احتفل العالم أمس (الجمعة) باليوم العالمي للمرأة وذلك تقديرآ وعرفانآ بدور المرأة الكبير في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية، بالإضافة إلى كونها أم تستحق بكل جدارة أن نحتفل بها يوميآ ناهيك عن احتفال واحد في العام.
المرأة كرمها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، قبل أن تكرمها وتحتفل بها البشرية، وهذا تعظيم كبير من الله سبحانه وتعالى وخصص لها سورة كاملة (النساء) جاء ترتيبها السورة (الرابعة) في المصحف الشريف بعدد “176” آية وايضآ هنالك سورة “مريم”، “مريم” التي كانت مثالآ للعفة والشرف، والدين والأخلاق العالية الذي تمتعت بها، فهي والدة سيدنا المسيح “عيسى بن مريم”.. فالمرأة بذلك هي أم للأنبياء والرسل، قال تعالى في سورة التحريم (وضرب الله مثلآ للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربي ابني لي عندك بيتآ في الجنة ونجني من القوم الظالمين ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين)
انظروا إلى زوجة الطاغية فرعون التي ناجت ربها، وقالت ربي ابني لي عندك بيتآ في الجنة .
فقصور فرعون وماله وسلطانه لا تساوي عندها شئيآ .. فالدين والتعاليم الإسلامية السمحة دلتها إلى أن تسأل ربنا بأن يبني لها بيتآ في الجنة وقد ذكرها الله في كتابه الكريم، يا له من تعظيم للمرأة سيظل مصدر فخرنا جميعآ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فالمرأة ايضآ كرمها سيد البشرية “محمد” صلوات الله عليه وسلم قال (ص) (ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم).
فالتاريخ السوداني حافل بأسماء نساء خالدات في كافة المجالات، سياسية واقتصادية واجتماعية وخدمية، وكانت على سبيل المثال لا الحصر “مهيرة بت عبود” التي لعبت دورآ كبيرآ في الهاب حماس شباب الشمال في معركة (كورتي) الشهيرة وكانت أشهر أشعارها (يا الباشا الغشيم قول لجدادك كر)، وكما تقول الكتب التاريخية التي وثقت للمرأة السودانية، فإن مهيرة قد لعبت دوراً في تحفيز سكان شمال البلاد، وكانت تركب على هودجها وهي تقوم بدورها وتلقي بالأشعار الحماسية، حتى صارت رمزاً للبطولة والفخر بالمرأة السودانية الجسورة والمناضلة وهي شقيقة جدة والدة الرئيس السوداني الأسبق الفريق “إبراهيم عبود”
وكانت ايضآ (ملكة الدار عبد الله)، كأول روائية سوانية، وكتبت أول رواية لها في السودان قبل الرجال، وكان اسمها (الفراغ العريض) وذلك فى العام 1948م، و”خالدة زاهر” أول طبيبة سودانية و”فاطمة أحمد إبراهيم” و”فاطمة عبد المحمود” و”سعاد الفاتح البدوي” و”حواء الطقطاقة” وفي المجال الصحفي “آمال عباس” و”بخيتة أمين” وغيرهن من الصحفيات اللاتي مازال عطاؤهن ممتد، والعاملات حاليا في المجال الصحفي حيث سطرن أسماءهن بأحرف من نور في التاريخ الصحفي وهن كثر، فكانت “منى أبو العزائم” و”سمية سيد” و”شادية عربي” و”فكرية محمد الحسن” و”إشراقة عباس” و”علوية الخليفة” و”مريم الهادي”
التحية والتجلة لكل نساء بلادي العاملات في كل المجالات، وهن يقدمن البطولات في تربية الأبناء، في غياب الأب حتى يقدمن جيلا نفاخر به الأجيال .. التحية لأمي “عائشة محمد طه” بت “ود طه” التي قدمت عطاءً مازال ممتداً .. عطاء ستتوارثه الأجيال “حكم وعبر ودروس” مازلن ننهل من فيضه.