(7) سنين قصيرة!!
قبل (7) سنوات من الآن اخترت أو اختارت الأقدار أن نمشي مع الأخ “الهندي عز الدين” في دروب التأسيس لميلاد صحيفة (المجهر السياسي) الثاني.. بثوب جديد.. ودفق عطاء رئيس مجلس إدارتها ولم يخيب “الهندي” ظن من راهنوا على نجاحه في (توليد) صحيفة ناجحة بعد (آخر لحظة) و(الأهرام اليوم).. وجدت في (المجهر) الحرية والتقدير.. والاحترام.. لم يحجب رئيس تحريرها مقالاً لكاتب هذه الزاوية لسبع سنوات.. حتى عندما أمرت السلطات بإيقاف زاويتي عن الكتابة لمدة شهر (تأديباً) وعقاباً على التطاول على وزير الخارجية الأسبق والفريق “طه عثمان الحسين” كما يزعمون احتفظت (المجهر) بأحد محرريها ولم تلفظه مثل ما تفعل معظم الصحف.
سبع سنوات من العشرة والمحبة.. والتقدير والاحترام مضت سراعاً والصحيفة في مقدمة الصحف لم تتزحزح عن موقعها.. رغم الحروب المعلنة في مواجهتها والتحيزات في التميز بالأهواء والعلاقات الخاصة.. خاضت الصحيفة معارك من أجل الوطن.. انتصرت وأخفقت.. وكسبت ثقة الناس.. لم تتظاهر مع (تسقط بس) ولم تصفق بلا وعي لـ(تقعد بس) كانت نبراساً وشمعة تضيء عتمة الليالي الطوال.. وقدمت مقترحاتها ومبادراتها لإصلاح الواقع البائس.
بعد كل هذه السنوات تجدني اليوم أنهي مشواري في الوقت الراهن مع (المجهر) وأغادرها.. بالرضا كله والتقدير.. وفي النفس حزن وألم؛ كيف يخرج المرء من داره ويلقي النظرة الأخيرة وأقدامه مثقلة وفي نفسه ألم لفراق من يحب أوراقاً.. وشخوصاً وداراً.. ولن أستطيع هنا.. أن أفي كل صاحب فضل على بعض من فضله.. زملاء أعزاء في التحرير.. والسكرتارية.. والمطبخ الصحافي وحراس اللغة من المدققين.. وقبل ذلك ناشر الصحيفة ومالكها الأخ الصديق “الهندي عز الدين” وأسرته الكريمة.. فقد كان رجلاً مختلفاً في احترامه للناس ولمن يعمل في مؤسسة (المجهر) العريقة.
شكراً للقراء ولا نملك إلا طلب العفو عن كل من انتاشته سهام هذا القلم في لحظة غضب أو نزوة شر تقمصته أو ضعف بشري اعتراه.. وأبسط يدي طالباً العفو والسماح.. وتجاوز أخطائي ما أكثرها.. نغادر قبل أن تحتفل بعيد ميلادها القادم ومن القلب لا نملك إلا التمني لها بالريادة والقيادة والانتشار وأن تبقى صحيفة مؤثرة على الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي والرياضي في بلادنا.
أخوكم يوسف عبد المنان