بكل الوضوح

السُلطات الأمنية مطالبة بملاحقة المندسين ..!!

عامر باشاب

{ خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بوكالة سونا للأنباء (السبت) الماضي، وكرد فعل لما ذكرته بعض الفضائيات ووكالات الأنباء بوقوع قتلى برصاص الشرطة السودانية، أعلن الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة بأن الشرطة لم تستخدم الرصاص الحي في التظاهرات الاحتجاجية، وأكد بأن الشرطة ظلت تتعامل معها فقط بالغاز المسيل للدموع.
{ وتأريخ الأحداث التي شهدتها البلاد بالفعل يؤكد أن الشرطة لم تستخدم الرصاص الحي في فض التجمهرات والتظاهرات الاحتجاجية أي كان نوعها، وأكبر دليل على ذلك أحداث سوبا التي وقعت في مايو من العام 2005 وكانت من أخطر الأحداث الاحتجاجية التي وقعت بالعاصمة الخرطوم وراح ضحيتها (13) من أفراد الشرطة ومواطن واحد. وتفاصيل الحادثة تعود إلى أن السُلطات حينها كانت قد اتخذت إجراءات بترحيل المواطنين من سكن عشوائي بمنطقة سوبا الأراضي إلى منطقة سندس بمحلية جبل أولياء، وكان أن رفض المرحلون القرار وتصادم بعضهم مع الشرطة وأدى ذلك إلى سقوط (13) قتيلاً من أفراد الشرطة من بينهم ضابط برتبة نقيب، كان (رئيس قسم شرطة الأزهري) وفي هذه المجزرة استخدم الجناة السلاح الأبيض (سواطير وحراب وسيوف)، ورغم ذلك الصدام الكبير لم تخرج طلقة واحدة من شرطي، وهذا يؤكد بأن أفراد الشرطة بمختلف رتبهم دائماً ما يتعاملون بضبط النفس حتى في الاعتداءات التي تستهدفهم مباشرة والأمثلة كثيرة .
{ وهذا بالتأكيد لا يعني تساهل الشرطة، بل يؤكد بأن الشرطة تعي دورها تماماً، وأن من أولى واجباتها حماية المواطن والوطن، حتى لو أدى ذلك للتضحية بحياتهم.
{ أخيراً أقول بكل الوضوح بأن تأكيدات الشرطة بأنها لم تطلق الرصاص الحي، بالإضافة إلى حديث السيد رئيس الجمهورية، “عمر البشير” بمنطقة (الكريدة) الذي قال فيه إن المندسين هم من قتلوا المتظاهرين بسلاح غير موجود بالسودان، جعلت الشارع السوداني يطرح العديد من علامات الاستفهام أولها من يطلق الرصاص الحي؟ّ! وإذا كان هناك بالفعل مندسون كما أعلنت الحكومة بأنهم هم من قتلوا المتظاهرين بأسلحة غير موجودة بالبلاد فمن أين وكيف أتى هؤلاء؟! وإن كانوا مندسين من الداخل من أين وكيف أتوا بهذا السلاح الغريب؟!
{ حقاً الإعلان عن وجود مندسين يجعل جميع الأجهزة وفي مقدمتهم الشرطة مطالبين بملاحقة المندسين والقبض عليهم وكشفهم للعامة ومن ثم تقديمهم للعادلة.
{ وضوح أخير :
{ انتشار أكثر من وحدة عسكرية في شوارع العاصمة الخرطوم، بالطبع يبعث الطمأنينة في النفوس ولكنه في نفس الوقت يثير القلق لأنه قد يتيح الفرصة لإندساس كل من له أجندة أو مصلحة في إحداث فوضى وبلبلة وسط هذا المناخ الاحتجاجي السلمي الذي بدأ بمطالب مشروعة.
{ انتبهوا أيها السادة …!!
{ أخيراً نسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية