في تطور خطير أعلنت روسيا تعليق العمل باتفاقية نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة الموقعة بينها والولايات المتحدة وذلك كرد على الموقف الأمريكي والذي جاء بسبب وكما تقول واشنطن نشر موسكو لصواريخ متوسطة يتجاوز مداها المتفق عليه وهو ما تنفيه موسكو التي اتهمت وبالمقابل شريكتها بنشر صواريخ مماثلة من طراز توماهوك في عدة مناطق من دول أوروبا الشرقية، وبالرغم من أن مدى هذه الصواريخ المتوسطة لا يصل إلى حدود أمريكا ولا روسيا بالمقابل إلا أنها تصل إلى عواصم حليفة لكل منهما وأبرزها لندن على الجانب الغربي .. ولكن هذا الأمر ورغم خطورته يخفي فيما يبدو خطة أمريكية تهدف لتجاوز هذه الاتفاقية وإقرار اتفاقية جديدة ترى أهمية بالغة في ضمها للصين (التي تنظر إليها الولايات المتحدة باعتبارها العدو الأكثر خطورة في المستقبل القريب) والتي أعلنت أخيراً عن مفاجآت كبيرة في برنامج تصنيعها لصواريخ نووية فتاكة وبعيدة المدى وهو نفس القلق الذي تشعر به واشنطن من النجاحات الإيرانية المتتالية في تصنيع واختبار صواريخ ذات مدى مقلق وخطير للغاية وهو ما يعني أيضاً ضرورة إدخال إيران ضمن الاتفاقية الجديدة التي يسعى إليها “ترمب” وإدارته بهدف تقليل الغضب الإسرائيلي عليه وتبديد قلق تل آبيب التي تتململ الآن من ما كشفته إيران مؤخراً في شأن برنامجها الصاروخي ودخولها لنادي الكبار أصحاب الترسانة الصاروخية المدمرة .. ولكن الكارثة التي يمكن أن تحدث للعالم مع هذه التطورات التي تغير الآن من خارطة القوى الدولية والإقليمية هو أن يزداد التنافس بين كلاً من الولايات المتحدة والصين وروسيا حول بسط النفوذ والسيطرة على الثروات بما ينعكس على ميدان المواجهات العسكرية وفي هذا يصعب التكهن بما يمكن أن يحدث بشأن بقية الاتفاقيات الأمنية الإستراتيجية الموقعة بين موسكو وواشنطن خاصة اتفاقية نزع الصواريخ الإستراتيجية الهجومية التي تبقى لموعد تجديدها فقط عامين من الآن ولا يدري أحد إذا ما كانت ستعلق هي الأخرى بين لحظة وأخرى حال استمرار حالة الاحتقان بين واشنطن وموسكو والتي تزداد على هذه الوتيرة المتسارعة الخطيرة .. حينها سيضحي العالم كله بين سندان “ترمب” المجنون ومطرقة “بوتين” العنيد وطموح الصين وإيران الذي لا حدود له.