سوق العمال بوسط الخرطوم مكان هجره أصحابه واتجهوا صوب تعدين الذهب
الخرطوم ـ المجهر
منذ الصباح الباكر يجتمع العشرات من العمال كهربجية، وسمكرجية، وسباكين، وبنائين، وحدادين وغيرهم) في قلب العاصمة الخرطوم في سوق العمال كما يطلق عليه، يتبادلون التحايا الصباحية والقفشات في انتظار رزق اليوم.
العم “محمد هداب” يعمل في مجال البناء، قال إن التغييرات التي طرأت على السوق (الأفرنجي) تاريخياً لم تؤثر على سوق العمال، فظل السوق في مكانه منذ خمسينيات القرن الماضي.
وذكر أن كثيراً من الذين يتركون العمل في المجالات الحرفية يترددون باستمرار على سوق العمال بحثاً عن رفقائهم القدامى، ونبه إلى أن كثيراً من أصحاب الأعمال اليدوية هجروا المكان واتجهوا صوب أماكن تعدين الذهب.
أصالة
وعلى حسب إفادات العمال ورواد المكان، البعض لديه ارتباط وثيق الصلة بالمكان فلا يفارقه حتى أن لم يعد يعمل.
المكان مخصص لجميع الحرفيين والفنيين المهرة في أعمال البناء والحدادة والسباكة والكهرباء، إضافة لوجود أماكن لتأجير آليات العمل باليوم أو حسب الاتفاق المبرم ما بين صاحب العمل والعامل.
يقبع السوق التاريخي في الناحية الجنوبية لشارع الجمهورية موازياً للمجلس التشريعي بالخرطوم (البرلمان سابقاً) وشرق القنصلية المصرية بالخرطوم، وشمال مول الواحة وغرب صيدلية كمبال الشهيرة.
الشاب “مصطفى” صاحب محل لتأجير معدات العمل والآليات (جاك همر شواكيش، طوارئ، عجنة، وغيرها) قال إن أغلب الذين يؤجرون المعدات هم أصحاب العمل المؤقت وليس المتخصصين في العمل كالمقاولين والمهندسين.
وذكر أن إيجار المعدات حسب المدة الزمنية للعمل فإيجار المعدات الكهربائية تختلف عن المعدات اليدوية.
على باب الله
السباك “أبكر حسين” أفاد بأنه ظل ملازماً للسوق منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي عندما تخرج حديثاً من المعهد الفني بأم درمان فلديه ذكريات جميلة في السوق.
“أبكر” قال إن السوق في السنوات القليلة الماضية شهد تراجعاً كبيراً مقارنة مع البدايات الأولى للتسعينيات والألفية الأولى .
لعدة عوامل أبرزها الاغتراب والخروج خارج السودان إضافة للانكماش الذي دب في سوق الأعمال الحُرة، وتابع أغلب المهرة والفنيين باتوا يبرمون صفقات عملهم عبر التلفون مع زبائنهم أي أن العمل يرتكز على العلاقات.
السباك شكا من تراجع العمل في الفترة الأخيرة وتذبذبه وتراجع المقاولين والمهندسين عن العقود المبرمة، وقال إن الفترة الراهنة يشهد السوق أسوأ أيامه.
المهندس المدني “قاسم محمد” قال إنه متعاقد مع شركة مقاولات تعمل في الإنشاء والبناء وعندما تنقصه المعدات أو يحتاج لعدد إضافي من العمال بمختلف المجالات.
يستهدف سوق العمال بوسط الخرطوم إبرام عقود شفهية مع الحرفيين، وتابع 🙁 لدينا الكثير من أرقام البنائين، والسباكين بعض الأحيان يكونوا مرتبطين بعمل أو تلفوناتهم غير متوفرة، فنلجأ لسوق العمال).