“هارون” .. و”عبد الرحيم” .. الطريق والاستثمار
1
طريق (أم درمان – بارا)، الذي افتتحه السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” الأحد الماضي ، هو بلا شك مشروع تنموي وخدمي عظيم ، وقد انتظره مواطنو شمال كردفان لعقود طويلة ، حتى أضحى الحُلم حقيقةً في عهد الوالي “أحمد هارون” ، ليتنزل شعاره واقعاً معاشاً بين الناس ( موية .. طريق .. مستشفى) .
ومع رأيي السابق المنشور هنا قبل سنوات ، أن “أحمد هارون” لم يوفق في ولاية جنوب كردفان ، وأنه ارتكب أخطاء سياسية واضحة بتعويله على حوار ثنائي مع قادة الحركة الشعبية قبيل (كتمة كادوقلي) الشهيرة في 6/6/2010 ، ببذله ثقةً في غير موضعها عبر مفاوضات جانبية مع “عبد العزيز الحلو” و”ياسر عرمان” ، إلا أن الدرس القاسي أفاد “هارون” ، فانتقل إلى “الأبيض” بشخصية حاكم مدني تركيزه على التنمية والخدمات ، لتحقيق نهضة الولاية ، فأنجز الكثير وحقق ما عجز عن تحقيقه الكثير من ولاة الولايات في كردفان وفي غيرها من أقاليم السودان .
طريق “بارا” ومشروع مياه الأبيض ومستشفى الأبيض ، هي (ثلاثية هارون) العظيمة ، وسيمفونيته الرائعة التي طالما رقص عليها (الكردافة) ، فكانت لهم ، بعد أن حسبوها مستحيلات كالغول .. و العنقاء .. والخِل الوفي !
مبروك لأهلنا (الكردافة) .. الناس القيافة .. مبروك لـ”هارون” .
2
يخطط الفريق أول مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” رئيس الجهاز القومي للاستثمار لنقلة كبيرة في عمل الجهاز ، تنعكس إيجاباً على تشجيع واستقطاب المستثمرين من كل العالم للإقبال على الاستثمار في السودان .
ما يميز الفريق “عبد الرحيم” ، قدرته الفائقة على تأسيس بنيات تحتية يُشار إليها بالبنان في كل مؤسسة أو وزارة جلس على مقعد قيادتها ، فأبراج القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تقف شامخة في الخرطوم ، كأحد إنجازات فترة “عبد الرحيم ” في وزارة الدفاع ، ومثلها في الداخلية .
صحيح أن العمل في ولاية الخرطوم كان معقداً لأنه خليط بين التنمية .. والسياسة .. والتعامل المباشر مع المواطن في مجالات لابد فيها من عون وتفاعل شعبي :مثل مشروعات النظافة وتحسين البيئة ، ولكن إدارة الوزارات والأجهزة القومية أمرها مختلف و الرؤية فيها تكون غير أوضح .
أتوقع طفرة هائلة في القريب العاجل في مظهر و مخبر الجهاز القومي للاستثمار ، بما يعود بالفائدة على اقتصاد السودان .