أخبار

صورة القاهرة

عدت أمس من القاهرة بعد أسبوع إلا قليل في أرض الكنانة ما بين تلبية دعوة السفارة السودانية في القاهرة والاستشفاء من أمراض العصر الحديث والمشاركة في ندوة العلاقات السودانية المصرية وآفاقها الجديدة التي عقدها صالون الراحل سيد أحمد خليفة.. تتداخل فسيفاء السياسة والاجتماعيات والطب ومشاهد وصور لمصر في عهد الإخوان بعد غروب شمس مبارك وبقاء رموزه وفلسفته وتيارات العلمانية التي تحكم مصر من داخل حزب الحرية والعدالة. تطغى شؤون الداخل في غالب الأحيان على اهتمامات الصحافة السودانية إما تلبية لرغبات القراء أو انكفاءً على الذات مما جعل الصحافة السودانية حتى اليوم عصيُّ على العرب الاهتمام بها دع غير الناطقين بالعربية من الشعوب والجنسيات الأخرى وحينما تخرج الصحافة السودانية خارج أسوار الوطن تجعل من الشأن السوداني أولى اهتماماتها، ولكن رحلة (المجهر) هذه المرة لمصر والقاهرة لن يطغى عليها الشأن السوداني رغم أهمية ما جرى في الرحلة من أحداث.. بل سنفتح (عيناً) على مصر بعد رحيل مبارك.. كيف هي صورتها من الداخل وهل شهدت علاقاتها الخارجية تراجعاً أم انفتاحاً، ولماذا دعا أحد قيادات الإسلاميين لعودة اليهود لمصر وأثر دعوته في الصحافة المصرية، وهل أحدث وصول مرسي الإسلامي للحكم في مصر تغييراً إيجابياً نحو السودان؟
تلك الأسئلة وغيرها مكانها صفحات الداخل مقبل الأيام، بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل العلاقات السودانية المصرية (تزدهر) أم تحتضر؟ تنمو طبيعياً أم تعوقها عقبات؟ الإجابة تختلف من المراقب إلى المشارك في الأحداث والمتربص؟ وقد حاولت السفارة السودانية فتح ملف العلاقات خلال ندوة يوم السبت والتي شارك فيها رؤساء تحرير عدد من الصحف السودانية وكتاب وصحافيون وغاب عنها رؤساء تحرير الصحف المصرية وكُتاب الرأي العام المؤثرين وشهدت مشاركات ضعيفة لهامش في هامش الصحافة المصرية وفشل المؤتمر الوطني الذي يفتح له في مصر مكتباً ويُعين مسؤولاً عن المكتب في إشراك حتى قيادي من الصفوف الخلفية في حزب الحرية والعدالة في صالون الراحل سيد أحمد خليفة رغم أهمية ما طرح في الصالون من قضايا حقيقية ومساهمات كبيرة لأعضاء الصالون من السودانيين إلا أن المصريين الذين شاركوا (تمترسوا) وراء الدفاع المطلق عن أخطاء مصر عبر التاريخ وسعى السفير د. كمال حسن علي لتقديم صورة جديدة للعلاقات السودانية المصرية، ولكن لم يفلح في تغيير ما هو ماثل أمام عيون الشعبين من انكفاء لمصر على شؤونها الداخلية وانشغال السودان بملفاته التي أصبحت الدوحة أقرب للخرطوم من القاهرة وأديس أبابا أكثر حرصاً على العلاقات بين (السودانين) الشمالي والجنوبي من القاهرة والتي أطلق رئيسها محمد مرسي عشية لقاء وزير الخارجية علي كرتي الأربعاء الماضي تصريحات عن مبادرة مصرية للإسهام في تقارب وجهات النظر بين جوبا والخرطوم، ولكن مصر آثرت النأي بنفسها عن ملف السودان الذي (تحتضنه) أثيوبيا ولا تهتم الصحافة المصرية بالشأن وحتى المعتصمون في ميدان التحرير حتى اليوم (يشتمون) البشير ومرسي كأنهما صورة واحدة لرجلين مختلفين وقد أصبح كل فلول مبارك والتيارات العلمانية في مصر ينظرون للسودان من خلال حكومة مرسي ومرسي في شغل عن السودان بقضاياه الخاصة وأزماته التي لا تنقضي!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية