.. مبعوث الرئيس الروسي لإفريقيا والشرق الأوسط “ميخائيل بكدانوف” الذي يشغل مقعد نائب وزبر الخارجية الروسي ورئيس الجانب الروسي في لجنة التشاور بين الخرطوم و موسكو يصل البلاد قبل ساعات فقط من وصول وفد من الكونغرس الأمريكي ضمن زيارة أعلنت لمدة ثلاثة أيام يلتقي خلالها عدداً كببراً من المسئولين السودانيين من ضمنهم رئيس الوزراء و مدير المخابرات الوطني الفريق أول “صلاح قوش” وكذا وزير الخارجية “الدرديري محمد أحمد” ووزير العدل “محمد أحمد سالم” بجانب لقاءات معدة مع رئيس المجلس الوطني وقيادات المجلس وهي الزيارة الثانية لمثل هذا الوفد من الكونغرس الأمريكي في أقل من عام .. كيف يقرأ هذا التزامن لهذين الوفدين ..؟ ..وهل لهاتين الزيارتين أي صلة بِما تم أخيراً من ترتيبات سياسية وأمنية انتهت بفرض حالة الطوارئ وتشكيل حكومة أعلن على أنها حكومة كفاءات، وقد خلت تماماً من الرموز السياسية القديمة والقوية بتجربتها وصلتها بالمرجعيات الفكرية ..؟ .. وهل يمكن ربط هذا الذي يحدث الآن بكل تفاصيله هذه مع ما تم قبل أشهر في الخرطوم حين انعقدت جلسة تداولية مثيرة بحضور أطراف أوروبية، بجانب مندوب أمريكي وهي الجلسة التي كانت قد تناولت قضايا الحريات الدينية والقوانين المقيدة للحريات.. ؟.. وبالطبع فليس هنالك صعوبة البتة لربط هذه الفعالية ونتائجها مع علاقات الخرطوم المتنامية مع أطراف عربية بدأت حريصة على تقدم ملف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب .. !! .. ما معني هذا ..؟؟ .. هل يعني أن جل ما شهدته وتشهده الساحة السودانية الآن حتى لحظة إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة بما سمي بحكومة الكفاءات في إشارة لعدم ارتباطها بالمعادلات الحزبية للحكومة ومن هم في دائرتها من أحزاب وكيانات مشاركة معها .. هل كل هذا مرتبط أولاً وأخيراً بهذا الملف الحيوي .. ملف رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب بما يعني إنجازه عبر جدول زمني بشروط محددة عبارة عن مستحقات تعالج وتنفذ عبر مجهودات الخرطوم التي تبذلها الآن في هذا الملف بمساعدة أطراف عربية لها هي الأخرى أهدافها ومراميها من خروج السودان من قائمة الإرهاب .. ؟! .. لا شك أن الأيام حبلى بِما سينتهي إليه الأمر ليكشف بعده هذا الستار السميك الذي يحول الآن دون تحقيق قراءة واضحة و رؤية جلية لما يحدث خلف الكواليس ..
