فبركة لقاء “قوش” و”كوهين” .. أجندة قطرية عبر واجهة إعلامية
نقلته قناة الجزيرة ، ونفاه جهاز الأمن
الخرطوم – وليد النور
بثت قناة الجزيرة الإخبارية خبراً منقولاً عن موقع (ميدل ايست أي) عن لقاء جمع بين المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق “صلاح عبد الله قوش” برئيس جهاز الموساد الإسرائيلي “ايلي كوهين” ، خلال مشاركة “قوش” في مؤتمر الأمن بمدينة ميونخ الألمانية ، للتفاكر حول من يخلف الرئيس “البشير” بعد مغادرته لكرسي الرئاسة .
وبعد ساعات من نشر الخبر، أصدر جهاز الأمن الوطني والمخابرات بياناً نفى فيه اللقاء ، واعتبر أن الخبر مفبرك قصد منه تشويه السمعة .
في خلال الأسبوع الجاري وفي تنوير لهيئة العمليات اتهم “قوش” جهات لم يسمها بأنها تلفق الأكاذيب والإشاعات لتشويه صورة جهاز الأمن والمخابرات، فيما يصف خبراء أمنيون أن الحالة التي يعيشها السودان حالياً تدفع كثيراً من الجهات لنشر الإشاعات للإيقاع بين مؤسسات الدولة .
نفى جهاز الأمن والمخابرات الوطني، خبراً بثته قناة الجزيرة الإخبارية أمس (الجمعة) عن لقاء المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني برئيس الموساد الإسرائيلي على هامش مؤتمر ميونخ للأمن الذي انعقد الشهر الماضي .
وأكد البيان الذي تحصلت (المجهر) على نسخة منه ، أن الخبر عارٍ من الصحة ويفتقد للمهنية والموضوعية ولا يخدم القيم الصحفية.
وقال الخبير الأمني اللواء “عبد الرحمن مرسال” في حديث مقتضب لـ(المجهر) إن الأحداث التي يعيشها السودان حالياً تجد كثيراً من الجهات تعمل على صب مزيد من الزيت على النار لتتفجر الأوضاع أكثر.
وفي رده على الخبر الذي نشرته قناة الجزيرة نقلاً عن موقع (ميدل ايست أي)، قال إن الخبر غير مقبول ولا يوجد دليل على لقاء “قوش” برئيس الموساد، وإنما الغرض هو خلق مشاكل للسودان لا أكثر.
وأكد بيان جهاز الأمن الذي تحصلت (المجهر) على نسخة منه ، أن الخبر عارٍ من الصحة ويفتقد للمهنية والموضوعية ولا يخدم القيم الصحفية.
فيما قال الخبير الأمني اللواء “محمد الأمين العباس” في حديثه لـ( المجهر) إن الوضع الحالي في السودان ، فيه كثير من عدم الوضوح وحجب الرؤية، فضلاً عن تداخل وتشابك المصالح مع دول المحاور المختلفة ، ولذلك هنالك سؤال يطرح نفسه هل الخبر لمصلحة الدول الرباعية السعودية – الإمارات – مصر – والبحرين ، أم إيران، وهل السودان بعيد من محور تركيا؟. ويضيف اللواء في رأيي استبعد أن يكون التسريب من أي فئة كانت في القوات المسلحة ، مشيراً إلى أن من الصعوبة بمكان أن تترك القوات المسلحة ثغرة وهي تسيطر على الأوضاع بمساعدة القوات النظامية الأخرى، ويضيف أن تحركات القوات داخل البلاد تتم بعلم القوات المسلحة بالتنسيق مع القوات الأخرى، واستبعد “العباس” أن تكون لدول المنطقة أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية الرغبة في تغيير النظام في السودان .
وأضاف بيان الأمن أنه : كان بإمكان القناة أن تتحرى وأن تستوثق قبل أن تبث وهي تعلم ويعلم غيرها الموقف الراسخ للسودان حكومة وشعباً من الكيان الصهيوني المغتصب والتزام السودان المبدئي بموقف ثابت تجاه القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الأولى للأمة العربية والإسلامية .
وأشار البيان إلى إن القناة في خدمة أجندة تعمل لأجلها وهي تقحم دولاً شقيقة في إطار ماراثون الخلاف والصراع المتواصل وأدواته المتنوعة والمتعدية والتي تطال دولاً أخرى وقيادات فيها ، على شاكلة ما جاء في الخبر وتوظيفه .
يأتي هذا الخبر المفبرك في إطار حملة شائعات ظلت بلادنا تتعرض لها منذ فترة ليست بالقصيرة وهي تنسج أكاذيب تهدف لجرجرة البلاد لبناء علاقة مع كيان مغتصب ومحتل خلافاً لما استقرت عليه علاقات السودان النابعة من قيم شعبه التي تقف دائماً إلى جانب الحق و تنافح عن المظلومين ، وليس ببعيد عن الذاكرة العربية مؤتمر اللاءات الثلاث بالخرطوم .
يظل جهاز الأمن والمخابرات الوطني ملتزماً بسياسة البلاد الخارجية وتوجهها وموقفها الثابت حيث لا تحتاج بلادنا لتتحرك في الخفاء أو تمضي في اتجاه مغاير لمبادئها وسياستها الخارجية الواضحة ،ولن تفلح مثل هذه التسريبات المتكررة في شق صف القيادة في بلادنا أو إثنائها عن واجباتها الوطنية .
وكان الموقع البريطاني نقل (الجمعة) عن مصدر عسكري سوداني كبير قوله: إن “قوش” أجرى محادثات سرية مع رئيس الموساد في إطار ما وصفها المصدر العسكري بمؤامرة دبرها حلفاء إسرائيل في الخليج لتنصيبه رئيساً عندما يتم إسقاط “عمر البشير” من السلطة.
وقال المصدر إن “قوش” التقى “كوهين” على هامش مؤتمر ميونخ للأمن في اجتماع نظمه وسطاء مصريون بدعم من السعودية والإمارات، وبدون علم الرئيس “البشير”.
وبحسب المصدر نفسه، فإن السعوديين والإماراتيين والمصريين يرون أن “قوش” هو رجلهم المقبل في السودان الذي يدور فيه حالياً صراع على السلطة خلف الكواليس، مع تواصل الاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي يعتبرها كثيرون بداية نهاية حكم “البشير” المستمر منذ ثلاثة عقود.
ووفق ما جاء في تقرير “ميدل إيست آي” نقلاً عن المصدر العسكري السوداني، يبدو أن هناك إجماعاً على أن “البشير” سيرحل، لكن الخلاف يدور على من سيأتي بعده. ويضيف المصدر أن لدى “قوش” روابط قوية مع السعوديين والإماراتيين والمصريين الذين يريدونه أن يحل محل “البشير”.
وحسب الموقع البريطاني، فإن المتحدث باسم مؤتمر ميونخ للأمن أكد أن “قوش” و”كوهين” حضرا حدث هذا العام الذي انعقد من 15 إلى 17 فبراير ، وأن” قوش” التقى رؤساء الاستخبارات الأوروبية.
ووفقاً للمصدر، فإن “البشير” لم يكن يعلم بالاجتماع غير المسبوق بين “قوش” و”كوهين” في ميونخ، الذي هدف إلى تسليط الضوء على “قوش” كخليفة محتمل له، وإشراك إسرائيل لتؤمن دعم الولايات المتحدة للخطة.