رأي

بالواضح

*فتح الرحمن النحاس*

*وزارات حكم الإنقاذ*     *أمس واليوم!!!*

*أصعب فترات حكم الإنقاذ وأقساها، كانت السنوات الأولى بكل تفاصيلها المرة، فكل حجر فوق الأرض يرقد تحته (ثعبان سام) وتحت كل شجرة (ألغام وأشواك)، ولكن كانت (كفاءة القيادة)  قادرة على تخطي الصعاب والقضاء على الثعابين السامة ونزع الألغام والشوك،ثم المضي بالمشروع الوطني إلى الأمام…فترجل من ترجل  بالموت أو الإعفاء  وبقي آخرون، إما قيادات تأريخية خارج الجهاز التنفيذي للدولة أو هم قلة داخله أو هم  في صمت وفرجة!!!
ما مضي من سنوات كان هو (العهد الذهبي) للحكم الذي قاده جيل العباقرة وأساطين التفكير الرفيع والإدارة الحاذقة والهمة الخالصة لوجه الله،أما ما تلاهم  من فترات،فقد جاءت (أقل توهجاً) من زمانهم الأول، ربما بسبب دخول عناصر جديدة أقل كفاءة وليست مقيدة (بهوية فكرية) كما كان حال من سبقوهم من أهل المشروع الوطني الحارسين لحياضه بالثبات والقناعة والعقل والتجرد والعفة والعيون المفتوحة والآذان اللاقطة!!.
*رغم ما تميزت به السنوات الأولى من ازدهار في الأفعال والقدرة على العبور فوق الجسور المفخخة،إلا أنني كنت كثيراً ما أسمع الدكتور “الترابي” رحمه الله، عندما كان في مقام الأب الروحي للمشروع،  (ناقداً لاذعاً) للأداء في بعض المرافق، بل كان يقول صراحة إن بعضهم لم يتعلموا منه شيئاً…فهذا يعني أن (كفاءة) الفرد مهما عظمت،تظل قاصرة عن الإحاطة بكل شيء في مجال التخصص،وقد يتهم صاحبها بأن منجزاته دون الطموح…فالعلوم والمعارف تتطور والعصر الحاضر هو عصر الطفرات العلمية الحديثة (المتسارعة) التي تلغي اليوم في لحظة ما كان بالأمس في القمة، فإذا هو الآن في القاع، فالخبرات والكفاءات محكومة بالتطور العلمي وديناميكية المحلي والخارجي، ولا يمكن نزع صفة الكفاءة من شخص ،إلا إذا ثبت أنه غير قادر على التعامل مع التطور العلمي وينقصه التفكير الجيد في الأداء!!*
* أمس الأول تشكلت الحكومة الجديدة التي كان أعلن عنها أنها (حكومة الكفاءات أو التكنوقراط) ،وقد كثر الحديث حولها وتضخمت إعلامياً قبل ميلادها وكأنها حكومة قادمة من القمر ومختلفة عن ما سواها بأسماء جديدة وكفاءات تناطح السحاب،وانتظر الرأي العام (بلهفة) ميلادها، فإذا هي تأتي (عادية) ولا تحمل جديداً وأقل حجماً من التوقعات والدعاية الضخمة التي سبقتها..!!
*كثيرون من أنظار النظام وآخرون غيرهم أصابهم (الإحباط)..وهذا ناتج عن تضخيم المولود قبل ميلاده وتفاعل الناس مع الترتيبات السياسية الجديدة، فأنصار النظام وغيرهم طموحاتهم أكبر ،خاصة وأن (العهد الذهبي)  الأول بكامل رموزه ما يزال يرن في آذانهم ويسكن وجدانهم!!*

*سنكتب أكثر!!!*

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية