شهادتي لله

وغادر الرئيس منصة الحزب .. بلا عودة

1
صدق الرئيس “البشير” وعده ، فغادر ليل أمس الأول رئاسة حزب المؤتمر الوطني ، متنازلاً عنه وعنها ، مفوضاً سلطاته لنائب رئيس الحزب “أحمد هارون” ، ليصبح رئيساً مكلفاً للمؤتمر الوطني لحين انعقاد مؤتمره العام خلال الأشهر القليلة القادمة .
في خطابه التأريخي مساء (الجمعة) الموافق(22/2/2019) ، أعلن رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” أنه قرر الاكتفاء بالمنصة (القومية) ، وهي رئاسة الجمهورية ، والوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية في البلاد ، وهاهو يُتِبع الكلام بالعمل ، ويفي بما وعد ، مودعاً حزب المؤتمر الوطني ، مفارقاً هياكله ، مكلفاً آخر بقيادته ريثما ينتخب المؤتمر العام رئيساً جديداً .
لن يعود “البشير” ثانية  إلى مقر الحزب ، ولن يرأس اجتماعات مكتبه القيادي ، ولن يحضر جلسات الشورى ، ولن يخاطب بعد اليوم قطاعاً من قطاعاته الفئوية ، ولن يزور دور الحزب في الولايات ، إلا إذا زار دور حزب الأمة القومي ، الحزب الاتحادي الديمقراطي – الأصل ، المؤتمر الشعبي ، الحزب الشيوعي السوداني وحزب المؤتمر السوداني .
نزع الرئيس جلباب الحزب ، وارتدى عباءة القومية الشاملة ، مع احتفاظه بالبزة العسكرية كقائد أعلى للقوات المسلحة ، وقوات الشرطة وقوات الأمن .
إنها الحقيقة الصادمة التي لم يستوعبها البعض ، كما هي ، دون تحريف أو تزييف ، فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفُر ، ولا مكان للمتشككين .. والوجِلين .. والضعفاء .
هو الطريق الثالث ، تماماً كما أراد شعبنا العظيم ، طريق العقلاء والحكماء والمتبصرين بالسياسة ، طريق الحل الناجع والجامع الذي يقود سفينة بلادنا المعطوبة بالأزمات إلى شاطئ الأمن والسلام والرفاهية .
2

ما يزال وجع هذه الاحتجاجات – سيدي الإمام “الصادق المهدي” – ليس (وجع ولادة) ، فلم يحن وقت المخاض البعيد ، وربما سقط (الجنين) قبله ، فيموت .. أو تموت أمه ، ولا عزاء يومها لشعبنا الصابر الحزين .
هلموا يا معارضين .. إلى الطريق الثالث ، فلا وجع فيه ، ولا سقوط جنين ، لا تكابروا ، فتندموا ، وقد تكاثرت عليكم الندامة ثلاثين عاماً طويلة .
بشّروا شعبكم بالخير ،  ولا تحبطوه ، افتحوا عيونكم على الواقع ، ولا تحبسوا أنفسكم وأحزابكم في شعار سقط ثم سقط .

سبت أخضر .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية