أخبار

الملف الضائع!!

أهم قضية ينبغي أن تشغل الساحة في الوقت الراهن هي كيف التفاوض مع متمردي المنطقتين ودارفور وفتح مسار التسوية معهم لأهمية قضية السلام لغالب مواطني السودان، باعتبار الحرب واحدة من أسباب ما نحن فيه من تردٍ اقتصادي وتناحر سياسي وشجار وسط الساحة!! وبعد إعلان الرئيس في كادقلي الشهر الماضي عن وقف شامل لإطلاق النار حتى يتحقق السلام، لم تبدِ الأجهزة التنفيذية والسياسية التي أسندت إليها إنجاز ملفات التفاوض، جدية أو مجرد رغبة في استغلال مناخ وقف إطلاق النار لإبرام تسوية تنهي الحرب، بل ظل هؤلاء في محطة انتظار أن يأتي “ثامبو أمبيكي” ليلقي عليهم قولاً جميلاً وينصرف لحاله.. وينال تفويضاً كل عام من مجلس الأمن لحل نزاع أهله غير منشغلين بتفاصيل كيف يتفقون على إيقاف قتل أنفسهم بأيديهم.
وفي خطاب الوثبة الثاني في الثاني والعشرين من الشهر الجاري تعهد الرئيس مرة أخرى بالسعي لتحقيق السلام في المنطقتين ودارفور، ولكن الآن الجميع في حالة انتظار المجهول.. ولا يعرف هل لا يزال ملف المفاوضات بيد مساعد الرئيس؟ أم ذهب لمجلس الوزراء؟ ومن يملك القدرة على طرح البدائل.. والتواصل مع أبناء الوطن من حاملي السلاح.. هل الوصول لـ”جبريل إبراهيم” عصي.. حد انتظار القطريين التوسط بين الحكومة و”جبريل”.. وهل كسرت قيادات المنطقتين بمبادرات ذاتية الحوائط السميكة من عدم الثقة واستثمرت وقف إطلاق النار في التواصل مع (أخوانهم) في الطرف الآخر؟ من فشل التجربة السابقة إن المجتمع الدولي حينما جمع فرقاء السياسة في السودان حكومة متمردي المنطقتين و”الصادق المهدي” وحزب المؤتمر السوداني، وبقية الموقعين على اتفاق خارطة وغير الموقعين انشغل وانصرف وفد الحكومة لقضية هامشية (من نفاوض) بدل الدخول في القضايا الجوهرية.. وأهدر الوفد الحكومي تلك السانحة التي أتيحت له من (مغالطات) هل يمثل الحركة الشعبية “كوكو جقدول” أم “مالك عقار” حتى انقضت الأيام الثلاثة التي حددتها الوساطة، وعاد الوفد للخرطوم ليقول د.”فيصل حسن إبراهيم” إن وفد الحركة يكفيه قد نال منا المصافحة وهل يريد أكثر من ذلك؟ أما الجناح الآخر من الحركة فقد رفض مصافحة الوفد الحكومي، وكأن المصافحات هي أصل المشكلة وأس الخلاف؟ ماذا يعني إذا تصافح الوفدان أم امتنعا، لكن المهم أن تتوقف الحرب.. ويتم التوصل لاتفاق سلام يفتح مسارات جديدة في ساحات الوطن ويجفف الدماء التي تسيل في الأودية والجبال.
اليوم الحكومة مطالبة بابتعاث الرسل سراً وعلناً للقاء الحركات المسلحة.. وتحريك مبادرة الفريق “سلفاكير ميارديت” للتوسط بين الحكومة وفرقاء قطاع الشمال سواء توحدت الحركة أو تبعثرت صفوفها، ودخلت المفاوضات بوفدين أو بوفد واحد.. المهم أن ينظر مبعوث الرئيس “البشير” إلى الأمام ويقبل على تسوية النزاع.. ولكن قبل ذلك يجب أن ينال من يقود التفاوض تفويضاً حقيقياً لإنجاز هذا الملف الضائع بين عديد الملفات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية