة للدراسات الإسلامية والثانية للقرآن الكريم والثالثة لخدمة المجتمع والعلوم الأسرية، ولقد سبق أن تقدم مجلس أمناء المراكز بدراسة لولاية نهر النيل بهذا الخصوص، كما سبق أن تقدم مجلس أمناء المراكز بطلب لجامعة أفريقيا بالموافقة على ترفيع معهد (الفكي أحمد رحمة للقرآن الكريم) لكلية للقرآن الكريم، منتسبة لجامعة أفريقيا العالمية أسوة بكلية الدراسات الإسلامية، التي تمت الموافقة عليها، إضافة لذلك تجري الدراسات لتأسيس كلية خدمة المجتمع والعلوم الأسرية.
{ هذه بعض صفحات من كتاب فضائل المعروف عند هذه السيدة العظيمة (بت الأرباب) التي أكدت بأعمالها الجليلة التي حققت عبرها مفاهيم التنمية المجتمعية، بأنها نبع للخير. نسأل الله أن يجعل الجنة متقلبها ومثواها وأن يجزيها خير الجزاء على كل ما قدمت من الأعمال الخيرية وبما تركت من بصمات عطاء وإحسان في كل مكان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية