(5) أيام فقط تفصل بيننا وبين بدء تنفيذ الربط الكهربائي بين السودان ومصر حيث تم الاتفاق بأن يكون منتصف فبراير الجاري موعداً لتنفيذ البداية ،والتي ستكون بـ (50) ميقاواط ، تدخل مباشرة في الشبكة القومية على أن تتدخل البقية تباعاً حتى نصل إلى الربط المقدر بـ (300) ميقاواط ، وهنا لابد أن نشيد بكل المجهودات واللقاءات التي تمت من الجهات المختصة بين الدولتين ممثلة في وزارة الموارد المائية والري والكهرباء بالسودان ووزارة الري المصرية ،وذلك من أجل تنفيذ الاتفاق الذي تم بين الرئيسين السوداني والمصري في هذا الشأن.
فوزارة الموارد المائية والري والكهرباء ظلت تبذل مجهودات جبارة من أجل استقرار التيار الكهربائي ودونكم الاستعدادات المكثفة التي بدأت الآن من أجل (صيف بلا قطوعات)
وزير الموارد المائية والري والكهرباء المهندس مستشار “خضر قسم السيد” أكد أن الصيانة التي تجري الآن من أجل الدخول للصيف بلا قطوعات، حيث بشر في الحوار الذي أجرته معه (المجهر) بأن الصيف القادم سيكون صيفاً بلا قطوعات ،لأن الوزارة كما أكدت بأنها متوقعة وفرة في الطاقة ،أكثر من حاجتها ،خاصة بعد دخول الربط الكهربائي المصري ودخول قري (3) وبورتسودان والزيادة المتوقعة من الربط مع دولة إثيوبيا ،بالإضافة إلى دخول محطات جديدة جلها من أجل تخفيف الأحمال ، فهذه بشريات تؤكد أن الصيف القادم سيكون صيفاً مستقراً.
نعم الكهرباء بالسودان قد شهدت تطوراً ملموساً فقد كان “الناس” قبل سنوات يغنون (الكهرباء جاءت .. أملوا الباغات) أو كما قال رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” في لقائه مؤخراً مع قادة الأجهزة الإعلامية في أشارة منه إلى التطور الذي حدث في مجال الكهرباء وأدى إلى اختلاف وتغير الوضع .. نعم كانوا يغنون (الكهرباء جات .. أملوا الباغات) وأزيد عليها (أسي بتقطع) ،بمعنى كانت لا تعطينا فرصة في أن نملأ الباغات، فسد مروي حقيقة أحدث طفرة كبرى في مجال استقرار التيار الكهربائي وهو يغذي الشبكة القومية بـ (1250) ميقاواط ، كما أنه أدى إلى أن تتحول منطقة السد إلى منطقة جاذبة ومنطقة سياحية وسمكية وأدى إلى خلق وظائف وتشغيل الخريجين والمهندسين والعمال ،وأحدث حراكاً اقتصادياً واجتماعياً ،وحينها تغنى فنانو الشمال بأجمل الكلمات وهم يمجدون السد والكهرباء ،حيث عرفت الكهرباء طريقها إلى المنازل بعد قيام السد بعد أن كانت اللمبة والرتينة ، تغنوا:
نضوق نعمك يا الكهارب
لا لمبة ولا رتينة
وأخرى كتب كلماتها وتغني بها الفنان الراحل عيسى بروي :
وكت سد مروي الله جابو أخير نرجع لشري
تأني نتوب ما نسافر نقول كايسين المعيشي
نحوم ونلوح في البنادر برانا نكوس النبيشي
نخلي قراريص قمحنا وملاح ويكتنا الهشيشي
نباري لهايد المدينة البربن للزول كريشي
الآن نتمنى أن يتم تنفيذ الـ (6) سدود التي توقف إنشاؤها بسبب رفض المواطنين لها ،خاصة وأن لوزارة الموارد المائية والري والكهرباء طريقة جديدة لإنشائها من غير أن يتم تهجيرهم .. فالسدود تعتبر نعمة ورحمة من الله وقد ذكرت رحمتها في القرآن الكريم في سورة الكهف الآية (98) قال تعالى :(قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَاذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكان وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) ،فطالما أنه لم يتم تهجيرهم وسيكونون قابعين في أراضيهم ومنازلهم فلا أظن أنهم سيرفضون هذه الرحمة ،نتمنى أن يتم إقناعهم والجلوس والتحاور معهم بطريقة الإنشاء الجديدة وحتماً سيتم التوصل إلى اتفاق يرضي الجميع.