تقارير

الصادرات البستانية ..فقدان الموسم الذهبي

شهدت تراجعاً بنسبة (80%)

الخرطوم ـ سيف جامع
شكا مصدرو الخضر والفاكهة من مشكلات تواجههم تتمثل في الإجراءات الحكومية بالمطار، بالإضافة لفرق سعر الدولار بين الرسمي وسعر السوق الموازي. وأشاروا إلى أن الصادرات البستانية في السوق العالمي حققت قبولاً واختراقاً كبيرين، بيد أنها في الوقت الراهن تواجهها معضلات ضخمة افتقدتها هذه الأسواق وعددوا مكشلاتهم في عدم توفر وسائل للشحن الجوي وانخفاض الإنتاج.
في وقت أعلنوا فيه انخفاض صادرات السودان بنسبة (80%) في الفترة الأخيرة، مما أفقد السودان عائدات مقدرة من النقد الأجنبي. وطالبت الشعبة بالجلوس مع رئيس الوزراء “محمد طاهر أيلا” لمناقشة قضية الصادرات البستانية، مشيرين إلى أنها من أكثر القطاعات المهملة بالرغم من أنها يمكن أن توفر فرص عمل للشباب وترفد خزينة الدولة بالعملات الحرة، خاصة وأنّ عائداتها سريعة وتصل حصائلها مباشرة للبلاد.
وكشف المصدرون في اجتماع عقد بمقر شعبة مصدري الخضر والفاكهة بالسوق المركزي عن تحديات كبيرة تواجه صادر المانجو صنف أبوسمكة ، حيث ظهرت بعض الملاحظات في المانجو من المستوردين بالخارج، الأمر الذي يتطلب تدخل الحكومة في منطقة الإنتاج بأبو جبيهة، وحذروا من أن منتج المانجو من الخرطوم شمالاً إلى منطقة البرقيق لم يتأثر وفي حاجة إلى خطة إسعافية بتضافر وزارة الزراعة والإدراة العامة لوقاية النباتات. وأكدوا أن نسبة الفرز في منتج المانجو عالية جداً بالرغم من أن الطلب موجود والأسواق متوفرة.
وأشار رئيس الشعبة “عوض الله علي محجوب” إلى أن خروج الناقل الوطني سودانير تسبب في أكبر ضرر للصادر، حيث كانت الصادرات تصل إلى أوربا عبر طيران مباشر من الخرطوم، لكن حالياً هذه الصادرات تمر عبر مطارات أخرى مثل تركيا، مما يضاعف تكلفة الترحيل. وشدد بأن الدولة غائبة تماماً عن قطاع الصادر.
الخبير في تخليص إجراءات الصادر “محمد آدم الدومة” قال إن ثمة معوقات في مطار الخرطوم تواجه الصادرات خاصة المناولة والشحن، مما يفقد الصادرات فرص الشحن بسبب ضعف الأداء في الشحن، بجانب الإجراءات الكثيرة بالمطار، لذا نطالب بتوحيد نافذة بالمطار توفيراً للزمن وأن تعمل طوال اليوم لجهة أن الخضر والفاكهة مرتبطة بالزمن وتعهدات في الأسواق الخارجية. وأكد “الدومة” أن المسافة بعيدة بين مكاتب التصريح والشحن، وأشار إلى تحديد سعر الدولار ب(47.5) تستفيد منه الشركات الأجنبية ولايستفيد منه المصدرون والسودان، ويجب أن يحدد في (20) جنيهاً فقط ، وأوتضح بأن سلطات المطار كانت تستخرج تصريح تصدير لـ(100) أو (50) طناً في طلب واحد ويخصم منه التصريح أي قيمة قام بتصديرها المصدر. لكن هذا توقف وأصبحت أي كمية يرغب المصدر في تصديرها يستخرج لها طلب، مما زاد من الأعباء والتكاليف.
وحول الإشكالات التي تواجه منتج المانجو أبو سمكة وإصابتها ببعض التغيرات التي تظهر في المنتج، أشار رئيس شعبة المصدرين إلى أنها بدأت تظهر منذ عامين لكنها تفاقمت في الفترة الأخيرة. وقال أبلغنا هيئة وقاية النباتات العام الماضي، لكنهم لم يردّوا وأكد أن بعض الأسواق رفضت المانجو نسبة لحالتها الراهنة، مبيناً أن إنتاج أبو جبيهة خرج من السوق العالمي تماماً ، ويؤكد “عوض الله” أن منتج المانجو أساسي ويستمر لمدة تسعة أشهر، ويصدر لعدد من الدول الخليجية والعربية. وأضاف : حاليا من جملة (8) أطنان خلال الفرز نخرج بطن واحد فقط صالح للتصدير.
تحسر مصدرو المانجو على واقع المنتجات البستانية بعد أن اجتهدوا خلال السنوات الماضية في فتح عدد من الأسواق في أوربا، وأصبحت المانجو أبو سمكة صنفاً معروفاً في الأسواق العالمية، ويصدر بالبرادات، ولها مقدرة عالية في الصمود والتحمل في الشحن والسفر عبر البحر أو الجو، ونافست المانجو الإسرائيلة في السوق الأردني. وقال أمين عام الغرفة “عبد الرحمن محمد عبد الماجد” إن المانجو السودانية تتميز بمواصفات جيدة، لذلك أصبحت مرغوبة في السوق العالمية ولديها طلبات غير قادرين على تلبيتها، نسبة لقلة الإنتاج والفرز، وأضاف (ينبغي على الدولة دعم المزراع بالتمويل والإرشاد والتشجيع حتى يتمكن المزراع من أن ينتج لأجل الصادر).
ويرى “عبد الرحمن” أنه في حال اهتمت الدولة بقطاع الصادرات البسناتية، ستحقق فوائد كبيرة للاقتصاد، مشيراً إلى أن المصدرين جاهزون للتصدير لكل الأسواق في العالم، بفضل الخبرات إلى اكتسبوها في التسويق وقال: ندعم الصادرات من جهدنا الخاص وشاركنا في معارض في أروبا، بهدف الترويج للصادرات السودانية خاصة المانجو، وفتحنا أسواقاً في ايطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبليجكا والنرويج وأيرلندا، وذكر “عبد الرحمن” أن أهم الصادرات البتسانية هي الموز والمانجو والشمام والفاصوليا، لافتاً إلى أن الفاصوليا السودانية مرغوبة جداً عالمياً، وفي إيطاليا طبلوا توفير (30) طناً أسبوعياً بيد أن إنتاجها انخفض ، وزاد : في العام الماضي صدرنا للأردن (120) طن مانجو لكن هذا العام تراجع التصدير إلى طن واحد فقط.
وطالب المصدر “أزهري محمد الشيخ” بضرورة توفير الدولة لحصانة خاصة لنقالات الصادرات خاصة المتجهة إلى المطار حيث يتم حجزها من شرطة المرور وهي مرتبطة بزمن إقلاع الطائرة، كما أن برادات الشحن يتم حجزها في شارع الستين ولا يسمح لها بالحركة إلا في أوقات محددة.
وأوضح أنه في عام 2001م كان السودان يصدر أكثر من (250) طناً من الخضر والفاكهة في اليوم إلى الخارج من المنتجات البستنانية وعبر رحلتين بطائرات تاركو في اليوم إلى السعودية (150) طناً تصل عبر ميناء جدة، وكل ذلك الإنتاج تراجع كثيراً وهجر عدد من المصدرين النشاط حيث تراجع عددهم من (85) مصدراً إلى (5) فقط .
وأجرى المصدّر “قذافي محمد الأمين” مقارنة بين واقع الصادرات بين السودان وبعض الدول، مشيراً إلى أن كل الدول تدفع جزءاً من تكلفة الصادرات مثل سوريا ولبنان، حيث يوجد اتفاق عالمي لدعم صاردات الخضر والفاكهة عدا السودان الذي يعقد من الإجراءات. وأضاف ” في تونس تدفع الدولة (50%) من قيمة الشحن الجوي و(23%) من قيمة الشحن البحري بهدف المساهمة في زيادة صادراتها.
المصدر “محمد الحاج التوم عبد الباقي النور” أشار إلى عدم جدية الدولة في إيجاد حلول لمشاكل صادرات الخضر والفاكهة، مبيناً أنها أكثر المنتجات التي تعتبر ذات العائد السريع والمشكلة تكمن في عدم وجود إنتاج بمواصفات خاصة للصادر وقدر “محمد الحاج” انخفاض الصادرات بنسبة بلغت (80%)، لافتاً أن الدولة بإمكانها إنقاذ الصادرات بحلول عاجلة لمعالجة الأعراض التي ظهرت في المانجو في الحقل واللحاق بالمواسم المقبلة، منوهاً بأن الفترة الذهبية للتسويق للإنتاج ما بين شهر يناير إلى أبريل .

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية