الضباط الإداريون .. على المحك
فترة غياب المعتمدين عن المحليات بعد حل حكومات الولايات يوم 22 فبراير الماضي ، تعتبر فرصة ذهبية لقبيلة الضباط الإداريين ، لإثبات جدارتهم وملء خانة المعتمد في ولاية الخرطوم وفي غيرها .
وقد ظل تاريخ الحكم المحلي في السودان يعتمد بصورة أساسية على الضباط الإداريين، الذين تراجع دورهم وأثرهم بعد منتصف التسعينيات ، بتصاعد المهام السياسية للمحافظ ثم المعتمد .
انشغل غالب المعتمدين خلال العقود الماضية بالعمل السياسي كرؤساء لحزب المؤتمر الوطني في المحليات ، على حساب الوظيفة الإدارية المعنية أساساً بالتنمية والخدمات ، فظلوا يهدرون ساعات طويلة خلال الدوام الرسمي في أعمال سياسية ، لا علاقة لها بمعاش وخدمة الناس ، ما انعكس سلباً على الأداء العام للمحليات ، وبالتالي أداء الولايات .
الآن .. تعود الكرة إلى ملعب الضباط الإداريين ، ليملأوا هذا الفراغ الكبير الذي خلفه غياب المعتمدين بسلطاتهم السياسية والأمنية والتنفيذية .
في رأيي أن عامل الثقة بالنفس وضخ ثقة القيادة هو العنصر الأهم في مشروع تجديد سيرة الضابط الإداري في السودان ، ليصبح الرجل الأول في المحلية وليس الثاني .
ولتحقيق هذا الهدف لابد من دعم وزارة ديوان الحكم الاتحادي ، والحكم المحلي في الولايات للتجربة الجديدة القديمة التي ترسخ لمعاني (القومية) التي التزم بها السيد رئيس الجمهورية في خطابه التاريخي في (جمعة) التغيير الكبير .
ولاة الولايات يجب أن يعززوا الثقة في نفوس المديرين التنفيذيين بالمحليات ، ويفوضونهم بكافة الصلاحيات التي كان يتمتع بها المعتمدون ، حتى لا يتراجع الأداء ، وتضعف الهمة ، وتضرب روح التسيب الوحدات الإدارية في المحليات .
نأمل أن تكون تجربة مفيدة للحكم المحلي .. وللمواطن في المقام الأول .