شهادتي لله

و بعد “نهار” .. قد لا يلوح نهار !!

حينما يظل السيد الدكتور “أحمد بابكر نهار” وزيراً في حكومات الإنقاذ المتعاقبة لنحو (16) عاماً متواصلة ، ثم يغادرها قبل (4) شهور فقط ، ليحل محله في التعديل الوزاري الأخير أحد قيادات حزبه وزيراً للثقافة والسياحة السيد “عمر سليمان” ، ثم يفاجئنا السيد “نهار” ببيان مفاجئ يقرر فيه باسم المكتب القيادي لحزبه فض الشراكة مع المؤتمر الوطني ، ويتجاوز ذلك مباشرةً  إلى مطالبة الرئيس “البشير” بالتنحي ، فإن على المؤتمر الوطني أن يتلّفت يميناً ويساراً .. أماماً وخلفاً ، وأن يتدبر أمره سريعاً ، فلا يخدعن أحدٌ في قيادة الدولة نفسه بأن هناك (أحزاب حوار وطني) قوية .. ووفية .. وصامدة في خندق المواجهة والتحدي .

حزب “أحمد نهار” .. (الأمة الفيدرالي) .. هو الحزب الثاني في حصاد انتخابات 2015 بعد المؤتمر الوطني ، ولهذا فإنه أحد أهم الحلفاء قبل .. وبعد الحوار الوطني .

قفز “نهار” من المركب ، وضرب مثلاً جديداً في خيانة العهود والمواثيق في السياسة السودانية ، فالمؤتمر الوطني الذي صبر على “نهار” وزيراً لـ(16) عاماً ، خذله “نهار” في معركة (شهر واحد) !!

قفز “نهار” من المركب ، وقد سبقه “غازي العتباني” و”حسن رزق” و”كمال عمر” ورهط من كوادر (المؤتمر الشعبي) ، و”محمد علي الجزولي” المنظّر الحقيقي لمنبر السلام (غير العادل) الذي عبأ الشماليين والجنوبيين بمشاعر الفتنة والكراهية ، وصولاً لفكرة تقسيم السودان وتمزيق البلد العظيم الذي كان واحداً موحداً .

لا نقول للرئيس “البشير” والمؤتمر الوطني : الحمد لله الذي أذهب عنكم الأذى وعافاكم ، فالأذى مستمر ، والقفز من السفينة مستمر ، ولكني أقول لكم : لا توهموا أنفسكم بما يسمى أحزاب الحوار الوطني ، تعاملوا مع الواقع الجديد كما هو ، هناك متغيرات كبيرة وقاسية في الساحة السياسية ، فإنكم اليوم إن تنازلتم لا تتنازلون للحزب الشيوعي والقوى الرافضة للحوار ، لا .. بل تتنازلون لشعب مصدوم ومجروح ، يحتاج لمن يُخفف عنه وطأة الحزن ، ويغسل وجدانه من آثار الدماء والدموع .

المشهد الآن ليس فيه (قوى حوار) .. فقد فر أكبر أحزاب الحوار ، و(قوى رافضة للحوار) .. انتهت تماماً صلاحية هذا التصنيف !

المشهد الآن مختلف ومتغير ، ويحتاج لتنازلات سياسية مهمة ، دون سقف تنحي الرئيس .

كما أن الواقع المتردي يستوجب أن تكون التنازلات أعلى من سقف تعديل وزاري محدود ، لا يُحرك ساكناً ، ولا يوقف مُتحركاً .

عليكم أن تفهموا سريعاً ، فبعد “نهار” ، قد لا يلوح نهار !!

 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية