أخبار

خربشات

(1)
في الفترة الأخيرة أطلت على الساحة الاجتماعية نظارة للجعليين في السودان وأخذت تعيد الدور الهام الذي لعبته هذه القبيلة الكبيرة.. بمشاركات رمزية في الاحتفالات القومية ومساهمات في المصالحات القبلية.. ودرء المفاسد وبذر بذرة الخير.. وتردد السؤال لماذا ولدت نظارة الجعليين من جديد؟ وهل كانت النظارة في السنوات الماضية بعيدة عن المشهد الاجتماعي؟ حتى جاء مؤتمر السلم الاجتماعي بدارفور وخاطبه وكيل نظارة الجعليين باسم الناظر “إبراهيم حاج محمد” وشارك الوكيل في مؤتمر الصلح في أبو دليق ونجح في الحصول على العفو عن أفراد الشرطة.. وفي مؤتمر سنار عاصمة الثقافة الإسلامية قدم وكيل ناظر الجعليين “بابكر حاج عمر” مساهمات جعلت لهذه القبيلة لساناً وقيادة لها دور كبير في مستقبل البلاد؟ ويمثل “بابكر عمر” الوجه الاجتماعي الوضيء لقبيلة الجعليين.. بعد أن بات وكيلاً شرعياً عن الناظر “إبراهيم حاج محمد”.. وبعد مشاركة الناظر “بابكر” في احتفالية منطقة الكريدة ومساندته للرئيس “عمر البشير” والوقوف بجانبه.. أثارت هذه المواقف ردود أفعال وسط بعض منسوبي الحزب الشيوعي من أبناء الجعليين، وللحزب الشيوعي ثأر قديم مع النظام الأهلي، وثأر آخر مع كل من يقف مسانداً للإنقاذ.. وباسم هؤلاء (الرافضة) كتب “حسام عامر جمال الدين” مقالاً ينتقد فيه خاله “بابكر حاج عمر”.. بلهجة تفتقر للذوق والأدب واحترام الإدارة الأهلية ووقار الرجل الذي رفض الرد على مزاعم “حسام” ابن “عامر جمال الدين” أحد قيادات الإنقاذ حتى رحيله من هذه الفانية، وقد بايع الراحل “عامر جمال الدين” الإنقاذ في سنوات مضت مع أعيان الجعليين.. ولكن “حسام” يشهر سيفاً من العشر في محاولة للنيل من نظارة الجعليين.. بإنكار وجودها والتقليل من شأنها.. والتشكيك في اتفاق أعيان الجعليين على إمارة “بابكر حاج عمر” الذي حصل على تفويض من الناظر “إبراهيم” لإعادة الحياة لهذه النظارة.. لتساهم في المصالحات والبناء والتعمير.. وفعل الخير.. مثلها وبقية مكونات الإدارة الأهلية في البلاد.. فلماذا يستكثر البعض على القبيلة أن تلعب دورها الاجتماعي والثقافي والسياسي كذلك؟ وقد أجمعت قيادات القبيلة على “بابكر حاج عمر” إلا شاباً اسمه “حسام عامر جمال الدين” يغرد وحده في وادٍ غير ذي زرع.
(2)
في الأسبوع الماضي افتتح الرئيس طريق الصادرات أم درمان جبرة الشيخ بارا.. الأبيض.. وكان الرئيس قد طاف على الجماهير في لقاء أندرابة بعربة مكشوفة.. واختار مولانا “هارون” بذكاء أن يقف قادة النظام الأهلي وزعماء العشائر بالقرب من الرئيس في تحيته للجماهير.. ناظر الكبابيش وناظر الجبال البحرية وناظر دار حامد وناظر الهواوير.. وناظر الكواهلة.. وهي دار الريح التي وعد الرئيس بتنميتها، وقد عادت إليها الحياة بعد موات طويل وطريق الصادرات يشق الأرض الجرداء وتتضاعف أسعار الأراضي في أندرابة وفي جبرة الشيخ،وقديماً عندما طاف الراحل “الشريف زين العابدين الهندي” برائعته مسدار أوبريت سودانية تمشي في رحلته الأرض المعروفة بدار الريح وكتب يقول:
في غروبك ربوع خصبة تبر مبهول..
وديان من عقيق مغسولة مطر وسيول
وكثبان تايه يتظرز حواشي سهول
تجود بي الكركدي وصمغ الهشاب والفول
وتدي القنقليس طول الشهور والحول..
فيك معدن نحاس وأبوتولو غير معقول
والعيش والسماسم والصمغ والكول
والتور والخروف والناقة والكاتول
علي دينار كسب ليها الشرف والطول..
وأبو زكريا أداب العصاة زول زول
ويذهب “الشريف زين العابدين الهندي” إلى أرض السافل في شمال كردفان مغرداً بقصيدته التي كانت لحناً في الغربة أشجى من هم في الداخل والخارج.. ونالت ذيوعها وشهرتها قبل عودته الأخيرة لأرض الوطن، وعن أرض السافل يقول:
ومن مليط مكربت شاقي دار الريح
نازل بارا أم فتنة بتسر وتريح
واتياسر على التباره صوتها يصيح
ونوخ تقلي في السهل الكبير وفسيح
وأرض السافل التي عادت إليها الحياة مرة أخرى بميلاد طريق الصادرات، كانت مشقة السفر عبرها إلى العاصمة الخرطوم لا مشقة تضاهيها إلا السفر إلى الشمالية.. وكلاهما أرض رمال وصحراء.. لكن الطرق الحديثة وعزم الرجال قد قهر الصعاب.. وإذا كان الحاج “عطا المنان” وشركة شريان الشمال للطرق قد كان لها شرف تمزيق أحشاء صحراء العتمور، فإن شركة زادنا ومديرها “أحمد الشايقي” كان لها الفضل في تنفيذ طريق الصادرات بمواصفات عالمية.. (7) أمتار هي عرض الإسفلت الذي شق الديار من بارا حتى أم درمان.
(3)
وضع الهلال أول ثلاث نقاط في مشواره الأفريقي ضمن مجموعات البطولة الكونفدرالية بعد فوزه الأحد الماضي على فريق الأشانتي الغاني بهدف اللاعب “وليد الشعلة”.. وينتظر الهلال مواجهات هامة مع فريقين من زامبيا.. في مرحلة الذهاب.. وفي حال حصول الهلال على ثلاث نقاط من المواجهتين المرتقبتين رغم صعوبة تلك المواجهات فإنه يقترب كثيراً من الصعود للمرحلة القادمة.. وحتى إذا لم يحصل على نقاط خارج أرضه فالهلال مطالب بكسب المباريات الثلاث التي تلعب بالسودان لينافس على البطاقتين المؤهلتين للمرحلة القادمة.. وصعود الهلال للمرحلة قبل النهائية يمثل إنجازاً في ظل ظروف الفريق الحالية وهو يعاني من ضعف في التدريب.. وهيمنة “الكاردينال” على النادي وتصفية حساباته مع اللاعبين الكبار.. وقد كان اللاعب “بشة” ضحية لنزعات “الكاردينال” التسلطية وهو يتربص بكل اللاعبين الذين سجلهم في كشوفات النادي رؤساء النادي السابقين، ولم يتبق من ذلك العقد إلا “عبد اللطيف بوي” الكابتن الحالي.. والهلال فقد الكثير من ألقه وبريقه.. وانصرف عن تشجيعه المخلصون بعد أن (صار) فريق الرجل الواحد.. (يشطب على كيفو) ويسجل بمزاجه الخاص.. ورغم ذلك يظل الهلال عصياً على التدجين.. وشعاراً يعشقه الملايين.. فهل يحقق لاعبو الهلال الحاليون حلم قاعدتهم العريضة بالصعود للمراحل النهائية من البطولة الحالية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية