رأس السنة
هذه الشوارع التي كانت تضج بالزحام قبل أيام قليلة هاهي صامتة تبحث عن من يقاسمها همها، فقد كانت أمسية الاستقلال أمسية حافلة بالكثير وربما اختلف داعي الاحتفال من شخص لآخر وربما اختلف مقياس الوطنية عندنا جميعاً أو عند جزء منا.
حينما مررنا ليلتها بمنزل الزعيم “إسماعيل الأزهري” ووجدنا جمهوراً غفيراً تفاجأت بسؤال إحدى أخواتي الصغيرات (هو في شنو هنا؟) مع علمها التام بهذا المنزل ولكن ربما أغفلت هذه الطالبة الجامعية عن ذكرى أعياد الاستقلال انشغالاً منها “برأس السنة”.
أصبحت الاحتفالات بهذه المناسبة مزعجة إلى حد ما، فإطفاء الشموع والحفلات الراقصة واللهو وغير ذلك لا يبدو – في نظري على الأقل- استقبالاً مناسباً لعام جديد من أعوام العمر يمضي ونسأل عنه كما نسأل عما سلف منه!!
ممتع هو أن تخرج الأسر ترويحاً عن أفرادها واحتفاءً بمناسبة لن تتكرر ولكن مزعج هو تحطيم بمناسبة لن تتكرر ولكن مزعج هو تحكيم زجاج السيارات بزجاج المشروبات الغازية ومقرف أن تقذف وجه أحدهم بكيس ماء بارد شتاءً أو ربما أسوأ من ذلك، يحضرني هنا موقف شابة في العشرينيات قذفت بقارورة الماء دون هدف حينما انطلقت الألعاب النارية فإذا بها تصيب رجلاً في ستينيات العمر “وهاك يا جوطة ونبذ”!!
كنت أتمنى أن أكتب نافذتي هذه وأنا أفخر بوطنيتنا التي جبلنا عليها، ولكن يبدو أن بعض الشباب يحتاج إلى من يعلمه ما هي الوطنية، وما الفرق بين حب الوطن وترابه والانتماء له وبين الانتماء للحكومة.