أخيره

"جكسا": نظام (مايو) عرض عليَّ رتبة (ملازم ثان) ورفضت..!!

سجل اسمه مع الخالدين ونحت اسمه في لوحات الشرف وأعطى اللون الأزرق طعماً حينما كان يجوب الميادين داخلياً وخارجياً.. وحقق للسودان مكاسب وشهرة عالمية حينما نال كأس بطولة الأمم الأفريقية 1970م.. وهو زاهد في الحياة ومتواضع.. شيمته شيمة العلماء والراسخين..
إنه الكابتن “نصر الدين عباس جكسا”، الذي حاولنا في هذا الحوار القصير أن نتعرف عليه أكثر.. مولده ونشأته وكيف ولج عالم الرياضة.. وأشهر المباريات التي أداها ومباريات في ذاكرته ومدن داخلياً وخارجياً في الذاكرة
{ حدثنا عن نفسك؟
– أنا “نصر الدين عباس جكسا”، من مواليد مدينة أم درمان حي البوستة في 13/8/1944م، نزح جدي لأمي “إدريس السائر” مع الإمام المهدي لأم درمان، وكان أحد المقربين إليه، وعند فتح الخرطوم كان المشرف على سجن أم درمان الحالي، إلى أن أطلق عليه اسم سجن السائر، ومدينة أم درمان واحدة من أعرق مدن السودان إذ تمتاز بشخصيتها المتفردة والمتنوعة، وعدد سكانها آنذاك لم يتجاوز الـ (100) ألف نسمة، وحي البوستة يتوسط منطقة أم درمان المكون من السوق وسوق القش وسوق الموية وزريبة الفحم ونادي الهلال، ومن أعرق سكان المنطقة حسن عوض الله ومبارك زروق وعبد النور والمشرف والجندي وأبو العلا وعلي أحمد طه.
{ وكيف كانت بدايات تعليمك؟
– بدأت بالخلوة ثم مدرسة الكتيابي ثم حي العرب الأولية والعباسية الوسطى ثم الفلاح، ونظراً لانشغالي بالعمل الرياضي لم أستطع إكمال دراستي، إذ وجدت فرصة لدراسة الطب ببلغاريا وألمانيا الشرقية ونلت دراسات بمعهد الدراسات الإضافية جامعة الخرطوم.
{ والرياضة أدخلتك عالم الشهرة.. كيف جاءت بداياتك؟
– بدأت الرياضة شأني شأن كل أبناء أم درمان الذين يمارسون الرياضة بالحواري بكرة الشراب، ثم بالمدارس، ثم انضممت إلى نادي الربيع بالدرجة الثانية، وقضيت فيه فترة ثلاث سنوات، ومنه اخترت كلاعب لمنتخب الخرطوم.
{ ومن الذي اكتشف موهبتك الرياضية وكيف تمّ تسجيلك لنادي الهلال؟
– اكتشف موهبتي الراحل “صديق منزول” وعبد الخير صالح والطيب عبد الله ويوسف الفكي ويحيى الكوارتي عند تسجيلي لنادي الهلال.
{ وكم تقاضيت من المال نظير تسجيلك؟
– آنذاك الرياضة لم يكن الهدف منها المال ونادراً ما يسجل لاعب بالمال ولكن لا أدري كيف تم منحي مبلغ 200 جنيه نظير ذلك ومائتين لنادي الربيع.
{ كم كان عمرك وقتها؟
– لم أتجاوز السابعة عشر.
{ ما هو شعورك وأنت في هذه السن ستلعب مع عمالقة؟
– أصدقك القول لقد كنت خائفاً لأن الهلال كان فريقاً عريقاً وقوياً برجالاته ومشجعيه، بالإضافة إلى أن الجو جديد بالنسبة لي.. انضباط في المواعيد والتمارين.. ولكن تدريجياً زال هذا الخوف بعد أن انصهرت مع اللاعبين.
{ وأول مباراة أديتها مع الهلال؟
– كانت مباراة ودية مع نادي التحرير وانتصرنا فيها بثلاثة أهداف وأحرزت هدفاً، ثم شاركت في مباراة ودية أخرى مع النيل انتهت بهدف لصالح الهلال.
{ وأول مباراة رسمية لعبتها؟
– كانت (هلال مريخ)، ووقتها المريخ كان مسجلاً سبعة انتصارات ضد الهلال، وفي تلك المباراة كسرنا حاجز الهزائم المتلاحقة على الهلال وانتصرنا عليهم بهدف كان من نصيبي، والمباراة كانت ليلة المولد في موسم 63 – 1964م.
{ وأشهر المباريات التي لعبتها؟
– كانت بين السودان ومصر في الدورة الأولمبية، والمباراة جرت بإستاد الخرطوم موسم 64 – 1965م والنتيجة خرجت بالتعادل 3/3 سجلت منها هدفين وهدف لكوارتي، وأذكر أن كل أعضاء مجلس قيادة الثورة آنذاك حضروا المباراة، وفي اليوم الثاني للمباراة – ووقتها كنت أعمل موظفاً بوزارة الدفاع – استدعاني “حسن بشير نصر” بمكتبه وطلب مني أن أكون ضابطاً بالقوات المسلحة برتبة ملازم ثان، ولكنني رفضت العرض.
{ واللقطة الشهيرة وأنت طائر وتركل الكرة؟
– كانت في مباراة السودان ومصر، والكرة لم تدخل هدفاً إذ ارتطمت بالشباك الخارجية، ونتيجتها تعرضت لكسر بالسلسلة الفقرية، ولكن أذكر أن المصور منح جائزة من قبل الوزير طلعت فريد الذي كان يشغل منصب وزير الاستعلامات.
{ ومتى اعتزلت الرياضة وما هي أسباب اعتزالك؟
– اعتزلتها في عام 1977م بسبب الرياضة الجماهيرية التي كانت سبباً في تدني مستوى الرياضة بالسودان.
{ هوايات كنت تمارسها؟
– السباحة والتنس والسلة
{ هل كنت تدخل السينما؟
– كنت مغرماً بها
{ مدن بذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
– أم درمان ثم أم درمان والأبيض أهل الزوجة وأم روابة أهل الوالدة وكل مدن السودان في ذاكرتي وخارجياً انجلترا، ألمانيا الشرقية والغربية، بلغاريا، رومانيا واليونان.
{ محطات في حياتك؟
– كانت بوزارة الدفاع ثم التحقت بشركة موبيل أويل 1964م، 1995م.
{ وطلمبة جكسا؟
– كانت جزءاً من عملي بالشركة إذ إنني كنت الموظف المسؤول عن تشييد الطلمبات وتدريب العاملين ولذلك ارتبطت باسمي.
{ الأسرة الصغيرة ممن تتكون وأين الأبناء الآن؟
– زوجتي خريجة الفرع وتعمل موظفة بالمالية وابنتي سارة متزوجة وهي خريجة الأحفاد، وهاجر خريجة الجامعة الأهلية والآن مع زوجها بإنجلترا وإسراء في الجامعة وعدد من الأولاد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية