الديوان

(حي باريس) انزواء تاريخ عريق ذكريات جميلة

تحت ضجيج المنطقة الصناعية وموقف (جاكسون)

من أشهر سكانه الفنان “حسن عطية” و” الطبيب “لويس عبده” والقاضي “عمران”

الخرطوم – عامر باشاب
{ الكثير من أحياء الخرطوم العتيقة في الوقت الذي نشأت فيه اشتهرت بقربها لمركز الدواوين الحكومية وقربها من المركز التجاري (السوق) ومع التحولات المستمرة فقدت الكثير من الأحياء ملامحها القديمة وغالبيتها تداخلت مع الأسواق والمراكز التجارية وبعضها تحولت بالكامل إلى منطقة تجارية من بينها الأحياء العتيقة التي تقع في منطقة الخرطوم شرق والخرطوم غرب، التي هجرها سكانها ولم يعد فيها سوى قلة من البيوت ولم يبقَ سوى بعض العائلات التي مازالت متمسكة بتاريخ الآباء والأجداد.
{ ويبقى (حي باريس) من الأحياء الخرطومية التي مازالت محافظة على وجودها وسط التغيرات التي طرأت على ملامح العاصمة الخرطوم، وعلى الرغم من تمدد المنطقة الصناعية على الكثير من أحيائه في اتجاه الجنوب والشمال والغرب، فمازالت الكثير من شوارعه وأزقته عامرة، ماضي الزمان وعبق المكان ومازال بعض سكانه متمسكين بالبقاء والسكن في المكان الذي شهد طفولتهم.
من أين جاء الاسم
{ (حي باريس) حسب رواية العم ” يحي اسماعيل ” أحد سكان الخرطوم الذين عاصروا الانجليز فان التسمية تعود للشكل الهندسي الذي يشابه لحد ما أحياء العاصمة الفرنسية باريس، حيث كانت الكثير من المباني حينها تحاكي في تصميمها باريس صاحبة الاسم، ويقال أيضا من أصحاب السيارات الأجرة ( التاكسي ) كانوا يأتون بصورة راتبة إلى الحي في مشاوير علي مدار اليوم وعندما لاحظوا أهل الحي رجال ونساء يمارسون رياضة المشي والتنزه في الطرقات المحيطة بالحي بالاضافة الي ان الكثير من سكان الحي من الاجانب ومعظم يعيشون حياة ارستقراطية وعلي هذا النحو أطلقوا علي الحي اسم (باريس)
{ أبرز عائلات الحي.
{ ومن بين الأسر التي سكنت حي باريس بعد ان رحل منه الانجليز في الستينيات من علائات سوانية كثيرة ومعروفة من بينهم آل (كمير) وهي عائل رأس مالية عرفوا مصانع البسكويت والشعيرية وآل “حمدتو” عرفوا بصناعة الباسطة والكنافة و(بابكر جعفر) أول من عمل في مجال ثلاجات تريد الفواكه وهناك أيضا آل (كنجاري) (آل حكيم) آل (حسب الرسول) وأيضا من اشهر سكان الحي الفنان “حسن عطية” الطبيب “لويس عبده” والقاضي “عمران” آل (البطري)
{ من الأماكن الشهيرة بالحي عيادة الطبيب الإنسان دكتور “لويس عبده” ومازالت آثارها حتى الآن باقية في واجهة الحي من الناحية الشرقية، وكذلك (مقابر اليهود) ظلت من المعالم الموجوده ببعض أثرها القديم.
{ وبالعودة للحديث عن الماضي العريق للخرطوم ومناطقها السكنية بالتحديد (حي باريس) ذكرت نجمة الدراما السودانية “بلقيس عوض” بأن حي باريس يعتبر الحي المواجه لحي ( الخرطوم تلات )، الذي تسكن فيه الآن وقالت ان حي باريس في زمانه كان من المناطق السكنية الراقية والمميزة المتحضرة، التي لا يقطنها غير الأثرياء وكبار الموظفين ونجوم المجتمع.
{ اما الاستاذ عبد الله الشريف ( شاهد علي العصر ) اكد علي الخرطوم عموم حتي الثمانينات كانت في اجزائها الاحياء والاسواق وكل اجوائها العامة تعكس والوجه الحضاري العاصمة من اكثر الاحياء تحضرا التي كانت موجودة في وسط الخرطوم والخرطوم غرب والخرطوم شرق ومن ضمنها حي باريس كان مثال للتحضر والرقي والتميز في كل شي .

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية