إعداد – ميعاد مبارك
{ مع إطلالة شهر المرأة “مارس” تحتفي الـ(المجهر) بسيدات السودان اللاتي ظللن يرسمن تاريخاً مشرفاً وحاضراً مشرقاً بإسهاماتهن التي جعلت نون النسوة ونون السودان صنوان.
من مدينة أم درمان نبدأ، حيث خرجت الصرخة الأولى للدكتورة “خالدة زاهر سرور” في الثامن عشر من يناير من العام ستة وعشرين وتسعمائة وألف، بدأت “خالدة” دراستها في خلوة (الفكي حسن) في حي الموردة بأم درمان، ومنها انتقلت إلى مدرسة الآنسة “ميلر” الابتدائية للبنات، والتي كانت المدرسة الابتدائية الوحيدة للبنات في الموردة، ومن ثم أرسلها والدها إلى مدرسة الإرسالية الثانوية العامة.
“خالدة” الابنة البكر لـ”فاطمة العجب أرباب” و”زاهر سرور الساداتي”، قررت أن تكمل تعليمها العالي، في وقت كانت الكثير من بنات جيلها يكتفين بالقدر القليل من التعليم إن وجد، فكتبت لوالدها الذي كان يؤدي الخدمة العسكرية في جنوب السودان وقتها، طالبة منه الالتحاق بمدرسة الاتحاد التي كانت مخصصة وقتها لبنات الخواجات، دفعت رغبة خالدة في إكمال تعليمها، البعض للتندر قائلين (زاهر داير يطلع بته مفتشة)، رغم الجدل والسخرية أرسل والدها رسالة تشجيع “لخالدة” وأخرى لخالها ليرافقها ويقوم بتسجيلها في مدرسة الاتحاد العليا، لتقبل بعد إحرازها درجات عالية في المرحلة الثانوية، مع رفيقتها “زوري سركسيان”، بكلية (كتشنر الطبية)، كأول فتاتين تدخلان كلية الطب في العام1946، تخرجتا في العام 1952 كأول طبيبتين سودانيتين.
مع بداية دراستها الجامعية، قامت “خالدة” مع “فاطمة طالب ومحاسن عبد العال” بتأسيس (جمعية الفتيات الثقافية) من أجل تعزيز تعليم النساء والمساعدة في تمكين الفتيات لإثراء حياتهن الاجتماعية، وهي من المؤسسات الأول للاتحاد النسائي السوداني عام1952، شاركت في قياده اتحاد الطلاب في أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات، ترأست الاتحاد النسائي السوداني في أواخر الخمسينيات وهي من مؤسسات هيئة نساء السودان الشعبية.
وقادت مظاهرة نادي الخريجين الشهيرة في العام1946، ضد الجمعية التشريعية حيث تم اعتقالها، لتصبح أول معتقلة سياسية.
“خالدة زاهر” أم لبنتين وولدين، ظلت عيادتها مفتوحة حتى أواخر أيامها، توفيت في التاسع من يونيو من العام خمسة عشر وألفين.
أما رفيقة سنوات دراسة “خالدة” دكتورة “زوري سركيسيان”، فلم تجد “زوري” الدعم الأبوي الذي وجدته دكتورة “خالدة” حيث توفي والدها قبل أن ترى النور، حيث ولدت في مدينة الخرطوم بحري في العام1929
تنتمي لأسرة قبطية، عاشت مع والدتها وأختها “رفقة”- ناظرة مدرسة، وشقيقتها “تكوى سركسيان” – أول امرأة تصدر مجلة نسائية مختصة بالأمور النسائية – كان والدها أمين مخازن بالنقل الميكانيكي في الخرطوم بحري، بعد وفاة الوالد اضطرت الأخت الكبرى لـ”زوري” “رفقة” لترك دراستها لكي تتمكن من مساعدة والدتها في تعليم أخواتها الأصغر منها سنا وتربيتهن.
“زوري سركيسيان” درست المرحلة الثانوية في مدرسة الاتحاد العليا بالخرطوم، وبعدها التحقت بكلية كتشنر الطبية مع الدكتورة “خالدة زاهر”.
لم يكن وقتها دخول الفتيات للجامعة أمراً مألوفاً إلا أن “زوري” ورفيقتها “خالدة” أثبتتا جدارتهما.
، قامت زوري بعد تخرجها بالعمل بمستشفى ود مدني وقامت بفتح عيادة خاصة بها تزوجت من “سعد أبو العلا”.