(المجهر) في حوار مع وزير التعليم العالي رئيس حزب الأمة الدكتور “الصادق الهادي المهدي” حول الأحداث 2- 2
حزب الأمة طالب بتقديم تقارير ضحايا التظاهرات وظروف قتلهم ومحاكمة الجناة بأسرع ما يمكن
مشاكل السودان لن تحل إلا بالجلوس في طاولة واحدة للحوار
لدينا مبادرة لحل المشكلة الآنية سنعرضها على الجهات المختصة خلال أيام
قمت بمبادرة شخصية واتصلت بنائب مدير جهاز الأمن والمخابرات وأطلقنا كل الأساتذة الذين تم اعتقالهم من جامعة الخرطوم
لا نستبعد أن تكون هناك أصابع خارجية تعمل على تحريك المتظاهرين
نطالب بتقديم كل من ارتكب جريمة في التظاهرات إلى العدالة.
حوار – صلاح حبيب
*ما هي الجامعات التي استأنفت الدراسة فيها؟
من خلال اللجنة المكلفة بالنظر في أمر الجامعات الحكومية والخاصة ومن خلال تقاريرها اتضح أن جامعة الضعين كانت من ضمن الجامعات التي تعمل الدلنج والأحفاد والعلوم والتكنولوجيا والسودان المفتوحة، وهناك عدد من الجامعات بدأت العمل ولكن نظرا لتجدد الأحداث وخوفا على الطلاب أغلقت بأمر من إدارتها.
*وأين جامعة الخرطوم من تلك الجامعات التي استأنفت الدراسة فيها؟
جامعة الخرطوم والسودان والنيلين من الجامعات التي تقع بالقرب من مواقع المواصلات وعدد الطلاب فيها يتجاوز المائة وخمسين ألف طالب أي أنها في قلب الأحداث فنخشى من تعرضهم إلى الإصابات إذا تم فتحها في هذا الوقت، ولكن سوف تبدأ الدراسة بالفصول النهائية خلال الفترة القادمة بعد دراسة متأنية ومعقولة والأمر في النهاية متروك للجنة.
*ماذا عن الطلاب الذين تم اعتقالهم وما هو دوركم تجاههم؟
لقد تم اعتقال عدد من أساتذة جامعة الخرطوم، نسبة إلى وقفة احتجاجية، وما إن سمعت بعملية الاعتقال اتصلت بنائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات فاستجاب فوراً وطلب مني الحضور للذهاب سويا لإطلاق سراح الأساتذة وبالفعل ذهبت إليه واصطحبت معي مدير جامعة الخرطوم، وتم إطلاق سراحهم في نفس اليوم، وكلما سمعت عن اعتقال أستاذ جامعي أقوم بالاتصال بالجهات الأمنية وعلى الفور يتم إطلاق السراح.
*إذا عدنا لك وللذين فضوا الشراكة مع المؤتمر الوطني بعد فترة من الاستوزار في رأيك لماذا أقدموا على ذلك؟
هذا الأمر يوجه إليهم ولكن نحن كحزب مشارك في الحكومة ظللنا نتابع كل ما يدور في الساحة السياسية وعقدنا ثلاثة اجتماعات، وكل هذه الاجتماعات توضح موقفنا من الذي يجري على الساحة السياسية من خلال البيانات لقيادات الحزب وإلى الشعب السوداني وأخيرا البيان رقم ثلاثة تناولنا فيه الوضع بصفة عامة وطالبنا أن نحافظ على وحدة السودان، بالإضافة إلى إدانة الحزب لمقتل الشهداء، وطالبنا الأجهزة النظامية بتقرير سريع ومفصل عن تلك الجرائم، كما ترحمنا على أرواح الشهداء من الجانبين المحتجين والقوات النظامية، ونحن في حزب الأمة نؤمن بحق التظاهر السلمي، ونذكر في نفس الوقت بخطورة تفشي العنف في فض التظاهر وتزايد عدد الشهداء، وقلنا إن هذا يملأ الصدور غبنا، وبالتالي هذا يضعف حظوظ الحوار وأمنا على أن الحوار هو الأمثل لحل كافة الخلافات بين مكونات الشعب السوداني، كما ثمنا الاستجابة التي تمت من قبل الأجهزة النظامية والعدلية في إصدار تقرير عن تشريح الدكتور “بابكر” عليه الرحمة، ونطالب أيضا بالإسراع عن كافة التقارير للضحايا وظروف مقتلهم أو إصابتهم، كما استمعنا إلى تقرير عن المعلم “أحمد الخير” ومن المفترض أن يسرعوا للقبض على الذين شاركوا في ارتكاب الجريمة وتقديمهم إلى العدالة، كما ثمنا قرار إطلاق سراح جميع المعتقلين وقرار رئيس الجمهورية بإطلاق سراح المعتقلين الصحفيين وكل شخص لم يتم إطلاق سراحه يجب أن تقدم إليه تهمة ويقدم إلى المحاكم، كما ثمنا خطوة النائب العام بمراقبة التظاهرات وطالبنا بفك المشاكل التي كانت سببا في التظاهرات وهي الخبز والوقود والنقود، وأمنا على موقفنا الثابت على أمن الوطن وضمان استقراره، وقلنا لن يتأتى ذلك إلا بالحوار الجاد والصادق، باعتباره الضامن الوحيد لحل قضايانا الاقتصادية والسياسية دون إقصاء لأحد على أن نكون في منطقة وسطى حتى نحقق ما هو مطلوب وفي النهاية نريد انتصاراً إلى السودان لا انتصار إلى أي جهة ونقول الشعارات التي ترفع الآن تسقط بس أو تقعد بس ما هي إلا شعارات عمياء إقصائية تصب فيها سياسة الغالب والمغلوب وهذه عاش فيها السودان ردحا من الزمن لم تنتج لنا غير الدمار لذا فإن تلك الشعارات ذات المعادلة الصفرية لا تعتبر حلا للقضية، بل هي تعمل على تأزيم الموقف أكثر وبالتالي محتاجين إلى حوار يخرج البلاد من تلك الأزمات.
*هناك مبادرة من قبل المؤتمر الشعبي إلى أي مدى فرص نجاحها؟
نحن كحزب أمة أيضا لدينا مبادرة ووضعت خطوطها العريضة سوف أعرضها على أعضاء الحزب.
*ما هي الملامح العامة لها؟
سوف نعطيكم لها بعد عرضها على الحزب وإن شاء الله تكون مخرجا للبلاد بدلا من تلك الشعارات تسقط بس أو تقعد بس وهذه الشعارات تزيد من أزمة البلاد، فتجارنا كثيرة في ذلك فإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء مارس 1970 أحداث الجزيرة أبا وود نوباوي وكانت وقفات احتجاجية قمعت بالسلاح وراح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف شهيد، ولكن ماذا كان رد الفعل لذلك؟ كانت أحداث الثاني من يوليو 1976 والتي مات فيها آلاف من المواطنين، فالذي تسعى أن تسقطه اليوم سوف يعمل لإسقاطك غدا وهذه الحلقة المفرغة نحن أحد ضحاياها، ولذلك لا نريدها أن تتكرر مرة أخرى بالبلاد، نريد لهذا البلد النماء والاستقرار ولا نريد له الدمار والخراب، ونريد نحفظ لأبنائنا القادمين وطنا أمنا ومستقرا وهذا لن يتأتى إلا بالجلوس مع بعضنا البعض بدلا من حمل الغبن والضغائن والكيد السياسي.
*هل الأقرب إذا فشلت المبادرات الداخلية هل يمكن أن تكون هناك مبادرات خارجية وما هي الدولة الأنسب إلى الحل؟
ما حدث الآن هو شأن داخلي ولكن بالإمكان أن يكون هناك دعم خارجي لمبادرات وطنية وهذا هو الأرجح.
*ما هي الدولة الأقرب لذلك الحل؟
اعتقد أن الإخوة المصريين هم الأقرب لجمع الفرقاء ومصر هي الأقرب إلى السودان ومرت بتجارب مماثلة.
*والدوحة؟
الدوحة لعبت دورا مهما في قضية دارفور وفي تقريب وجهات النظر بين الفرقاء من أبناء دارفور والحركات المسلحة الدارفورية والحكومة، وقبل فترة تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الحكومة وحركة العدل والمساواة وبدأت خطوات بين الطرفين، ولكن الاحتجاجات الأخيرة عطلت تلك المساعي وربما حركة العدل والمساواة تراجعت قليلا في انتظار ما يتكشف عن تلك التظاهرات ولكن استطيع أن أقول إن الدعم الخارجي هو دعم للمساعدة في تقريب وجهات النظر، ولكن ينبغي أن تخرج تلك المبادرات بنية صادقة من أبناء هذا الوطن.
*هل تعتقد أن الاحتجاجات التي خرجت وراءها مندسين كما تذكر الحكومة؟
في ظني ما يحدث من طابع سياسي وتظاهرات احتجاجية مشروعة نتيجة لشح الخبز والنقود والوقود كان لابد أن تركب الجهات السياسية الموجة وتحاول استغلالها وتوظفها لمصلحتها ولكن اعتقد أن الشباب له وعي كبير.
*ماهي تلك الجهات التي تحرك المظاهرات؟
يفترض أن تكون تلك الجهات أمينة مع نفسها ويجب أن تعلن عن نفسها إلى الشعب حتى يتعرف عليها خاصة وأنها تعمل على تحديد مواعيد التظاهرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن لا يمكن أن تكون تلك الجهة تمارس هذا العمل من خلف الكواليس فلابد أن تخرج إلى العلن حتى يعرف الشعب من هو هذا الجسم الذي يخطط ويدعم تلك التحركات، وفي ظني أن الشباب واعي ويجب ألا ننظر إليه بنفس النظرة المسبقة، وأنه يتم تحريكه بالريموت كنترول، ولكن لابد أن نعلم أن هناك مشاكل حقيقية لابد من معالجتها خاصة المشاكل الاقتصادية، واعتقد أن الدولة ماضية في معالجتها بقوة.
*وماذا الدعوة لفتح الحوار معهم؟
هذه واحدة من الإجراءات التي ينبغي أن تتم معهم لقطع الطريق عن كل من يريد أن يركب الموجة، ولكن لابد من مبادرة جادة تخرج البلاد من هذا النفق ونحن ماضون في ذلك.
*السيد الرئيس تحدث عن جهات خارجية تقف وراء الذي يجري الآن؟
لا نستبعد ذلك لأن السودان أصلا مستهدف ولكن لابد من سد الذرائع والعمل على تماسك الأمة والعمل على إغلاق الأبواب حتى لا يدخلوا إلينا عن طريق الشباك.
*إلى متى تستمر تلك الاحتجاجات؟
هذه تتوقف على أمرين أولا حل المشكلة الاقتصادية من جذورها والدولة ماضية في ذلك بقوة، أما الموضوع الثاني فتح مبادرات واستيعاب المحتجين من الشباب ومعرفة مطالبهم والوصول إلى صيغة معقولة تستطيع أن تلبي كل مطالبهم السياسية، فالآن ارتفع السقف ولم تعد المطالب اقتصادية فقط ولكن مطالب أخرى أخذت الطابع السياسي فيجب الجلوس والعمل على حلها.