طفنا مع القارئ الكريم في حديث ذكريات وخطوات واثقة أحياناً ومتعثرة حيناً على بلاط صاحبة الجلالة وعرجنا على محطات (ألوان) و(السودان الحديث) في ذكريات الشجن والسهر والمتاعب والمسرات مع أساتذة أجلاء وزملاء لا يبارحون الذاكرة والخاطر
وتعتبر جريدة (الحياة السياسية) من المحطات البالغة الأهمية في مسيرنا على بلاط صاحبة الجلالة، فقد كانت فترة مزدهرة مع الأساتذة “محمد الطيب عبد الله وأحمد عبد الوهاب وزكريا حامد والراحل المقيم عبد المولى الصديق وعلام عمر ورجاء نمر ورشا أحمد عثمان وإنعام عامر وفيصل ساتي وطلال مدثر وفاطمة الصادق ونسرين النمر وميرغني ومزمل عبدين وأبو عبيدة” وآخرين لهم كل الود
كانت فترة (الحياة) نابضة بالحياة ومتميزة ومتفردة أفادتنا وأعطتنا كثيراً من معينات المسير، وتميزت عن الأخريات بالملفات الشاملة وأحدثت دوياً في البلاط وذاع صيتها زماناً واعتبرت نقلة مهمة في عالم الصحافة.
وتدور الأيام دورتها وتعصف المشاكل بهذه الصحيفة ولَم تلبث أن أسلمت الروح إلى بارئها مأسوفاً على شبابها.
لكننا لن ننساها مطلقاً ولا يمكن فهي لا تنسى فمكانها في القلب فقد زاملنا ورافقنا فيها أعزاء “بدر الدين الفاتح ولبنى خيري وسارة نقد وهناء خيري” وآخرين،
فهل تاني من عودة هل؟
لنا تجربة ثرة في مجلة كان اسمها (سنابل) كانت عجيبة ورشيقة ودسمة وشاملة فيها نخبة من أصحاب القلم السلسال “محمد محجوب هارون والباز وشمس الدين وقور والشيخ يوسف” وآخرين، ولهفي على أيّام (سنابل) ومجدها ووسامتها
الآن في محطة الصحيفة المحترمة القادرة على التغيير والتعبير بكل الجدارة والمهارة (المجهر السياسي) وطاقمها الجميل المتمكن من أدوات عمله بكل الإتقان وشهادتي فيها مجروحة، وربما يأتي الحديث عنها في وقت لاحق إذا مد الله في الأيام، لكن الثابت أننا سعداء جداً أن نكون ضمن طاقمها العامل وتبقى دعوات التوفيق مقيمة.
كمال علي