(الجبهة الثورية) .. السيناريو القادم
{ تبرؤ أحزاب (المعارضة) في الداخل من (مشروع كمبالا) لإسقاط النظام، يمثل هزيمة نفسية ومعنوية لقادة (الجبهة الثورية) المكونة من (الجيش الشعبي – قطاع الشمال) وحركات (التمرد) في دارفور.
{ البدء في تنفيذ (مصفوفة) اتفاقية التعاون بين السودان والجنوب منتصف هذا الشهر، هو ضربة (ثانية) موجعة لتحالف (الجبهة) المسلح!
{ الميثاق الذي تم التوقيع عليه في “كمبالا” يقول في مقدمته: (عقدت القوى الوطنية والثورية السودانية العزم على خوض نضال لا هوادة فيه لتحقيق تطلعات شعبنا في الدميقراطية وإنهاء الحرب…)
{ لكن الميثاق يقول أيضاً في بند (الوسائل) الآتي: (تعمل القوى الموقعة على هذه الوثيقة على إسقاط النظام بوسائل مختلفة وعلى رأسها العمل السلمي المدني الديمقراطي، والكفاح الثوري المسلح).
{ وما دامت القوى (المدنية) صاحبة (العمل السلمي الديمقراطي) قد نفضت أياديها عن (الميثاق) وأكدت أن مندوبيها الذين وقعوا عليه غير مفوضين بالتوقيع، فإن (النضال) الذي لا هوادة فيه – موضوع الميثاق – سيتركز بصورة أساسية على (الكفاح الثوري المسلح).
{ وعليه، وكردة فعل طبيعية على انسحاب القوى السياسية المدنية من (الميثاق)، مقروءاً مع اتفاق (البشير – سلفاكير)، فإن (الجبهة الثورية) المتمردة في جنوب كردفان ودارفور ستخوض (عمليات عسكرية) كثيفة خلال الأيام والأسابيع القادمات.
{ تحتاج (الجبهة الثورية) إلى إصدار (إعلان لمن يهمه الأمر)، مفاده أنها قادرة على (هز) عرش النظام، وبث (رسالة) تطمينية لقادة الأحزاب والقوى السياسية لحملها على العودة إلى منصات “كمبالا” وردهاتها (الظلامية) الموحشة!
{ إذن، على القوات المسلحة السودانية وقوات الأمن والشرطة (الاحتياطي) والدفاع الشعبي، أن ترفع درجات الاستعداد على مدى الأشهر الثلاثة القادمة، لامتصاص (الصدمات) المتوقعة، ولتقليل (الخسائر) في حالة حدوثها، حتى لا يتكرر سيناريو “هجليج”، حيث لا يعرف أحد في حكومتنا حتى الآن مَن سيدفع (التعويضات) المليارية وبالدولار عن (حريق هجليج).. كيف.. ومتى؟!
{ في حالة قيادة (عمليات استباقية) هجومية لتقليم أظافر (الجبهة الثورية) وكسر سيقانها، فإن (مشروع كمبالا) سيشيع خلال فترة وجيزة إلى مدافن أسرة الرئيس “موسفيني”!!
{ لكن السؤال الأهم يظل منتصباً أمام بوابة وزارة الخارجية: متى تستدعي الخارجية سفيرة يوغندا بالخرطوم وإبلاغها بما ينبغي ويتوجب – دبلوماسياً – في حالات إشهار العدوان واستضافة (المعارضات) وعلى رؤوس الأشهاد!! ومتى تعلن الخارجية استدعاء سفيرنا (المسكين) في “كمبالا” للتشاور معه، كما تعودت أن تفعل كل دول العالم المحترمة؟!
{ متى تطلب الخرطوم – رسمياً – من “كمبالاً” (طرد) قادة (الجبهة الثورية) فوراً أو قطع هذه العلاقات الدبلوماسية (العدائية)؟!!