وزير الحكم الاتحادي يطالب بالجلوس لمعالجة الأجواء التي تشهدها البلاد بالحوار
أبدى أسفه لتجاذب مكونات المجتمع بين (تقعد بس) و(تسقط بس)
الخرطوم ـ فاطمة عوض
طالب وزير الدولة بديوان الحكم الاتحادي “أبو القاسم إمام الحاج” بضرورة الاحتكام إلى الحكمة بالجلوس لمعالجة هذه الأجواء التي تعيشها البلاد وحفظها وحقن الدماء، مؤكداً أن الحوار هو الخيار للمعالجات، وأن الوطن يسع الجميع، ودعا الدعاة للسير في هذا الاتجاه للخروج بالبلاد إلى بر الأمان بالدعوة والحكمة والموعظة وكيفية التأسيس للتعايش والسلام، وأبدى أسفه الشديد لما تعيشه البلاد من ظروف صعبة والتجاذب بين مكونات المجتمع ما بين (تسقط بس وتقعد بس)، وأكد ضرورة معالجة القضايا بالحكمة وتأسيس منابر للحوار الوطني بكل الاختلافات الفكرية والجغرافية، منوهاً أن عدم قبول الآخر ورفضه يقود لنتائج مأساوية وواقع مرير وسط المجتمع والغرق في (شبر موية)، قائلاً: (نحن أصحاب تجربة، وجربنا كل الحروب والصراعات وعدنا للبناء ولطاولة الحوار بعيداً عن التخريب لعدم جدواه).
وقال الوزير لدى مخاطبته دورة الانعقاد العاشرة تحت شعار (نحو خطاب دعوي معاصر) للمجلس الأعلى للأوقاف والتوجيه والإرشاد والمجلس الأعلى للدعوة الإسلامية، أمس، بمركز الشهيد للمؤتمرات: (يكفي الوطن كل الجراحات ونقرّ بأن هناك ضائقة معيشية وأزمة اقتصادية وسياسية وأخطاء وظروف خارجية).
وأكد أبو القاسم أهمية تفعيل دور الدعاة وأمر الدعوة ودورها الكبير في الحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي، فضلاً عن تأسيس مبادئ المواطنة على أساس الحقوق والواجبات والتعايش بين مكونات الشعوب، مؤكداً على دور الدعاة في رفع الظلم ومحاربة الفساد وتدريب الأجيال القادمة خاصة وأن السودان دولة متنوعة الثقافات.
من جانبه، قال وزير الدولة الأمين العام للمجلس الأعلى للأوقاف والتوجيه والإرشاد “الخليفة أبو بكر عثمان إبراهيم” إن الحراك بالخطاب الدعوي المعتدل والمتزن والداعي إلى الوسطية استطاع أن يبعد عنا شبح الغلو والتطرف والإرهاب وزهق الأرواح المفضي إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي واضطراب الأمن وإلى الشحناء والبغضاء والكره والتعنصر. وأشار الوزير إلى الأثر الكبير للحراك الدعوي في الولايات وإسهامه في تحول الكثير من القيم السالبة إلى قيم إيجابية في المجتمع وارتقائه بالسلوك والتعامل الحياتي في كل دروبه، مؤكداً أن الخطاب الدعوي عزز قيم التعايش الديني في المجتمع ورتق النسيج. ونوه الخليفة إلى تزامن دورة الانعقاد والبلاد تستقبل عاماً جديداً، متفائلين ببذل المزيد من العطاء الدعوي بوقفة تأمل والنقد الناصح والتصويب والنصح ومراجعة المسيرة، موضحاً أن شعار الدورة يعدّ أحد التحديات التي تواجه الدعاة في عالمنا المعاصر.
من ناحيته، أشار الأمين العام للمجلس الأعلى للدعوة الإسلامية “عبد الله محمد علي الأردب” لاتهام العلماء بالتقصير، مؤكداً على دورهم في إضاءة الطريق للأمة ومعالجة المشكلات وتبصير الأجيال التي تتمرد على النظم والقوانين وثورتهم في هذه الأعمار بخطاب يعالج همومهم وينظر لأغذيتهم بجانب الإسهام في إعداد وتدريب (نجوم الغد) في مجال الدعوة من الشباب وحفظة القرآن لأنهم أقدر على مخاطبة جيلهم في عصر انفجار المعلومات والطاقات المتجددة بالخطاب الرزين المعتدل والحكمة في رسالة الإسلام وللذين يركبون سروج المغامرات بغير وعي للإسلام وخداع العالم من باب تشويه الدين للوصول إلى القضايا الديوانية في سد الثغرات.