أخبار

المشهد المطلوب

مهم جداً أن تبث الحكومة تطمينات لشعبها بأن غداً أفضل من اليوم، وأن ثمار جهدها لتحسين الخدمات ستأتي أُكلها في مدة زمنية قصيرة، وأن خطأ تجفيف العملات من المصارف لن يتكرر مرة أخرى، وأن المواطنين المحتجزة أموالهم عنوة ودون وجه حق ستعود إليهم قريباً، وتحسين الخطاب السياسي لأعضاء حكومة الوفاق الوطني بعدم الإسراف في الوعود غير المرتجى تحقيقها والابتعاد عن لغة العنف واللعب على الأجساد بلغة أهل الرياضة.. وحسن الخطاب من حسن الخلق والتربية.. وبعد انحسار التظاهرات وخاصة يوم (الأحد) بأم درمان وخروج عدد قليل جداً من الشباب استجابة لدعوة المعارضة والأحزاب التي تغذي شرايين التظاهرات، فقد أصبح على الحكومة السعي لتحسين صورتها الخارجية.. لارتباطها بالاستثمار والعلاقات التجارية، ولن تتحسن صورة البلاد خارجياً بتعبيرات وزير الخارجية ولا بجهود دبلوماسية القصر والأجهزة التنفيذية، ولا بما يقوله المبعوثون الرئاسيون المنتظر ابتعاثهم لرؤساء الدول والحكومات في الأيام القادمة، ولكن أولى خطى تصحيح صورة الأوضاع الداخلية إعادة خدمة التواصل الاجتماعي عبر تطبيقات الواتساب وتويتر والفيسبوك.. بعد أن فرضت الحكومة حظراً قسرياً على هذه الخدمة الضرورية للإنسان في هذا العصر، ولجأت عبقرية الشباب لكسر القيود من خلال تطبيقات عالمية تم اكتشافها مقاومة للحظر والقيود.. ولجأت الحكومة للسير في ركب ذلك واستخدمت التطبيقات المستحدثة لاختراق ما صنعته بيدها.. وعودة مثل هذه الأزمات إشارة مهمة في الوقت الراهن بغض النظر عن السلبيات الناجمة بالنسبة للحكومة، فإن إيجابياتها أكبر.. ثانياً على صعيد الشارع العام ثمة حاجة لإخفاء المظهر العسكري الطاغي في كل الساحات.. وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 19 ديسمبر الماضي.. والمظهر العسكري في الشارع العام رسالته سالبة جداً.. وقد أثبتت الأجهزة الأمنية قدرتها على الوصول لأية منطقة شهدت احتجاجات في مدة لا تزيد عن (5) دقائق فقط.. وبالتالي إذا كانت الحكومة تملك قوات شرطة وأمن بهذه الكفاءة والقدرة على الحركة بسرعة فائقة فلا حاجة لها لنصب السيارات المدرعة وعربات الدفع الرباعي التي تجوب الشوارع العامة وتبعث برسالة سالبة عن الأوضاع.. وكثير من الدول والحكومات تتخذ مواقفها من خلال الصورة العامة للبلاد.. والمصادر المفتوحة للمعلومات.. وثمة حاجة لإعادة فتح الجامعات على الأقل التي لا يطغى في ساحاتها النشاط السياسي العام.
وإطلاق سراح المقبوض عليهم من الناشطين والسياسيين ورفع القيود عن بعض الصحف التي غابت عن القراء لفترات طويلة.. ومثل هذه الخطوات من شأنها تخفيف الضغط على الحكومة وتحسين صورتها.. خارجياً وداخلياً.. خاصة وأن المشكلات الرئيسية التي دفعت الناس للخروج من خبز ووقود وسيولة قد تحسنت كثيراً في انتظار جنيه “محمد خير الزبير” (أبو مية) ومائتين وخمسمائة بعيداً عن (رب رب التي رددها “الفاتح عز الدين”).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية