بكل الوضوح

عواجيز الأحزاب هل يخمدون احتجاجات الشباب ..؟!

عامر باشاب

{ ما زال ركوب “الصادق المهدي” في موجة الاحتجاجات الشبابية المطلبية يثير جدلاً كثيفاً في الشارع السوداني، خاصة أنه في بدايتها انتقص من قدرها بوصفه لها بـ( بوخة المَرْقَة) والآن وبعد دخولها في الأسبوع الأول من الشهر الثاني تسلل “المهدي” إلى الميدان باحترافية ليسرقها ويداريها تحت عباءته السياسية المنسوجة بخيوط التقلبات والتناقضات والضبابية ومن ثم الظهور عبرها كمعارض قوي من الداخل بعد أن فشلت كل محاولات المعارضة من خارج الحدود، منذ محطة “تهتدون” و”تفلحون” إلى آخر محطة (تفشلون) مع “نداء السودان” التي عاد منها مؤخراً بـ(بوخة المَرْقَة) وهو الآن واقف في محطة (تسرقون) التي بدأت بـ(احترافية السرقة).
{ والسيناريو القادم يقول إن الإمام “الصادق المهدي” بانضمامه الصريح لثورة الشباب رافعاً شعار (تسقط بس) سيتحرك بحماس للتفكير الجاد في (أكل رأس) المهنيين وترويضهم لصالحه بعد أن يفسحوا له المجال ليتقدم الصف الأول ويكون هو الإمام القائد لهم خاصة أن الاحتجاجات التي بدأت مطلبية وبدون ألوان سياسية سرعان ما تحولت إلى سياسية بانحرافها إلى (المطالبة برحيل النظام)، وبرغم تصاعد اشتعالها الشبابي ما زالت حتى الآن بدون قائد مسيرة.
{ والإمام “الصادق المهدي” معروف عنه احترافية شق الصفوف من أجل الوصول إلى أهدافه الخاصة عبر إمامة التحالفات ثم التحرك بها بعد ذلك لمهادنة الحكومة ثم ابتزازها سياسياً.
{ وها هو “أحمد بابكر نهار”، رئيس حزب الأمة الفيدرالي وبعد أن فقد الأمل نهائياً في الجلوس على أي من الكراسي الوزارية بحكومة الحوار الوطني سار على خطى الإمام واختار مسار الانتهازيين بالقفز نهاراً جهاراً في ميدان الثورة محاولاً الظهور تحت أضواء مسرح النجومية ويبدو واضحاً أن ركوب إمامه القديم موجة الاحتجاجات شجعه على تلك القفزة رغم خطورتها على مستقبله كزعيم سياسي ومستقبل حزبه بعد انسحابه المفاجئ من الحكومة، خاصة أنه لم يحظ بتأييد على تلك القفزة من أقرب المقربين له في الحزب.
{ السؤال الذي يطرح نفسه تحت كل هذا القفز هل قفزة “نهار” ستجد الترحاب من الشباب المحتجّ مثل ترحيبهم بزعيم الأنصار “الصادق المهدي” أم أنهم سيغلقون الباب في وجهه كما فعلوا مع السيد “مبارك الفاضل” زعيم حزب الأمة الإصلاح والتجديد والدكتور “غازي صلاح الدين” زعيم الإصلاح الآن.
{ حقاً احتجاجات الشباب بعد أن كانت تشكل خطورة فهي الآن وبعد هذه القفزات في وضع خطر ..!!
{ بقفزاتهم الانتهازية تلك هل يخمد عواجيز الأحزاب اشتعال احتجاجات الشباب ..؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية