نوافذ

مناسبات هشة!

نضال

كنت أحرص على تهنئتها بيوم مولدها في كل عام.. وأصر على ممازحتها (هسي يا بنينة ما كان تنتظري يوم واحد وتجينا في عيد الحب).. فتضحك وتؤكد أن بناتها أيضاً يمازحنها هكذا.
لم أنتبه إذ ذاك أن بعض الأشخاص هم الذين يؤرخون للحب.. لا ينتظرون منه تاريخاً.. يرتبط الحب بحضورهم.. ببقائهم بجانبنا.. بوجودهم في حياتنا.. كانت حاجة “فاطمة أحمد إدريس” مثالاً لكل الشيم الجميلة.. الله يعلم والكثير يشهدون..
ما ذكر اسمها إلا واعتلت الابتسامات الملامح.. أفتقدها وكثر..
وتراب الوطن الذي اختلط بدماء أبنائه الشرفاء.. يفخر بأنها بين ظهرانيه.. جسداً طاهراً لصوّامة قوّامة صادقة متصدقة.
لي مع عيد الحب الذي يزعمون قصص وقصص.. فأنا لا أؤمن بالاحتفاء بما لا جدوى له من المناسبات (الهشة) هذه.. غير أنه هذا العام يحمل من الألم ما لا يمر مرور الكرام.. ولنا من الذكرى ما يسد رمق الذاكرة ويطعم جوع الروح لهم.. الذكرى هي مأوى الهاربين من جحيم النسيان.. وملاذ الفارين من عوالم الرحيل.. الذكرى هي وحدها الحياة التي يتركها الموتى.. عذاباً لذيذاً نستأنس به.. إذ الوحشة القاتلة.
حينما يتسرب الليل على كبوة الصمت.. وينكفئ وجع الرحيل على بطن القلب.. وتنتحب الروح.. حينها يكون للذكريات طعم آخر.
الرحمة لكل من ارتحلوا عن هذه الدنيا.. والبقاء لله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية