أخبار

النزاع (الفارغ)

{ حقل (الزرقة أم حديدة) الذي بدأ إنتاجه التجاري (الخميس) الماضي كأول حقل يبلغ مرحلة الإنتاج بعد (البرصاية) تتنازع حول الحقل ولايتا شرق دارفور وشمال كردفان.. حيث (تدعي) كل من الولايتين تبعية منطقة (الزرقة أم حديد) لها.. حتى بلغت الإدعاءات تظاهر بعض مواطني قرية “عديلة” التي أصبحت محلية  وتسمى مجازاً بالمدينة وهي لا تتمتع بأي من خصائل المدن لا كهرباء تضيء بيوتها ولا شوارع أسفلتية يسرح ويمرح فيها الحديد الكوري.. هي مجرد قرية منسية تتكئ على جراحاتها القديمة وتنتظر حظها من التنمية رغم مشقة الانتظار.. وفي المقابل لم يجد الأستاذ “معتصم ميرغني” في أخريات أيامه في السلطة حيث وجوده في منصب الوالي رهين فقط برفض أغلبية سكان المحليات الغربية الانضمام لغرب كردفان.
لم يجد “ود زاكي الدين” غير زيارة الحقل البترولي الذي قيل إن إنتاجه سيبلغ المائة والسبعة والأربعين ألف برميل في اليوم، ومحاولة “ود زاكي الدين” وضع يده على الحقل دون أن يسأل نفسه ماذا تكسب الولاية التي تخرج من ترابها المعادن من الذهب والفضة والنحاس والبترول بعد أن جمدت الحكومة المركزية (عملياً) نص قانون قسمة الموارد الذي يمنح الولايات التي يخرج من جوفها معدن نفيس نسبة من الإنتاج؟.
{ جنوب كردفان الحالية أو غرب كردفان المرتقب انفصالها أو عودتها هل استفادت شيئاً من البترول؟
والدكتور “أبو القاسم قور حامد” يكشف معلومات تدمع القلب وتفطر العين وتنهمر منها الدموع عن الفاقد التربوي من غرب كردفان والنقص في معلمي مرحلتي الأساس والثانوي.. ونقص الخدمات الصحية حتى جرحى (هلجيج) لم يجدوا المستشفى الذي يقدم خدمات الصحة الأولية (فاضطر) الأطباء لجعل أشجار (العرد) عنابر وغصونها حمالات للدربَّات.. وبنظرة فاحصة لأكواخ الفقر حول حقول النفط في بليلة وهجليج تكفي وحدها للتدليل على أن إنسان الريف هو من يضحي وسكان المدن هم المستفيدون.. وبات النفط في بلادنا (لعنة) أكثر منه نعمة.. وقد أغرى البترول الجنوبيين للتصويت لخيار الانفصال وحطم إنتاج البترول (البيئة) في غرب كردفان ويهدد بتفشي الأمراض في مقبل الأيام والقضاء التام على الحيوان.. والشاهد على ما نزعم من تحطيم للبيئة ما كشفته صحيفة (القرار) الأسبوع الماضي عن نفوق مئات الأبقار في مناطق أبيي.
وفي مناطق إنتاج البترول يتم (حرق) آلاف الأطنان من الغاز سنوياً في الهواء ولا تجرؤ منظمة وطنية واحدة على إصدار تقرير عن مخاطر صناعة النفط على الإنسان في السودان.
{ مما سبق فإن تهافت ولايتي شرق دارفور وشمال كردفان على حقل (الزرقة أم حديدة) ليس له مبرر لأن الولايتين لا يُنتظر أن تنالا شيئاً من عائدات البترول، ولا يعلم الأخوان (معتصم واللواء محمد فضل الله) عن عقودات الشركات، ولا تتاح حتى الوظائف العمالية التي لا تحتاج لمهارة للعمالة المحلية.. شركات البترول تأتي بعمالتها من الفلبين وروسيا وإريتريا ومن الخرطوم، وحينما تتحدث عن خدمات اجتماعية للإنسان الذي يقطن مناطق النفط فإنها تتحدث عن (شفخانة) وتوزيع (ناموسيات) وبناء فصل بمدرسة وحفر بئر ارتوازية..  حتى أسماء المناطق التي تنتج البترول يتم (تغييرها) وتبديلها، ولولا النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ “علي عثمان محمد طه” وإنصافه لسكان “البرصاية” الأسبوع الماضي لذهب اسم منطقتهم شماراً في مرقة “النجمة” وما أدراك ما النجمة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية