الديوان

الهواتف المميزة… علاقة الأرقام بالتوازن النفسي!!

يسعى كل إنسان خلال مسيرته في الحياة للتميز سواء في العمل أو المظهر، عن طريق ابتداع طرق ملفتة للنظر، ربما لهذا السبب (التميز) أو لأي سبب آخر، يسعى البعض إلى اقتناء أرقام هواتف أو لوحات سيارات مميزة، تلفت إليه انتباه الآخرين، وكأنه يقول (أنا هنا)، لكن ما هو الدور الذي يلعبه الرقم في حياة كل منا، سؤال طرحته (المجهر) على “عبد العظيم” تاجر الأرقام الهاتفية المميزة بعمارة السلام وسط الخرطوم.
قبل أن يبتدر “عبد العظيم” إفادته، دخل عليه رجل يسأل عن رقم يشبع فضوله، فانتهزنا السانحة وبادرناه بالسؤال، لماذا البحث عن رقم مميز، وهل هذا الأمر محض موضة، أم ماذا؟ فأجاب: أنا مدير شركة (الشباع) للتجارة والخدمات، جئت في طلب أحد الخطوط المخصصة لرجال الأعمال، وبعد انتهاء الصفقة وحصوله على رقم (مميز) بدا راضياً عن رقمه الجديد وسعره المناسب.
من دراسة الإعلام إلى السوق الكبير
رغم أن “عبد العظيم” درس الإعلام بجامعة الخرطوم وتخرج فيها 2000م، إلا أن الحياة غيرت مساره العملي، وعن هذا يحدثنا قائلاً: منذ أن كنت في عمر (17) عاماً، أعشق مجال الإعلام بمختلف تخصصاته، أراسل (الإذاعة) و(التلفزيون)، وحين التحقت بالجامعة كان الإعلام خياري، وبعد تخرجي لم أجد في الواقع ما كنت أحلم به، ورغم ذلك ظل حبه يسري في دمي، وأحلم بالعودة مجدداً إذا أُتيحت لي فرصة. وأضاف: أما العمل في تجارة الأرقام المميزة فلم أختره، بل هو اختارني، وحدث الأمر صدفة، حيث كنت أمتلك رقماً مميزاً، فأصبح أصدقائي مبهورين به، فشعرت حينها أن الشعب السوداني يحب التميز في الأرقام، ومن هنا فتحت محلاً لبيعها، واشتهرت باسم “عظمة” حتى قارب أسمى أن يتحول إلى (ماركة تجارية)، وحول المنافسة الشرسة التي يشهدها السوق حالياً وموقعه منها قال: هو سوق كبير وجدت فيه كثيرين قبلي وآخرون لا يزالون يفدون إليه، لكن خبرتي الطويلة ومهاراتي الخاصة ساعدتني في الاستمرار، فعملت على تجهيز المكتب بشكل عصري بحيث يناسب كل الطبقات الاجتماعية، ويشعر فيه العميل بالراحة والرضا.
توازن نفسي ومكانة اجتماعية!!
بدأ “عبد العظيم” عمله قبل ثلاث سنوات، وتمكن خلال هذه الفترة الوجيزة من كسب عملاء ينتمون إلى شرائح اجتماعية مختلفة كرجال الأعمال والشركات والجهات الحكومية والوزراء ونجوم المجتمع، إضافة إلى المستشفيات والمحلات التجارية الكبرى، وفي ذلك يقول “عبد العظيم”: يجئ الاهتمام بالأرقام المميزة لسهولة حفظها، والبعض الآخر يتخذها هواية، كما أن كثيرين يشعرون براحة نفسية عميقة، وأنهم في مكانة اجتماعية سامقة وبذلك يرضون ذواتهم، لكن في المقابل هناك من يسعى للتفاخر وآخرون لزوم (البيرستيج)، ويذهب آخرون للقول بأن الرقم المميز يعطي الشخص مكانة واحتراماً لدى الغير، فإذا اتصل بك رقم غير عادي فإنك سترد في الحال، وستعتقد أنك بصدد الحديث مع شخصية مهمة، والبعض الآخر يحب اقتناء الأرقام المميزة لذويهم، كأن تكون الوالدة كبيرة في السن ويصعب عليها حفظ الأرقام العادية.
رقم بـ(30) مليون
يرى كثيرون أن الرقم المميز هو مفتاح كل الأبواب الموصدة، لكنهم ينتقدون أسعاره الفلكية، ويقول “عبد العظيم” في هذا الصدد: الرقم المميز نادر وغالٍ لذلك أسعاره مرتفعة، وفي بعض دول الخليج تصل أسعاره لملايين الدراهم والريالات وعن أغلى رقم باعه قال: وصل سعره لــ(30 مليون) وكان خط اشتراه رجل أعمال، وحول ما هي الفئة الأكثر شراءً للأرقام المميزة الرجال أم النساء، قال: الرجل أكثر نادراً ما تأتي امرأة للشراء، وسبب ذلك أن الرقم المميز لا يمثل أولوية للمرأة كالمكياج والملابس والعطور، لكن بعض سيدات الأعمال والفنانات وحتى المذيعات لا يدخرن وسعاً في اقتنائه.
الأرقام تتميز بخصوصية
وفي سياق آخر يقول “عبد العظيم” إن عمليات الشراء تأثرت كثيراً نظراً للظرف الاقتصادي العام، ورغم ذلك فلا يزال هنالك من يملكون القدرة على الشراء، وفي بعض الأحيان تصلنا طلبات لعمل أرقام متطابقة أو متتالية للأزواج والأصدقاء، والبعض يطلبون أرقاماً بتواريخ ميلادهم.
المريخ: العشق الأول
بعيداً عن الأرقام المميزة، حدثنا “عبد العظيم” عن هواياته الأخرى وعن حبه للمريخ الذي وصفه بالعشق الأول، وأضاف: قدمت مبادرة لدعم ومساندة لاعب المريخ الأسبق “وارغو” للتحرر من الضغط النفسي، وبالفعل بفضل هذه المبادرة تمكن من إحراز عشرة أهداف، كما قمت بتكريم اللاعب “فيصل العجب” بتقديم رقم يشبه رقم قميصه (24)، والغريب في الأمر أن أول تكريم قمت به كان من نصيب لاعب الهلال “مدثر كاريكا” عقب فوزه بجائزة هداف موسم عام 2009م.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية