{ لا أظن أن هناك شعباً صبر على فشل الحكومات وتحمل صعاب الأزمات وضيق المعيشة، مثل الشعب السوداني، والعجب العجاب أن هذا الشعب ظل واقفاً ومصلوباً على محطة الصبر قرابة الثلاثين عاماً، ينتظر الإنقاذ والخلاص من حياة المعاناة التي فرضت عليه وظل ينام على ضيق ويصحو في مضيق .
{ الشعب السوداني أثبت للعالم مدى صموده، وضرب أروع الأمثال في الصبر والحكمة وطولة البال، والإيمان العميق بأن صبره الطويل على الأزمات والابتلاءات حتى يبقى وطن الجدود على تماسكه العتيق، فكلما اشتعل لهيب الأسعار يقابلها السودنيون بصبر جميل سداً للأبواب والمنافذ التي طالما حاول أعداء الوطن لجر المواطن السوداني لفتحها، حتى ينفلت الأمن وتشتعل نار الفتة من الداخل.
{ الشعب السوداني صبر كل هذا الصبر في وقت لم تتحمل كل الشعوب من حولنا ربع ما تحمله السودانيون من قسوة الأحوال المعيشية، التي ظلت تتسبب فيها إخفاقات وفشل القطاع الاقتصادي الذي لم يشهد تحسناً أو استقراراً، إلا في عهد وزير المالية الأسبق والاقتصادي المحنك الراحل العظيم “عبد الوهاب عثمان” وللأسف الشديد كل وزراء القطاع الاقتصادي الحاليين مازلوا على برودهم ينتقلون من فشل إلى فشل وعايشين في نعيم المخصصات ضاربين (همبريب الوظيفة) وتاركين المواطن وحده يكابد سخانة وسموم الأوضاع الصعبة والأحوال العصيبة، التي أوصلونا إليها بفشلهم المتصاعد ووعودهم الزائفة .
{ حقاً أما آن للمواطن السوداني المغلوب على أمره، أن يترجل من مربع الضيق و(الحال الحرن) ليصعد إلى عتبة الرفاهية والعيشة الهنية، أو على الأقل يجد حكومة تجازيه على صبره، فقط بتوفير القوت الضروري له ولأسرته وتوفير المواصلات التي تسهل حركته ليل نهار في رحلة البحث اليومي عن اللقمة الحلال.
{ وضوح أخير :
{ نسأل الله العلي القدير أن تأتينا حكومة جديدة، مقدمة لنا طوق الإنقاذ الحقيقي الذي طال انتظاره لتخلص المواطن من صفوف الأزمات وفوضى السوق المطلوق !!.
{ الخوف كل الخوف أن تخيب الحكومة القادمة آمال الشعب، فتمضي كسابقاتها بالمزيد من الأزمات والإخفاقات والمحن .!!
{ أخيراً لأن الشعب السوداني العظيم جابه كل الصعاب بإرادة وطنية نادرة، نهديه خاتمة أغنية (المستحيل) رائعة إمبراطور الأغنية السودانية وفنان أفريقيا الأول والأخير “محمد عثمان وردي”:
(إنت يا الصابر.. عند الله جزاك).