الديوان

أزواج يكشفون عن مساعدتهم لزوجاتهم طبخاً وكنساً و(هدهدة) أطفال!!

ولجا إلى صدر المنزل معاً واتجها صوب غرفتهما وبدّلا ملابسهما.. وبينما استلقى هو على السرير طالباً منها عدم إزعاجه وأنه يريد أن يخلد إلى النوم ويأخذ قسطاً من الراحة، اتجهت هي منزعجة صوب المطبخ لتعد وجبة الغداء التي ينتظرها جميع أفراد المنزل، ثم ما تلبث أن تقوم بمناداتهم وهم ما بين مسترخٍ خلف شاشة التلفزيون، وآخر يغط في نوم عميق.. وهكذا راحة، فقط هي التي تحوم كالنحلة متنقلة ما بين المطبخ ومراجعة دروس أطفالها وغيره كثير، لتنتهي بها دوامة العمل داخل وخارج المنزل إلى السرير آخر الليل وهي متهالكة لتستيقظ صباحاً وتعيد ذات البرنامج، فهي تعطي وهو يأخذ دون عناء.
اضطلاع المرأة عاملة كانت أو ربة منزل بجميع مهام المنزل دون مشاركة الزوج أصبح أمراً في حكم العادي، اللهم إلا فئة قليلة منهم هي من تشفق عليها وتشاطرها ولو بدعم بسيط يخفف عنها وطأة العمل والرهق الجسماني.. (المجهر) استطلعت عدداً من الزوجات والأزواج عما إذا كانا يتقاسمان ولو بنسبة ضئيلة أعمال المنزل. فماذا قال هؤلاء؟
{ أعمال شاقة مؤبدة
قالت وهي تتميز غيظاً، إنها تعمل مع زوجها في ذات الشركة ويعودان إلى منزلهما معاً لينشق كليهما، هي إلى الأعمال المنزلية الشاقة وهو إلى النوم وتقليب صفحات الجرائد، وأضافت “سلمى عثمان” (موظفة بنك) وهي تتساءل: لماذا تقوم الزوجة بكل أعباء المنزل دون مشاركة زوجها سيما إن كانا يعملان معاً خارج المنزل؟ أي حق كفل لهم ممارسة النرجسية بهذه الطريقة؟ وإذا سلمنا جدلاً أن المرأة لها واجبات تجاه زوجها يجب أن توفيها وتلتزم بها هل من العدل أن يستسلم لها الزوج ويركن إلى الراحة وينظر إلى امرأته وهي تهرول بين جنبات المنزل دون أن يساعدها ولو من باب الذوق؟ وأردفت باستخفاف: (وبعد ده كلو يقولوا ليك النسوان ديل مهملات نفسن ووسخانات.. هو ينضفوا كيف مع الأشغال الشاقة المؤبدة دي؟).
{ النسيبة تعيق خدمة الزوج
من جانبها عبرت “سلوى شيخ الدين”، موظفة، عن امتنانها لزوجها الذي لا يبخل عليها بالمساعدة ومشاركتها الأعباء المنزلية بما فيها الطبخ وغسل ملابس الأطفال وأحياناً ملابسها، يفعل ذلك دون منّ مشفقاً ومترفقاً بها، ودون أن يشعرها أنه مكره ومجبر على ذلك إذ ليس هناك ما يدعوه لذلك، بل العكس فإنهما يكونان في غاية السعادة وهما يتشاركان هذه اللحظات، غير أنها عادت وقالت إن إسداء هذه الخدمة مرهون بأوقات وظروف خاصة وهي عندما يخلو منزلهم من أي زائر مقيم كوالدته مثلاً فهو في حضرتها يعتصم عن المشاركة ويبدو أكثر صلفاً من ذي قبل، وهو الأمر الذي يحيرني، لكني لم أشأ يوماً أن أحرجه واستفسر منه فربما له أسبابه. وللحقيقة فإن الأمر يريحني، فربما تفهم هذه المساعدة بطريقة مغلوطة لذا فالأجدى ترك الباب موارباً ريثما ترحل، مضيفة إن خلاصة الموضوع هي أنها تجد الدعم من زوجها وهذا يكفي.
{ أزواج تحت المجهر
ومن زيتنا (الفي بيتنا) دلقنا بعضاً منه على سليقة الموضوع، وذلك باستطلاع بعض زملاء (المجهر) من المتزوجين دون ذكر الأسماء، فكانت إفاداتهم حامية ألهبت الموضوع، وقد اتفقوا جميعاً على دخولهم المطبخ إن دعت الضرورة، وابتدرنا أحد الزملاء بأنه يشارك في حدود لكن دون أن يصل الأمر حد (غسيل العدة)، وخاصة على طريقة موظفي تلك الشركة (الخربانة من كبارها) وشرع يحكي الطرفة وهي أن كل موظفي الشركة يخضعون لسلطة وجبروت زوجاتهم وفي أحد الاجتماعات وحتى يختبر المدير مدى طاعتهم لهن بدأ يسأل كلاً منهم عن الدور المنوط به فقال أحدهم إنه (يغسل العدة صباحاً) فانتهره المدير مقللاً من شأنه بقوله: (كمان العدة بخلوها للصباح يا خايب)، وزميلنا هذا قال العدة بالذات ضمن آخر أولوياته المنزلية، ويكتفي فقط بشد الملاءات وكي ملابسه أحياناً، وشاي الصباح، مبرراً الأمر بأن الأكل من يدي زوجته له طعم غير.
{ البعض يهتدي بالسُنّة
زميلنا الذي بدا له الأمر عادياً أبان أنه لا يكتفي بعمل بعينه إنما يفعل كل ما يقع تحت طائلة يده إن كان لديه متسع من الوقت قبيل مغادرته إلى عمله، وهو على استعداد للطبخ وغسل الأواني والملابس وكيها، ولأن الحمام يسبب له إزعاجاً إن كان متسخاً فإنه ينظفه بصورة يومية مستعيناً بعدد من المنظفات التي لا يخلو منها المنزل.. ومن منظور ديني بحت فإن زميلاً ينتهج من مساعدة زوجته منحى ديني بحت أسوة بالرسول “صلى الله عليه وسلم” الذي كان يشارك زوجاته أعمالهن المنزلية، فيكتفي ببعض الأعمال، متبعاً السنة، والتي لا تخلو من (الكنس)، مضيفاً إن هناك مفهوماً خاطئاً من البعض بأن مساعدة الرجل زوجته فيها انتقاص للرجولة والكرامة، ودعا هؤلاء إلى مواكبة الأفكار التقدمية ودحض (التخلف).
وبذات الفهم يرى آخر أن المشاركة بين الزوجين يجب أن تتوفر في أي شيء، ولأنه يشعر بمتعة كبيرة وهو يناصفها الطبخ والغسيل والكي وإعداد الشاي، وليس بالضرورة أن تكون مريضة. أما حمام وسواك الأطفال فهو مهمة أساسية لأحدهما لم يكلف بها إنما تقلدها بكامل قواه العقلية ليضمن بها سلامة أطفاله كما أنه يساعد زوجته في إعداد الفطور قبيل خروجه إلى العمل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية